كتبت زينب إسماعيل:
أكدت الأكاديمية والباحثة في العمارة والتخطيط العمراني د. وفاء الغتم أن المنامة القديمة كانت حلقة الوصل ما بين العالم ومدن وقرى الداخل من حيث موقعها الجغرافي الذي يقع في الوسط ويربط المحرق بالقرى ومن حيث ميناؤها الرئيسي لجزيرة البحرين.
وقالت الغتم خلال محاضرة «تشكل النسيج العمراني في البحرين عبر التاريخ وتطوره الفضائي» التي نظمتها جمعية تاريخ وآثار البحرين إن قرب المنامة من القرى الشمالية ساهم في سهولة وصول سكانها إلى سوق المنامة المركزي لبيع بضائعهم، حيث تتصل بها عبر طريق النخيل وطريق البديع التي لم تكن معبدة.
وأشارت الغتم إلى أن العوامل الجغرافية التي تتمتع بها مدينة المنامة خلال القرن الثامن عشر ساهمت في وصلها بالعالم الخارجي، حيث كانت تتمتع شواطئها بمياه عميقة ساهمت في تمكن السفن الكبرى من الوصول إليها بكل سهولة، على عكس المحرق بمياهها الضحلة التي كانت تستطيع السفن الصغيرة فقط الوصول إليها، وهو ما منحها أيضا حماية طبيعية بحيث لا تحتاج إلى بناء سور يحميها من الغزوات الخارجية، إلا في حالة بوماهر التي تحيط بها المياه العميقة، فكانت الحاجة إلى قلعة حماية.
وفرقت الغتم ما بين مدينتي المنامة والمحرق، حيث تتقارب قرى المسافات ما بين المنامة وقراها، على عكس المحرق، فالمدينة الأولى تتقارب قراها بسبب ارتباطها بالسوق المركزي، في حين أن المحرق تتباعد قراها الست لارتباطها بمواقع المياه والتربة الزراعية.
وأوضحت أن قرى ومدن البحرين خلال القرن الثامن عشر كانت تقع على الشريط الساحلي، وتتركز في المناطق الشمالية والغربية. وبينت أن عاملين مؤثرين على مواقع القرى، هما الأراضي الزراعية والقنوات المائية التي تم إنشاؤها منذ عهد الساسانيين، وقالت إن تشكل القنوات المائية والعيون كان بسبب انخفاض سطح الأرض الذي سهل عملية تجمع مياه الأمطار في جزيرة البحرين.
وأشارت إلى أن العديد من طرق القرن الثامن عشر حافظت على مواقعها حتى يومنا الحاضر.
وتحدثت عن دراسة لجامعة الدول العربية نشرت في عام 1975، أشارت إلى «تركيز كبير للقرى والمراكز الحضرية حول مدينتي المنامة والمحرق داخل دوائر قطرها 5-8 كيلومترات. أما المدن السبع فيزيد عدد سكانها على 5 آلاف نسمة.
والمناطق السكنية الأخرى هي قرى». وتواصل: «جزيرة سترة ومدينة جدحفص في الأصل عبارة عن عدد من القرى الصغيرة المتجاورة التي اندمجت فيما بينها بسبب قصر المسافات».
وتطرقت الغتم خلال المحاضرة إلى تطور المدن في البحرين والسياق الذي نشأت فيه والكشف عن العوامل المختلفة في تأثير الشكل الحضري على الحياة الاجتماعية، كما سلطت الضوء على مراحل التطور من خلال السجلات التاريخية. وأسقطت نظرية المدن المتأصلة على مدن البحرين.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك