الفاتيكان - (أ ف ب): أدان البابا فرنسيس مجددا أمس الأحد «قسوة» الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة، وذلك غداة موقف مماثل على الرغم من احتجاج الدولة العبرية التي اتهمته بـ«ازدواجية المعايير». وقال الحبر الأعظم بعد صلاة التبشير «بألم أفكر في غزة، في كل هذه القسوة، في الأطفال الذين يتعرضون لإطلاق النار، في قصف المدارس والمستشفيات. يا لها من قسوة». والسبت، أعرب الحبر الأعظم أمام أعضاء في حكومة الفاتيكان عن حزنه لمقتل سبعة أطفال من العائلة ذاتها في قطاع غزة، بناء على ما أفاد به الدفاع المدني في القطاع الجمعة.
وقال «أمس، تعرّض أطفال للقصف. هذه قسوة وليست حربا. أريد أن أقول هذا لأنّه يمسّ قلبي»، في موقف استدعى ردا غاضبا من إسرائيل. وأعلن الدفاع المدني في غزة مقتل 10 أفراد من عائلة واحدة بينهم سبعة أطفال جراء غارة إسرائيلية طالت منزلهم في جباليا بشمال القطاع الجمعة، مشيرا إلى أن أكبر الأطفال كان في السادسة من العمر. وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية في بيان «إن تصريحات البابا مخيبة للآمال بشكل خاص لأنها منفصلة عن السياق الحقيقي والواقعي لحرب إسرائيل ضد الإرهاب الجهادي». وأضافت «كفى اتباعا لمعايير مزدوجة والتصويب على الدولة اليهودية وشعبها».
واعتبرت الخارجية في بيانها أن «الوحشية هي في اختباء إرهابيين وراء أطفال بينما يحاولون قتل أطفال إسرائيليين، والوحشية هي في احتجاز إرهابيين 100 رهينة مدة 442 يوما، بينهم رضيع وأطفال، وإساءة معاملتهم»، في إشارة إلى مسلحي حماس الذين هاجموا إسرائيل وخطفوا رهائن في 7 أكتوبر 2023، ما أدى إلى اندلاع الحرب في غزة. وأضافت الوزارة الإسرائيلية «للأسف، اختار البابا تجاهل كل هذا». وكان البابا فرنسيس (88 عاما) قد دعا إلى السلام، في أعقاب هجوم حماس غير المسبوق على الأراضي الإسرائيلية في أكتوبر 2023، والحرب التي تشنّها إسرائيل في قطاع غزة.
لكن في الأسابيع الأخيرة، أدلى البابا بتصريحات أكثر حدّة تجاه العمليات الحربية الإسرائيلية في قطاع غزة. وقال في نهاية نوفمبر، إنّ «غطرسة الغزاة.. تسود على الحوار في فلسطين»، في موقف نادر يتناقض مع الحياد التقليدي الذي يعتمده الحبر الأعظم. وفي مقتطفات من كتاب نُشر في نوفمبر، دعا إلى إجراء «دراسة متأنية» بشأن ما إذا كان الوضع في غزة «يتوافق مع التعريف التقني» للإبادة الجماعية، وهو اتهام رفضته إسرائيل بشدّة.
وفي نهاية سبتمبر، ندّد اليسوعي الأرجنتيني «بأفعال غير أخلاقية» في اشارة إلى الضربات الإسرائيلية في لبنان وغزة، داعيا بذلك إسرائيل إلى ضبط النفس. وكان الكرسي الرسولي قد اعترف بدولة فلسطين في عام 2013 ويقيم معها علاقات دبلوماسية، ويؤكد دعمه لحلّ الدولتين.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك