إسطنبول - (أ ف ب): دعا الرئيس التركي رجب طيب اردوجان أمس الجمعة إلى «القضاء» على المنظمات الإرهابية في سوريا، مشيرا إلى تنظيم الدولة الإسلامية وأيضا حزب العمال الكردستاني. وقال اردوجان في تصريحات إعلامية أدلى بها لدى عودته من قمّة في القاهرة إنه «ينبغي القضاء على داعش وحزب العمال الكردستاني وشركائهما الذين يهدّدون وجود سوريا»، مشددا على أن «الوقت قد حان لتحييد المنظمات الإرهابية الموجودة في سوريا».
وتعتبر تركيا «قوات الدفاع الوطني» منظمة إرهابية إذ تقودها «وحدات حماية الشعب الكردي» التي ترى فيها امتدادا لحزب العمال الكردستاني الذي يخوض تمرّدا ضدّ الدولة التركية منذ ثمانينيات القرن الماضي. غير أن واشنطن تعدّ هذه القوات التي قاتلت تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا في 2019 «أساسية» لمنع التنظيم من معاودة نشاطه في المنطقة. وأعلن الرئيس التركي أن حكومته تتّخذ «تدابير وقائية» إزاء المجموعات التي تمثّل تهديدا لتركيا.
وقال: «من المستحيل أن نقبل بخطر من هذا القبيل»، معربا عن أمله ألا تلجأ القيادة السورية الجديدة الى العمل مع هذه الوحدات. ونبّه إلى أن «زعماء المنظمات الإرهابية، مثل تنظيم الدولة الإسلامية وحزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردي سيسحقون في أقرب وقت». وأعلن اردوجان أن وزير الخارجية التركي هاكان فيدان سيتوجّه قريبا إلى دمشق بعد زيارة قام بها رئيس المخابرات التركية ابراهيم كالين في العاصمة السورية حيث التقى بمسؤولين في «هيئة تحرير الشام» بعد أربعة أيام على سقوط بشار الأسد.
وإلى ذلك قُتل صحفيان كرديان تركيان في ضربات شنتها «مسيرة تركية» قرب مدينة كوباني في شمال سوريا حيث كانا يغطيان المعارك الدائرة بين مقاتلين أكراد مدعومين من الولايات المتحدة ومجموعات موالية لتركيا، على ما أفادت وسائل إعلام كردية منظمات غير حكومية أمس الجمعة.
وقالت جمعية «دجلة والفرات» للصحفيين الأتراك إنّ ناظم داشتان (32 عاما) وجيهان بلكين (29 عاما) اللذين كانا يعملان في وسيلتي إعلام كرديتين قُتلا الخميس قرب سد تشرين، على بعد حوالي مائة كيلومتر شرق حلب، ثاني أكبر مدينة في سوريا، جراء تعرض سيارتهما لانفجار. وأضافت الجمعية: «ندين هذا الاعتداء على زميلينا ونطالب بالمحاسبة».
منذ سقوط بشار الأسد في الثامن من ديسمبر، تدعم تركيا هجوما تشنه جماعات مسلحة ضد القوات الكردية التي تسيطر على مناطق واسعة من شمال شرق سوريا. وأوضح المرصد السوري لحقوق الإنسان أنّ الصحفيين «كانا يغطيان الأحداث في المنطقة» عندما «استهدفتهما طائرة مسيرة تركية (...) بشكل مباشر، ما أدى إلى مقتلهما».
وأوضحت وكالة «ميزوبوتاميا» التركية للأنباء المؤيدة للأكراد، ووكالة أنباء «هاوار» الكردية التي تتخذ من سوريا مقرا، أنّ الانفجار نجم عن مسيرة تركية. ونشرت «هاوار» صورة لامرأة شابة تحمل كاميرا ورجل يقف إلى جانب كاميرا مثبتة على قاعدة ثلاثية الركائز.
وأدانت نقابة الصحافة التركية الهجوم، مشيرة إلى أنّ الصحفيين «استُهدفا بمسيرة تركية». وقال فرع النقابة في ديار بكر بجنوب شرق تركيا: «لا يجوز مهاجمة الصحفيين أثناء قيامهم بواجب مقدس. يجب تحديد المسؤولين ومحاكمتهم».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك