قدمت الناقدة والكاتبة الدكتورة انتصار البناء محاضرة بعنوان «الدراما العربية قراءة ثقافية» في أسرة أدباء وكتاب البحرين. تناولت المحاضرة مفاهيم رئيسة في القراءة الثقافية للمنتج الثقافي، منها الأعمال الدرامية. استعرضت بعض الأعمال الدرامية من عدة دول عربية، موضحة بعض الآليات التي يمكن من خلالها قراءة الأعمال الدرامية ثقافيا وتفكيك مكوناتها وبلوغ مضامينها ودلالاتها.
وأشارت الدكتورة انتصار إلى أن الجدل حول أهمية الفن ووظيفته قديم، وأن الخلاف حول مدرسة الفن للفن ومدرسة الالتزام يوصلنا إلى أن الفن أيا كانت أهدافه وغاياته ومضامينه هو تحقق جمالي يخلق المتعة. ولا يجب أن يكون عملا إنشائيا خطابيا، أو توثيقيا تعليميا، فذلك ليس من وظيفة الفن في شيء.
وتناولت الدكتورة انتصار بدءا بعض الأعمال الدرامية البحرينية التي مثلت قمة الإنتاج البحريني، مثل فرجان اللول وحزاوي الدار ونيران وسعدون، وبينت كيف وثقت تلك الأعمال الهوية البحرينية والموروث الشعبي البحريني من حكايات وألغاز وألعاب وحرف بحرينية شعبية. وكيف ساهمت في نشر اللهجة البحرينية، وتعميق اللحمة الوطنية والانتماء العروبي للبحرين.
ثم تطرقت إلى عملين دراميين سوريين: ولاد بديعة وتاج، موضحة أن الدراما السورية تميزت بخصوصية شديدة جعلتها متفردة عن غيرها وخصوصا في التعبير عن الهوية المحلية وصناعة الرمزية الفنية. بعد ذلك تناولت بعض الأعمال المصرية (سجن النسا، جعفر العمدة، الحشاشون)، التي أظهرت صورة المرأة بقراءات مختلفة، وبعض الأعمال التي وظفت التاريخ والمرجعيات الثقافية بصورة قد لا تتلاءم مع مغزى العمل.
واختتمت المحاضرة بعملين خليجيين (من شارع الهرم إلى..، خيوط المعازيب) موضحة العلاقة المتوترة بين النسق والسياق في المسلسل الأول مما أدى إلى ردود فعل عنيفة لدى المشاهدين، وإلى إظهار الهويات الفرعية في المسلسل الثاني الذي عكس حركة التحول في المجتمع الخليجي فترة بداية اكتشاف النفط، وتأثير ذلك على بنية الأسرة الخليجية والأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي تعرضت لها.
وأكدت البناء أن وظيفة الفن، ومنها الأعمال الدرامية، ليست فضح المجتمع أو كشف عيوبه بهدف إصلاحه، ولا الهدف منها، كذلك، تجميل المجتمع ونشر صورة إيجابية عنه وعن أفراده، بل الفن تمثل جمالي، وتعبير إبداعي عن أفكار ووجدان المبدعين. والهدف الأسمى للفنون هو خلق المتعة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك