جنيف – (ا ف ب): أدان مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا أمس الفظاعات التي شهدها سجن صيدنايا ومراكز الاحتجاز الأخرى في هذا البلد ونشرت صورها في الأيام الأخيرة، وقال إنها تعكس «الوحشية التي لا يمكن تصورها» التي عانى منها السوريون لعقود.
وقال جير بيدرسون في بيان: «هذه الصور هي شهادة عميقة على المعاناة والألم الذي لا يوصف الذي يتحمله المعتقلون وأسرهم وأحباؤهم».
وأضاف أنه رغم فظاعة الصور فإنها «لا تمثل سوى جزء بسيط من أهوال نظام السجون».
وتابع المسؤول الأممي: «العالم مدين للشعب السوري بالاستماع والعمل بلا كلل من أجل مستقبل لا يمكن أن تتكرر فيه مثل هذه الأهوال أبدا».
وكانت فصائل المعارضة المسلحة السورية بقيادة هيئة تحرير الشام قد أعلنت الأحد فرار الرئيس السابق بشار الأسد بعدما حكمت عائلته سوريا بقبضة حديد لأكثر من خمسة عقود.
وفي قلب نظام الحكم الذي ورثه بشار الأسد عن والده حافظ يكمن مجمع من السجون ومراكز الاعتقال المستخدمة للقضاء على المعارضة.
وأعلنت الفصائل المعارضة فور دخولها دمشق الأحد السيطرة على سجن صيدنايا وإطلاق سراح نزلاء هذه المنشأة التي ترمز إلى أسوأ انتهاكات القوات الأمنية في عهد آل الأسد. كما أفرجت الفصائل عن نزلاء سجون أخرى.
لكن «لا يزال عدد لا يحصى من الأطفال والنساء والرجال محتجزين تعسفا في مراكز الاحتجاز تحت سلطات مختلفة» وفق جير بيدرسون الذي طالب بـ«إطلاق سراحهم على الفور».
ودعا بيدرسون إلى اتخاذ إجراءات لدعم السجناء المفرج عنهم وأقربائهم.
وأضاف المبعوث الأممي: «عائلات المعتقلين والمفقودين والمفرج عنهم مؤخرًا بحاجة إلى دعمنا العاجل، وذلك يشمل الرعاية الطبية والدعم النفسي والمساعدة القانونية والمأوى الآمن».
كما دعا جميع الأطراف والمنظمات المتخصصة ذات الصلة إلى إعطاء الأولوية للاحتياجات الإنسانية للأفراد المفرج عنهم مؤخرا والأسر التي ما زالت تبحث عن أحبائها، ومنح «المراقبين المستقلين إمكان الوصول بدون عوائق».
كما أشار إلى ضرورة «الحفاظ على الأدلة وتوثيقها بدقة» لتحديد المسؤوليات. وشدد بيدرسون على أن «عدالة للضحايا وأسرهم ليست مجرد حق، بل إنها ضرورية أيضاً للتعافي ومنع مزيد من الانتهاكات».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك