دمشق – الوكالات: أطلقت السلطات السورية الجديدة عملية أمنية أمس في محافظة طرطوس، إحدى معاقل مؤيدي الرئيس المخلوع بشار الأسد، غداة اشتباكات أوقعت 14 قتيلا من عناصر أمنها، في حين أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بمقتل ثلاثة مسلحين على صلة بالنظام السابق.
وأطلقت إدارة العمليات العسكرية التابعة للسلطة الجديدة أمس «عملية لضبط الأمن والاستقرار والسلم الأهلي وملاحقة فلول مليشيات الأسد في الأحراش والتلال» في ريف محافظة طرطوس، وفق ما نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا».
وجرى بموجب العملية «تحييد عدد من فلول مليشيات الأسد.. بينما تستمر في مطاردة آخرين».
وشاهد مراسلو فرانس برس في منطقة قرب دمشق وفي محافظة اللاذقية الساحلية عناصر أمن يقيمون حواجز تفتيش.
وجاء ذلك غداة مقتل 14 عنصرا من قوى الأمن العام التابعة لإدارة العمليات العسكرية جراء اشتباكات أعقبت محاولتها اعتقال ضابط عسكري تولى مناصب في عهد الأسد من مقر إقامته في بلدة خربة المعزة في طرطوس.
وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن المطلوب هو «الضابط في قوات النظام السابق محمّد كنجو حسن الذي شغل منصب مدير إدارة القضاء العسكري ورئيس المحكمة الميدانية وأحد المسؤولين عن جرائم سجن صيدنايا».
ويعد حسن، وفق المرصد «واحدا من المجرمين الذين أطلقوا أحكام الإعدام والأحكام التعسفية بحق آلاف السجناء».
وأصبح سجن صيدنايا الواقع شمال العاصمة السورية والذي شهد إعدامات خارج نطاق القضاء وعمليات تعذيب وحالات اختفاء قسري، رمزا للفظاعات التي ارتكبها نظام الأسد ضد معارضيه.
وأحصى المرصد السوري أمس سقوط ستة قتلى على الأقل خلال العملية الأمنية، أربعة منهم من «المقاتلين الموالين للنظام السابق» قرب بلدة خربة معزة، إضافة إلى مقاتلين آخرين، أحدهما قرب دمشق والثاني في محافظة حمص (وسط).
والأربعاء، اندلعت احتجاجات في المناطق ذات الغالبية العلوية، بما في ذلك في القرداحة التي تتحدر منها عائلة الأسد، بعد تداول تسجيل مصوّر يظهر اعتداء مفترضا على مقام للطائفة في حلب.
وأفاد المرصد بأن متظاهرا قتل وأصيب خمسة بجروح «بعدما أطلقت قوات الأمن.. النار لتفريق المتظاهرين» في مدينة حمص (وسط).
وشاهد مراسلو فرانس برس أمس انتشارا أمنيا لقوات الأمن الجديدة في محافظة اللاذقية الساحلية وفي محيط حي المزة 86 على أطراف دمشق، والذي شهد تظاهرات ليلا.
لكن وزارة الداخلية السورية شدّدت على أن الفيديو حول الاعتداء على المقام «قديم ويعود إلى فترة تحرير» مدينة حلب في وقت سابق هذا الشهر، مشيرة إلى أن الفعل «أقدمت عليه مجموعات مجهولة». وحذّرت في بيان من أن «إعادة نشر» المقطع هدفها «إثارة الفتنة بين أبناء الشعب السوري في هذه المرحلة الحساسة».
وأمس، أعلنت وزارة الإعلام السورية أنه «حرصا على تعزيز الوحدة الوطنية وصون النسيج السوري بجميع مكوناته، يُمنع منعا باتا تداول أي محتوى إعلامي أو نشره، أو محتوى خبري ذي طابع طائفي يهدف إلى بث الفرقة والتمييز بين مكونات الشعب السوري».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك