بيروت – الوكالات: اعتبر رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبناني نجيب ميقاتي أمس أن توسيع اسرائيل قصفها على لبنان مؤشر على رفضها مساعي وقف إطلاق النار، بعد غارات اسرائيلية عنيفة على ضاحية بيروت الجنوبية فجرا.
وجاء في بيان صادر عن مكتبه أن ميقاتي قال خلال لقائه القائد العام لقوة الأمم المتحدة في جنوب لبنان: إن «توسيع العدو الاسرائيلي مجددا نطاق عدوانه على المناطق اللبنانية واستهداف الضاحية الجنوبية لبيروت مجددا بغارات تدميرية، كلها مؤشرات تؤكد رفض العدو الاسرائيلي كل المساعي التي تبذل لوقف إطلاق النار تمهيدا لتطبيق القرار 1701 كاملا».
وأرسى القرار 1701 وقفا للأعمال الحربية بين إسرائيل وحزب الله بعد حرب مدمّرة خاضاها في صيف 2006.
وأضاف ميقاتي أن «التصريحات الاسرائيلية والمؤشرات الدبلوماسية التي تلقاها لبنان تؤكد العناد الاسرائيلي في رفض الحلول المقترحة والاصرار على نهج القتل والتدمير».
من جهته، اعتبر رئيس مجلس النواب نبيه بري «أن إسرائيل أهدرت أقله منذ أيلول الفائت أكثر من فرصة محققة لوقف إطلاق النار وتطبيق القرار 1701 وعودة الهدوء والنازحين على جانبي الحدود»، وفق بيان عن مكتبه نقلته الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام الرسمية.
وكان الأمين العام الجديد لحزب الله نعيم قاسم قد أكد الأربعاء أن الحزب مستعدّ لوقف إطلاق نار مع اسرائيل لكن بشروط يراها مناسبة.
ويبحث مبعوثا البيت الأبيض آموس هوكستين وبريت ماكجورك في إسرائيل في «حل سياسي» في لبنان و«سبل التوصل إلى وضع حد للنزاع في غزة»، على ما أفادت وزارة الخارجية الأمريكية.
وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عقب اجتماع مع الموفدين إن رئيس الوزراء أبلغهما بأن «المسألة الرئيسية... هي قدرة إسرائيل وتصميمها على فرض احترام الاتفاق ومنع أي تهديد لأمنها مصدره لبنان».
وكان ميقاتي قد أعلن الأربعاء أنه التمس من هوكستين إمكان التوصل إلى وقف لإطلاق النار قبل الخامس من نوفمبر، موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصادر حكومية قولها إن الخطة التي أعدها الموفدان الأمريكيان تنص على انسحاب حزب الله من المناطق الحدودية مع شمال إسرائيل في جنوب لبنان فضلا عن انسحاب الجيش الإسرائيلي من هذه المنطقة التي ينبغي أن ينتشر فيها الجيش اللبناني والقوة الدولية.
وفي وقت تكثف فيه الولايات المتحدة الجهود للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في لبنان، استهدفت 10 غارات إسرائيلية على الأقل ضاحية بيروت الجنوبية فجر أمس، وفق ما أفادت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية الرسمية، بعد صدور إنذارات بإخلاء مبان في المنطقة.
وأظهرت لقطات بثتها وكالة فرانس برس وقوع انفجارات عدة تبعها تصاعد سحب الدخان في معقل حزب الله، بعدما أمر الجيش الإسرائيلي بإخلاء مبان عدة.
وقالت الوكالة الوطنية للإعلام إن الطيران الإسرائيلي «نفذ 10 غارات عنيفة استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت»، مشيرة إلى أن الغارات خلفت «دمارا هائلا في المناطق المستهدفة، حيث سويت عشرات المباني بالأرض بالإضافة إلى اندلاع حرائق».
وذكرت الوكالة أن الغارات استهدفت مناطق الغبيري والكفاءات وأوتوستراد هادي نصرالله ومحيط مجمع المجتبى وطريق المطار القديم في ضاحية بيروت.
استهدفت غارة مبنى في مدينة صور الساحلية في جنوب لبنان الجمعة، كما أفاد مصوّر متعاون مع فرانس برس، جاءت دون إنذار إسرائيلي مسبق بالإخلاء. وطالت الغارة مبنى يقع على الكورنيش الشمالي للمدينة، انهار بشكل كامل وسط تصاعد سحابة كثيفة من الدخان، فيما انتشرت فرق الإسعاف من أجل انتشال الجرحى والقتلى، كما شاهد المصوّر المتعاون مع فرانس برس، غداة تعرّض المدينة ومحطيها لـ«سلسلة غارات» اسرائيلية بحسب ما أفاد الإعلام الرسمي.
في الاثناء أعلنت الأمم المتحدة أمس أنها تواجه نقصا حادا في الأموال لتقديم مساعدات إنسانية للبنان، إذ لم تتمكن من تمويل دعوتها إلى التبرع سوى بمستوى 17%.
وقال المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية (اوتشا) ينس لاركه خلال مؤتمر صحفي في جنيف إن «الحاجات تزداد كل دقيقة والوعود بتقديم أموال لا تكفي لشراء الطعام أو الأدوية أو الملاجئ» للنازحين. وأضاف: «إننا نواجه تدهورا سريعا في الوضع الإنساني» و«نأمل بالتالي بأن تتلقى وكالات الأمم المتحدة وشركاؤنا أموالا بسرعة».
وأوضح المتحدث أن النداء من أجل جمع مساعدات إنسانية للبنان لم يجمع سوى 17% من أصل 426 مليون دولار طلبها، من ضمنها 17 مليون دولار من إيطاليا و11,7 مليونا من الولايات المتحدة و10 ملايين من صندوق الأمم المتحدة للطوارئ الإنسانية و9,3 ملايين دولار من السويد و7,2 ملايين دولار من فرنسا، و6,4 ملايين دولار من المملكة المتحدة و5,5 ملايين من ألمانيا.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك