أمتلك أكثر من 900 «كاسيت» لسيمفونيات مختلفة
بعض المطربين لايقومون بتمرين أصواتهم إلا قبل الحفل بساعتين فيصبح الصوت «نشازا»
تصوير: حسين عبدالله
في أمسية موسيقية ساحرة، اجتمعنا في منزل المطرب القدير أحمد الحداد، الذي أطرب آذاننا ببعض المواويل والأغاني مستعيدًا ذكرياته الغنية وتجربته الطويلة في عالم الفن، مُشيرًا إلى بداياته وارتباط عائلته بالموسيقى، وكيف شكلت تلك الذكريات مسيرته الفنية التي لامست قلوبنا، كان الحداد ولايزال حديثه مفعمًا بالشغف والحب للفن، والحث على أهمية دعم الفنانين في البحرين.
بداية عبّر أحمد الحداد عن سعادته برؤية من يهتم بالفن والفنانين مبديًا استعداده لهذا اللقاء.
استهل الحداد حديثه لـ"عالم الشهرة" قائلاً: بداياتي في مجال الفن جاءت بسبب أن جميع بيوت الحدادة لديها آلة العود وبداياتنا كانت مع الناي وللعلم فإن تاريخ الأهل مرتبط ارتباطا وثيقا بالعود.
ولُقبت بإبليس واطلق هذا اللقب علي عمي والد زوجتي وذلك لأنني كنت دائما أرسم خطة لدخول آلة العود لأي بيت أدخله، فمثلا حين دخلت منزل خالي ( صار لديهم آلتي عود) وبيت عمي الحاج يعقوب الحداد حين دخلت لديهم صار جميع أبنائه يعزفون العود وأحد أبناء عمي كان عازفا ثم اعتزل المجال الآن.
وأخذنا الحداد لذكرياته سابقًا مع مطوّع الفريج فقال: من بين ذكرياتنا في الفريج سابقا كان "حجي مبارك" (مطوّع الفريج)، جاد جدًا في تدريسه لنا وكان دومًا يحمل خيزرانته حتى لو لم يكن يضربنا ، كنا نخاف من الخيزرانة وكان شديد ورغم ذلك تربينا على يده التعليمية.
وعن بداياته قال الحداد: في بداياتي كنت أغني لناظم الغزالي وفهد البلام وفريد الأطرش "حبيب الحدادة"، وغنيت لمحمد عبدالوهاب وعبدالحليم وحين تمكنت من العود بدأت أغني لكوكب الشرق أم كلثوم لأن الغناء لأم كلثوم ليس سهلا والحمد الله استطعت الغناء لأم كلثوم.
وواصل حديثه قائلاً: كنت استمع للكثير وغنيت للكثير ولا استثني أي شعب في الموسيقى، وأمتلك أكثر من 900 كاسيت لسيمفونيات مختلفة وكذلك بلدان البحر الأبيض (قبرص واليونان وإيطاليا) والهند وتايلند وآسيا.
أما فيما يتعلق بالمنافسات الفنية في فترة السبعينات فأوضح لنا بالتأكيد على أن المنافسة كانت متساوية بين النجوم في البحرين ويعود ذلك إلى أن كل "سكة " فيها نادي وكل نادي فيه ثلاث فرق موسيقية حيث كان كل "فريج" فيه نادي أو ثلاثة لذلك كان التنافس قوي حيث أن لكل نادي جمهوره ولكل فرقة موسيقية جمهورها وكان جميع المطربين تقريبا يغنون دون مقابل.
وشاركنا الحداد موقفا حدث له في الماضي قائلا: ذات يوم حدثت حادثة حيث اتصل لي صديقي ناصر الذوادي وطلب مني الاستعداد للحضور معه لحفل وفي الطريق أخبرني أن الجمهور لا يعلم أنني أنا المطرب الذي سيقدم الحفل فهم يعلمون أن الحفل لفرقة غربية وعند وصولي قام صديقي بإخبار الجمهور أنني أنا من سيقدم الحفل و أوضح لهم سبب الخلاف بين المسرح والفرقة الغربية، في ذلك الحفل غنيت "الربيع" و "أول همسة" و بعض أغاني فريد الأطرش والتي كان الجمهور مولع بها آنذاك، قضيت تقريبا 4 ساعات على المسرح وكان الجمهور مستمتعًا جدا.
أما عن دراسته في معهد الموسيقى فأوضح بأنه استفاد منها كثيرًا حيث تعلّم النوتات وأنواع الفولكلور هذا بالإضافة لاكتساب معرفة الناس والملحنين.
وأضاف الحداد بأن المسرح الوطني يجب أن ينتعش وأكد على ضرورة وجود فرقة موسيقية وطنية تسجل أغاني المطربين كما أكد على أهمية وجود أندية تهتم بالموسيقى.
وقال الحداد: انا مستعد للغناء دومًا حتى لو دُعيت للغناء في منزل مادام لدي الوقت لذلك فلن أمانع، وأكد على أنه لم يكسب من الموسيقى أي شيء، وعن عدد "الكاسيتات" التي أنتجها قال: عملت كاسيت من 6 مواويل جميعها من كلمات وأشعار علي عبدالله خليفة، ثم ثلاث أغاني كذلك للشاعر علي عبدالله خليفة.
وعتب الحداد على بعض كتّاب الأغاني الذين ينكرون تعاونهم مع بعض المطربين بينما يذكرون تعاونهم مع آخرين معتبرًا ذلك بأنه تهميش من بعض كتّاب الأغاني.
واختتم الحداد حديثه لـ"عالم الشهرة" قائلاً: ياريتني قدمت الكثير للفن بشكل عام لجماهير كثيرة، ومن الممكن أن أكون قدمت فني لعدد بسيط من الأفراد.
ودعا الحداد لضرورة الاهتمام بالمطربين الوطنيين في المسرح الوطني وضرورة تدريبهم وتمرينهم على الأداء وتدريب الأصوات لتكون مؤهلة للغناء على المسرح.
و أوضح الحداد أن بعض المطربين لدينا لايقومون بتمرين أصواتهم إلا قبل الحفل بساعتين فقط وهذا أمر سيء و"نشاز" لأن ذلك يتعب الحنجرة والأوتار الصوتية، مؤكدًا أنه دائم الغناء وتمرين صوته في كل وقت سواء في أوقات الحزن أو الفرح.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك