العدد : ١٧٠٣٦ - الأربعاء ١٣ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١١ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٣٦ - الأربعاء ١٣ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١١ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

ألوان

طـفـل فـي جـنـوب لـبـنـان ينجو بـعـد 14 ساعة تـحـت الأنـقـاض

السبت ٠٩ نوفمبر ٢٠٢٤ - 02:00

بعد‭ ‬14‭ ‬ساعة‭ ‬قضاها‭ ‬تحت‭ ‬ركام‭ ‬مبنى‭ ‬استهدفته‭ ‬غارة‭ ‬إسرائيلية‭ ‬في‭ ‬جنوب‭ ‬لبنان،‭ ‬نجا‭ ‬الطفل‭ ‬علي‭ ‬خليفة‭ ‬من‭ ‬الموت‭ ‬بأعجوبة‭. ‬لكنه‭ ‬خسر،‭ ‬كما‭ ‬يروي‭ ‬أحد‭ ‬أقربائه،‭ ‬والديه‭ ‬وشقيقته‭ ‬وجدتيه‭. ‬واضطر‭ ‬الأطباء‭ ‬لبتر‭ ‬يده‭. ‬

على‭ ‬سرير‭ ‬في‭ ‬قسم‭ ‬العناية‭ ‬المشدّدة‭ ‬للأطفال‭ ‬في‭ ‬أحد‭ ‬مستشفيات‭ ‬مدينة‭ ‬صيدا‭ ‬الساحلية‭ ‬قبل‭ ‬نقله‭ ‬الى‭ ‬مستشفى‭ ‬أكثر‭ ‬تجهيزا‭ ‬في‭ ‬بيروت،‭ ‬كان‭ ‬الطفل‭ ‬ذو‭ ‬السنتين‭ ‬تحت‭ ‬تأثير‭ ‬منوّم‭: ‬رأسه‭ ‬ملفوف‭ ‬بضمادة‭ ‬بيضاء،‭ ‬جفناه‭ ‬منتفخان‭ ‬ووجهه‭ ‬المتورم‭ ‬تكسوه‭ ‬الجروح،‭ ‬بينما‭ ‬يخرج‭ ‬أنبوب‭ ‬التنفس‭ ‬الاصطناعي‭ ‬من‭ ‬فمه‭. ‬وتبدو‭ ‬من‭ ‬تحت‭ ‬غطاء‭ ‬أبيض‭ ‬طبي‭ ‬يده‭ ‬المبتورة‭ ‬فوق‭ ‬المعصم‭. ‬

بتأثّر‭ ‬شديد،‭ ‬قال‭ ‬حسين‭ ‬خليفة‭ (‬45‭ ‬عاما‭)‬،‭ ‬خال‭ ‬والد‭ ‬الطفل،‭ ‬لوكالة‭ ‬فرانس‭ ‬برس،‭ ‬‮«‬علي‭ ‬هو‭ ‬الناجي‭ ‬الوحيد‭ ‬من‭ ‬عائلته‭. ‬قُتل‭ ‬والده‭ ‬محمّد‭ ‬وأمه‭ ‬منى‭ ‬وشقيقته‭ ‬الصغيرة‭ ‬نور‭ ‬وجدتاه‭. ‬كان‭ ‬يتنفّس‭ ‬بصعوبة‭ ‬عندما‭ ‬أُخرج‭ ‬بعد‭ ‬14‭ ‬ساعة‭ ‬تحت‭ ‬الأنقاض‮»‬‭. ‬

واستهدفت‭ ‬غارة‭ ‬إسرائيلية‭ ‬ليل‭ ‬29‭ ‬أكتوبر‭ ‬مبنى‭ ‬من‭ ‬طبقات‭ ‬عدة‭ ‬في‭ ‬بلدة‭ ‬الصرفند‭ ‬الواقعة‭ ‬على‭ ‬بعد‭ ‬قرابة‭ ‬15‭ ‬كيلومترا‭ ‬جنوب‭ ‬صيدا،‭ ‬ما‭ ‬أسفر‭ ‬وفق‭ ‬حصيلة‭ ‬أوردتها‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة‭ ‬في‭ ‬الليلة‭ ‬ذاتها‭ ‬عن‭ ‬مقتل‭ ‬ثمانية‭ ‬أشخاص‭ ‬وإصابة‭ ‬21‭ ‬آخرين‭ ‬بجروح‭. ‬

لكن‭ ‬حصيلة‭ ‬القتلى‭ ‬ارتفعت‭ ‬في‭ ‬اليوم‭ ‬اللاحق،‭ ‬وفق‭ ‬سكان‭ ‬البلدة،‭ ‬الى‭ ‬15‭ ‬قتيلا‭ ‬غالبيتهم‭ ‬أقرباء‭. ‬

في‭ ‬اليوم‭ ‬التالي‭ ‬للغارة،‭ ‬أحضرت‭ ‬فرق‭ ‬الإنقاذ‭ ‬معدات‭ ‬ورافعات‭ ‬ثقيلة‭ ‬لرفع‭ ‬الأنقاض‭. ‬وشاهد‭ ‬مراسل‭ ‬فرانس‭ ‬برس‭ ‬في‭ ‬الموقع‭ ‬طبقات‭ ‬متكدسة‭ ‬من‭ ‬الركام،‭ ‬بعدما‭ ‬أسفرت‭ ‬الغارة‭ ‬عن‭ ‬تفتت‭ ‬المبنى‭ ‬بأكمله‭ ‬فوق‭ ‬رؤوس‭ ‬قاطنيه‭ ‬وتضرر‭ ‬أبنية‭ ‬وسيارات‭ ‬مجاورة‭. ‬

وروى‭ ‬حسين‭: ‬‮«‬كاد‭ ‬عمال‭ ‬الإنقاذ‭ ‬أن‭ ‬يفقدوا‭ ‬الأمل‭ ‬في‭ ‬العثور‭ ‬على‭ ‬أحياء‭ ‬تحت‭ ‬الركام‭ ‬حتى‭ ‬اللحظة‭ ‬التي‭ ‬أصابت‭ ‬الجميع‭ ‬بصدمة،‭ ‬حين‭ ‬ظهر‭ ‬علي‭ ‬بين‭ ‬الحجارة‭ ‬في‭ ‬رفش‭ ‬الجرافة،‭ ‬بعدما‭ ‬كان‭ ‬الجميع‭ ‬ظنوا‭ ‬أنه‭ ‬فارق‭ ‬الحياة‮»‬‭. ‬

بعد‭ ‬نقله‭ ‬إلى‭ ‬المستشفى،‭ ‬قرّر‭ ‬الأطباء‭ ‬المشرفون‭ ‬على‭ ‬علاج‭ ‬علي،‭ ‬‮«‬بتر‭ ‬يده‭ ‬اليمنى‭ ‬من‭ ‬المعصم‮»‬،‭ ‬وفق‭ ‬ما‭ ‬قال‭ ‬حسين‭. ‬

ونقل‭ ‬علي‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬لاحق‭ ‬الى‭ ‬مستشفى‭ ‬في‭ ‬بيروت‭ ‬لاستكمال‭ ‬علاجه‭ ‬وحاجته‭ ‬الى‭ ‬البقاء‭ ‬في‭ ‬العناية‭ ‬المشددة‭. ‬

وقال‭ ‬حسين‭: ‬‮«‬حين‭ ‬أصابت‭ ‬الغارة‭ ‬علي،‭ ‬كان‭ ‬نائما‭ ‬على‭ ‬كنبة‭ ‬في‭ ‬منزله،‭ ‬وما‭ ‬زال‭ ‬حتى‭ ‬اليوم‭ ‬نائما‭.. ‬ننتظر‭ ‬التئام‭ ‬جراحه‭ ‬وأن‭ ‬يصحو‮»‬،‭ ‬مضيفا‭ ‬بتأثر‭ ‬شديد‭ ‬‮«‬متى‭ ‬يصحو؟‮»‬‭. ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا