الفاتيكان - (أ ف ب): دعا البابا فرنسيس في رسالة عيد الميلاد أمس الأربعاء إلى «التغلب على الانقسامات» و«إسكات الأسلحة» في العالم حيث تدور نزاعات وتبرز أزمات إنسانية. وعلى غرار كل عام، قدم الحبر الأعظم في رسالته التقليدية بمناسبة الميلاد لمحة عامة عن أبرز النزاعات والتوترات في العالم.
وقال: «لتصمت الأسلحة في أوكرانيا المعذبة! وليكن لنا الجرأة لنفتح الباب أمام التفاوض وأعمال الحوار واللقاء للوصول الى سلام عادل ودائم». وذلك بعد ساعات من هجوم صاروخي واسع النطاق شنّته روسيا، قال مسؤولون في كييف إنه استهدف على وجه الخصوص منشآت الطاقة.
وأمام الآلاف من المؤمنين الذين تجمعوا في ساحة القديس بطرس في الفاتيكان، ندّد البابا بـ«الوضع الانساني الخطير جدا» في قطاع غزة، مجددا الدعوة إلى وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن الإسرائيليين بعد أكثر من عام على اندلاع الحرب بين الدولة العبرية وحماس.
وقال في العظة التي القاها في قداس عيد الميلاد مساء الثلاثاء، «دعونا نفكر في الحروب، والأطفال الذين يطلق عليهم الرصاص، والقنابل على المدارس والمستشفيات»، في إشارة إلى الضربات الإسرائيلية على غزة التي أدان «وحشيتها» هذا الأسبوع، ما أثار احتجاجات من وزارة الخارجية الإسرائيلية.
كما دعا البابا إلى تسهيل إيصال المساعدات الإنسانية في السودان حيث أكد تقرير مدعوم من الأمم المتحدة الثلاثاء، أن المجاعة تتفشى في ظل الحرب الضارية المتواصلة منذ 20 شهرا. ومنذ أبريل 2023، يشهد السودان حربا خلّفت عشرات آلاف القتلى وشرّدت أكثر من 11 مليون شخص من بينهم 3,1 ملايين نزحوا خارج البلاد، بحسب المنظمة الدوليّة للهجرة. وتسبّبت، وفقا للأمم المتحدة، بإحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في التاريخ الحديث.
ومن بورما إلى هايتي مرورا بمالي وفنزويلا وقبرص، تحدث البابا فرنسيس عن 18 دولة على الأقل مشيرا بشكل خاص إلى الشرق الأوسط «الذي يمزقه الصراع». وقال إنه «قريب من الجماعة المسيحية في لبنان» و«من الجماعة المسيحية في سوريا في هذه اللحظة الحساسة كثيرا» التي تشهد بروز قوة إسلامية جديدة ويخشى فيها المسيحيون على مستقبلهم.
وفي أفريقيا، دعا لأجل «عائلات آلاف الأطفال الذين يموتون بسبب وباء الحصبة في جمهوريّة الكونغو الديمقراطيّة» وشعوب «بوركينا فاسو ومالي والنيجر وموزمبيق». وأضاف أن «الأزمة الإنسانية التي تؤثر عليهم ناجمة أساسا عن النزاعات المسلحة وآفة الإرهاب، وتفاقمت بسبب الآثار المدمرة لتغير المناخ التي تتسبب في فقدان الأرواح البشرية ونزوح الملايين».
وفي معرض حديثه عن القارة الأمريكية التي يتحدر منها، دعا فرنسيس السلطات إلى «بناء الخير العام ورؤية وتأييد كرامة كل إنسان متجاوزين الانقسامات السياسية». وبدون أن يذكر صراحة الولايات المتحدة حيث يهدد الرئيس المنتخب دونالد ترامب بإعادة ملايين المهاجرين، دعا فرنسيس إلى «هدم كل الجدران الفاصلة، سواء كانت ايديولوجية وهي التي تسم مرارا الحياة السياسية، أو جسدية».
كما جدد البابا دعوته إلى إلغاء ديون الدول الأكثر فقرا بمناسبة سنة 2025 اليوبيلية التي أطلقها مساء الثلاثاء. وتحل سنة اليوبيل في الكنيسة الكاثوليكية كل 25 عاما وتخصص للتوبة وتقام خلالها فاعليات ثقافية ودينية كثيرة، يتوقع أن يحضرها أكثر من 30 مليون حاج في روما.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك