أكد أحمد بن سلمان المسلم رئيس مجلس النواب رئيس اللجنة التنفيذية للشعبة البرلمانية بمملكة البحرين دعم حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم ورعاه لمسار العمل المشترك للمجالس التشريعية بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، منوهاً إلى التزام المملكة مع أشقائها في دول الخليج، بتعزيز الشراكة الاستراتيجية مع المجتمع الدولي، لترسيخ قيم ومبادئ السلام والعدالة والتعايش السلمي والتسامح والتعددية، من أجل عالم أكثر أمنا.
وذكر أن إرهاصات المرحلة الراهنة تحتم وضع حماية النسيج الاجتماعي الخليجي، وترسيخ الهوية الخليجية والوطنية، كأولوية برلمانية قصوى، باعتبارها ثروة قومية، وجوهر الوحدةِ والتقارب، وضرورة من ضروريات التنمية المستدامة المتصلة بحاضر ومستقبل الأجيال والشعوب، خاصة وسط تحولات وتطورات عالمية متسارعة.
جاء ذلك خلال مشاركة وفد الشعبة البرلمانية برئاسة رئيس مجلس النواب ضمن أعمال الاجتماع الدوري الثامن عشر لرؤساء مجالس الشورى والنواب والوطني والأمة صباح اليوم الثلاثاء ( 12 نوفمبر الجاري)، في عاصمة دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة "أبو ظبي".
وأوضح – خلال كلمته في الاجتماع – أن مملكة البحرين بقيادة جلالة الملك المعظم ، ودعم ومتابعة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، تؤمن إيمانا تاما بأن السلام هو الخيار الاستراتيجي الأمثل، لحل الصراعات و النزاعات، من خلال الحوار والتسويات السياسية، واحترام مبادئ حُسن الجوار وسيادة الدول، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، وتضع في قمة أولوياتها تعزيز التكامل الخليجي.
وعبر عن التطلع إلى دعم وتبني مبادرة جلالة الملك المعظم، والتي أقرتها القمة العربية في شهر مايو الماضي، بشأن الدعوة إلى عقد اجتماع عاجل ومؤتمر دولي للسلام في الشرق الأوسط، يعيد الأمل في تحقيق السلام والاستقرار المنشود.
وفي هذا السياق، أصدر رؤساء المجالس التشريعية بدول مجلس التعاون بيانا تضمن ترحيباً بالدعوة الكريمة التي وجهها جلالة الملك المعظم، والتي تمثلت في عقد مؤتمر دولي للسلام في الشرق الأوسط، مؤكدين أن دعوة جلالته تعكس التزام مملكة البحرين العميق بالسلام والعدالة وإيجاد حل شامل للقضية الفلسطينية.
إلى ذلك، أشار رئيس مجلس النواب إلى أن التطورات الاستثنائية، والأحداث الدولية الجسام، والتحديات المعقدة التي تشهدها المنطقة والعالم، تفرض واقعاً تبرز فيه حكمة واتزان منظومة دول مجلس التعاون، والتي تستمد رؤاها من الفكرِ النير لأصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس، وانطلاقا من منظومة القيمِ والمبادئ الرفيعة التي تستند على إبراز لغة الحوار والتعقل، كخيار استراتيجي، جعلها بعيدة عن دائرة الصراعات والنزاعات المدمرة، وأبرز دورها في السعي لإيجاد حلولٍ تؤمِّنُ للشعوب الأمن والاستقرار.
ونوه إلى الالتزام الثابت والموقف الراسخ من قضايا الأمتين العربية والإسلامية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، خاصة في ظل ما يعيشه الشعب الفلسطيني الشقيق من كارثة إنسانية غير مسبوقة، تتطلب موقفاً دولياً حاسما لحماية الأرواح، ووقف إطلاق النار، وتبني مسار موثوق لقيام دولة فلسطينية مستقلة، وفض الاشتباك، الذي بات ضرورة مع تمدد نيران الحرب الدائرة إلى أراضي جمهورية لبنان الشقيقة.
وقدم عدداً من المبادرات والتصورات في إطار التشاور بين رؤساء البرلمانات الخليجية، داعيا لوضعها على طاولة الحوار البناء للخروج برؤية تكاملية تخدم العمل المشترك، مؤكدا أن مسيرة العمل البرلماني الخليجي أمام لحظة مفصلية، إذ لم تعد الشراكة ضرورة استراتيجية وحسب، بل واجبا يفرضه التاريخ المتجذر والمصير الواحد، ويستوجب المزيد من التعاون والتلاحم، والتنسيق والتكامل، ودعم جهود الأمن والاستقرار، والتنمية والازدهار، وتفعيل دور الدبلوماسية البرلمانية الخليجية، في المحافل البرلمانية، الإقليمية والدولية.
وأكد التطلع لإيجاد رؤية متطورة وبرامج عمل برلمانية خليجية مشتركة، داعيا إلى توسعة أطر التعاون البرلماني، وبناء منظومة عمل تشريعية خليجية فاعلة و عملية، ترتكز على استراتيجية شاملة لتنفيذ المشروعات التي تخدم دول مجلس التعاون وشعوبها، وفي مقدمتها المشاريع المرتبطة بالهوية الخليجية والوطنية، والتي تستلزم إعداد وتنفيذ مجموعة من المشاريع والبرامج النوعية، في مختلف المؤسسات والمنصات، الإعلامية والتربوية، والثقافية والدينية، وجعل الهوية الخليجية ضمن أولويات صناعة السياسات العامة، وتوظيفها من خلال الدبلوماسية البرلمانية.
ولفت إلى أن مواصلة الاجتماعات البرلمانية الخليجية على كافة المستويات، وتبادل الخبرات والزيارات، والسعي لوضع رؤية موحدة لتحقيق التكامل المنشود، من شأنه أن يعزز النتائج المرجوة ويحقق خطوات أكثر تقدماً للدبلوماسية البرلمانية الخليجية، في سياق التعاون مع البرلمانات العربية، والمجموعة الإسلامية والآسيوية، بالإضافة إلى دول أمريكا اللاتينية والكاريبي، والبرلمان الأوروبي، والمجموعة الآسيوية والإسلامية.
الجدير بالذكر، أن وفد الشعبة البرلمانية برئاسة أحمد بن سلمان المسلم، يضم الدكتور محمد علي الخزاعي عضو مجلس الشورى "نائب رئيس الوفد"، إجلال عيسى بوبشيت عضو مجلس الشورى، و النائب باسمة عبدالكريم مبارك، والنائب خالد صالح بوعنق، و سبيكة خليفة الفضالة عضو مجلس الشورى، و صادق عيد آل رحمة عضو مجلس الشورى، و عبدالله علي النعيمي عضو مجلس الشورى، والنائب محمد جاسم العليوي، والنائب محمد حسين جناحي، والنائب مريم حسن الصائغ، والنائب نجيب حمد الكواري، والمهندس محمد إبراهيم السيسي البوعينين الأمين العام لمجلس النواب أمين سر اللجنة التنفيذية للشعبة البرلمانية.