رئيس هيئة الثقافة: تجربة رقمية لاستكشاف القطع الأثرية البحرينية في متحف اللوفر
تصوير: عبدالأمير السلاطنة
انطلقت أمس الأحد التجربة الرقمية التفاعلية «رحلة عبر تراث البحرين»، وذلك من مدرسة بيان البحرين بحضور الشيخ خليفة بن أحمد بن عبدالله آل خليفة رئيس هيئة البحرين للثقافة والآثار، والشيخة أسيل بنت خليفة آل خليفة رئيس اللجنة التعليمية في مدرسة بيان البحرين، والسفير الفرنسي لدى مملكة البحرين السيد إريك جيرو تيلم وجوليين كوني رئيس البعثة الأثرية الفرنسية في البحرين، إضافة إلى عدد من المهتمين بالشأن الثقافي والإعلاميين.
وتنظّم هيئة الثقافة بالتعاون مع السفارة الفرنسية لدى مملكة البحرين وبدعم علمي من متحف اللوفر التجربة الرقمية، حيث تستمر حتى 23 نوفمبر 2024م.
وخلال هذه الفترة، سيقوم الفريق المكون من ممثلي متحف البحرين الوطني ومتحف اللوفر بعدد من الجولات التثقيفية في المؤسسات التعليمية وعدد من المواقع الأثرية، حيث ستتيح هذه التجربة الفرصة للجمهور في مملكة البحرين من طلبة المدارس والجامعات والمجتمع المحلي لاستكشاف فترتي دلمون وتايلوس بطريقة مبتكرة تُقدّم لأول مرة في المملكة عبر توظيف التكنولوجيا الحديثة لتعزيز السياحة الثقافية وتيسير وصول وفهم الجمهور للتراث الثقافي البحريني.
وعلى مدار أسبوعين سيتنقّل المشروع، الذي يشرف عليه رئيس بعثة التنقيب الفرنسية لدى مملكة البحرين السيد جوليين كوني، ما بين محافظات مملكة البحرين من شمالها إلى جنوبها، وسيتوقف في عدد من المدارس والجامعات الحكومية والخاصة لإعطاء الطلبة فرصة خوض التجربة التفاعلية. كما سيكون متاحاً للجمهور في عدد من المواقع الأثرية والتراثية والثقافية العامة، وهو ما سيعطي الزوار فرصة للتفاعل بشكل أعمق مع المواقع وتاريخها والأشخاص الذين سكنوها قبل آلاف السنين.
وأكد الشيخ خليفة بن أحمد بن عبدالله آل خليفة رئيس هيئة البحرين للثقافة والآثار أن هذه المبادرة تعنى بالقطع الأثرية البحرينية المعارة إلى متحف اللوفر الفرنسي بناء على التعاون الثقافي القائم بين مملكة البحرين والجمهورية الفرنسية، مضيفا أن هذه المبادرة تسهم في تسليط الضوء على التعاون المشترك بين البلدين في هذا الجانب، وبالأخص عبر البرامج التعليمية.
وتابع رئيس الهيئة أن هذا التطبيق سوف يتم تقديمه في المدارس وفي الأماكن العامة خلال الفترات المسائية، حتى يتيح الفرصة للمواطن للتعرف على القطع الأثرية باستخدام التقنيات الحديثة، بالإضافة إلى التعرف على معلومات مصاحبة لهذه القطع الموجودة في متحف اللوفر العالمي، وكذلك إلقاء الضوء على أهمية المواقع الأثرية عبر المنصات الدولية.
وبشأن استخدام التقنيات الحديثة في تعزيز الهوية لدى الأجيال الجديدة، قال الشيخ خليفة بن أحمد بن عبدالله آل خليفة إن هذه المبادرة لها شقان، الأول مرتبط كما أسلفنا بالتعريف بهذه القطع الأثرية لإكساب الطلبة المعرفة الكافية بإرث حضارتي دلمون وتايلوس إضافة إلى تعزيز إدراك الطالب لما تحظى به مملكة البحرين من أهمية عالمية في مجال الآثار، حيث باتت القطع الأثرية البحرينية معارة في متاحف دولية عديدة، أهمها متحف اللوفر الذي خصص قاعة رئيسية لعرض تاريخ حضارات الشرق الأدنى.
وأكد أهمية أن يعي الطلبة البحرينيون أهمية الآثار، وأن يعتزوا بالمخزون الثقافي البحريني المنشور في المنصات العالمية، مشيرا إلى السعي من خلال هذه المبادرة للوصول إلى الأجيال الجديدة عبر الألواح الالكترونية، في إطار الحرص على تكريس استخدام التكنولوجيا في المنفعة، منوها بتفاعل الطلبة مع التطبيق الجديد.
وأشار رئيس هيئة الثقافة إلى أهمية التكنولوجيا التي باتت عنصرا أساسيا في العمل الأثري والثقافي، ولمواكبة الأجيال الجديدة يجب أن نقدم له المعلومات بالوسائل التي يستخدمها حتى نتمكن من الوصول إليه، وسوف نحرص من خلال هذه التجربة على استقاء الدروس المستفادة من خلال التواصل المباشر مع الطلاب للبناء عليها في التجارب المستقبلية.
بدوره نوه إريك جيرو تيلم السفير الفرنسي لدى مملكة البحرين بالتعاون القائم بين السفارة الفرنسية وهيئة البحرين للثقافة والآثار في تعزيز العلاقات المشتركة بين البلدين، لافتا إلى أن البعثة الأثرية الفرنسية عملت في البحرين منذ عام 1977، في إشارة إلى التعاون الممتد بين الجانبين في هذا المجال.
وتُقدّم التجربة الرقمية عبر مجموعة من الحواسيب اللوحية التي تتضمن تطبيقاً تم تطويره من قبل استوديو فام فاتال، وتضم مجموعة قطع أثرية من جرار فخارية وآنية وألواح مسمارية وأختام دلمونية وتماثيل تعكس العديد من جوانب الحياة الاجتماعية والثقافية لسكّان البحرين القدامى، وهذه القطع هي جزء من الإعارة التي قدّمها متحف البحرين الوطني لمتحف اللوفر في باريس لمدى خمس سنوات بعنوان «من دلمون إلى تايلوس: رحلة أثرية حول مملكة البحرين»، كما تتضمن عرض معلومات علمية وأثرية أخرى تم جمعها بالتعاون مع البعثة الفرنسية الأثرية في البحرين ومتخصصين من هيئة البحرين للثقافة والآثار وتصويرها ضوئياً للعرض ضمن المشروع بواسطة شركة إيكونيم.
ويهدف مشروع «رحلة عبر تراث البحرين» إلى إعادة تقديم التاريخ العريق للحضارات التي ازدهرت في مملكة البحرين، مثل حضارتي دلمون وتايلوس، عبر توسيع نطاق الاستفادة من معرض «من دلمون إلى تايلوس: رحلة أثرية حول مملكة البحرين» الذي يستضيفه متحف اللوفر بالعاصمة الفرنسية باريس، من خلال تجربة رقمية تفاعلية تتيح للجمهور استكشاف التراث الثقافي للمملكة بطرق مبتكرة. ويركز المشروع على التعريف بأهم عناصر هذا التراث، وإبراز الدور المهم لأعمال التنقيب والبحوث الأثرية في توثيق وحفظ هذه الموروثات، بالإضافة الى تعزيز الوعي بأهمية الحفاظ على المواقع الأثرية، وخاصة تلال مدافن دلمون المنتشرة في منطقة عالي وما حولها وسط مملكة البحرين.
ويشارك في مشروع التجربة الرقمية طلبة جامعيّون، حيث سيتم في ختامه تنظيم دورة تدريبية لهم في فرنسا حول مواضيع تتعلق بالتراث والبحث الأثري.
ويأتي المشروع بدعم من شركة الخليج لصناعة البتروكيماويات (جيبك)، والدعم العلمي من متحف اللوفر، بالإضافة إلى الدعم المقدم من كل من المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي ومرصد التراث للشرق الأوسط وحوض البحر الأبيض المتوسط ومدرسة اللوفر.
وقد عبر طلبة مدرسة بيان البحرين عن سعادتهم بالتجربة التفاعلية التي أتاحت لهم الفرصة للتعرف على تاريخ حضارتي دلمون وتايلوس.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك