استانا، كازاخستان - (أ ف ب): حذّر الكرملين أمس الخميس من طرح «فرضيات» بشأن تحطم الطائرة الأذربيجانية التي كان متوجهة إلى روسيا بينما أشار خبراء إلى أدلة محتملة على انفجار صاروخ. تحطّمت طائرة الخطوط الأذربيجانية الأربعاء قرب مدينة أكتاو التي تشكّل مركزا للنفط والغاز. وقتل 38 من 67 شخصا كانوا فيها. وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحفيين: «سيكون من الخطأ القيام بفرضيات قبل انتهاء التحقيق».
وكانت الطائرة وهي من طراز امبراير 190، تقوم برحلة من العاصمة الأذربيجانية باكو إلى مدينة غروزني في جمهورية الشيشان الروسية في القوقاز، حين انحرفت عن مسارها فوق بحر قزوين. وفتح تحقيق للوقوف على أسباب الحادثة، لكن بعض الخبراء العسكريين وفي مجال الطيران قالوا إن الطائرة ربما أصيبت عن طريق الخطأ بنيران الدفاعات الجوية الروسية فيما كانت تحلق في منطقة تم الإبلاغ فيها عن نشاط للمسيّرات الأوكرانية.
وقال الخبير العسكري الروسي يوري بودولياكا: إن الثقوب التي شوهدت في حطام الطائرة كانت مماثلة للأضرار التي يسببها «نظام صاروخي مضاد للطائرات». وتابع: «كل شيء يشير إلى ذلك». كذلك، قال جيرار لوغوفر الخبير السابق لدى وكالة التحقيق في حوادث الطيران الفرنسية BEA: إن حطام الطائرة يحمل على ما يبدو أضرارا «ناجمة عن الكثير من الشظايا».
ورأى أن الأضرار «تذكر» بتلك اللاحقة بطائرة تابعة للخطوط الجوية الماليزية أسقطها صاروخ أرض - جو أطلقه متمردون مدعومون من روسيا في شرق أوكرانيا عام 2014. لكن رئيس مجلس الشيوخ الكازاخستاني مولين أشيمبايف انتقد «التكهنات» بشأن ما حدث. ونقلت وكالة «تاس» عنه قوله إنه «من غير الممكن» تحديد السبب الذي قد يكون سبّب الضرر للطائرة. وذكرت الخطوط الجوية الأذربيجانية بداية بأن الطائرة حلقت وسط سرب من الطيور قبل أن تسحب بيانها.
وأفادت بأن الطائرة كانت تقلّ 67 شخصا من ضمنهم طاقهما المؤلف من خمسة أشخاص. وأكد مسؤولون في كازاخستان مقتل 38 شخصا ونجاة 29 بينهم ثلاثة أطفال. وقال جليل علييف والد إحدى أفراد الطاقم لوكالة فرانس برس: إن الرحلة كانت لتكون آخر مهمة لابنته قبل أن تبدأ عملها كمحامية للشركة. وسأل الرجل بصوت غلب عليه التأثر: «لم انتهت حياتها الفتية بهذه الطريقة المأسوية؟».
وأوضحت وزارة الصحة الكازخستانية أن 11 من المصابين أدخلوا العناية المركزة. وذكرت وكالة الأنباء الأذربيجانية الحكومية «أزيرتاك» أن 12 من الناجين نقلوا جوا إلى أذربيجان. كذلك، حطت طائرة تنقل تسعة مصابين روس في مطار زوكوفسكي في منطقة موسكو امس الخميس على ما أفادت وزارة حالات الطوارئ الروسية.
عقب الحادث، أعلن الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف امس الخميس يوم حداد وقطع زيارته إلى روسيا حيث كان من المقرّر أن يحضر قمة غير رسمية لقادة رابطة الدول المستقلة التي تضم مجموعة من بلدان الاتحاد السوفياتي السابق، بحسب ما أفاد مكتبه في بيان. وأفاد مكتب علييف بأنّ «الرئيس أمر بالبدء الفوري في اتخاذ إجراءات عاجلة للتحقيق في أسباب الكارثة». وقال علييف في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي: «أقدّم التعازي لأسر الذين فقدوا أرواحهم في الحادث.. وأتمنى الشفاء العاجل للمصابين».
وبحسب موقع «فلايت رادار» لتتبع حركة الملاحة الجوية، انحرفت الطائرة عن مسارها المحدد وحلّقت فوق بحر قزوين، ثمّ قامت بالدوران في أجواء المنطقة حيث تحطّمت في نهاية المطاف. وقالت الخطوط الجوية الأذربيجانية: إن الطائرة «نفّذت هبوطا اضطراريا» على مسافة حوالي ثلاثة كيلومترات من أكتاو.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك