القاهرة/غزة - (رويترز): قال مسعفون فلسطينيون إن إسرائيل دكت قطاع غزة بقصف جديد أسفر عن استشهاد 20 شخصا على الأقل أمس، بعد يوم من واحدة من أعنف الضربات الجوية المنفردة منذ بدء العدوان الإسرائيلي قبل عام، والتي استشهد فيها نحو مئة في شمال القطاع الثلاثاء.
واستشهد ثمانية من ضحايا أمس في ضربة على منطقة السلاطين في بيت لاهيا شمال غزة. وتقع المنطقة بالقرب من المكان الذي قال مسعفون إن 93 شخصا على الأقل استشهدوا أو فقدوا فيه الثلاثاء إثر غارة إسرائيلية وصفتها واشنطن بأنها «مروعة».
ولا بوادر تشير إلى تراجع حدة العدوان الإسرائيلي الذي دمر قطاع غزة وأسفر عن استشهاد عشرات الآلاف.
وقالت إسرائيل في يناير إنها فككت هيكل قيادة حركة حماس في شمال غزة، ومع ذلك تركز حاليا هجماتها العسكرية عليها. وأرسلت إسرائيل دباباتها إلى بيت لاهيا وبلدتي بيت حانون وجباليا المجاورتين في وقت سابق من هذا الشهر لطرد مسلحي حماس الذين قالت إنهم أعادوا ترتيب صفوفهم في المنطقة.
ويقول العاملون في المجال الطبي إن العدوان الجديد أسفر عن استشهاد مئات الفلسطينيين، وأدت إلى خفض المساعدات والإمدادات الغذائية إلى أدنى مستوى منذ بداية العدوان.
وأصدر مسؤولون في بيت لاهيا بيانا يحثون فيه القوى العالمية ووكالات الإغاثة على وقف الاعتداءات الإسرائيلية وإدخال الإمدادات الطبية الأساسية والوقود والغذاء، قائلين إن العدوان الأحدث ترك المنطقة «بلا طعام. بلا مياه. بلا مستشفيات. بلا إسعافات. بلا دفاع مدني. بلا أطباء. بلا خدمات. بلا اتصالات».
وجاء في البيان «وعليه فإننا نطلق نداء الاستغاثة العاجل بضرورة إنقاذ ما يمكن إنقاذه بمدينة بيت لاهيا والتي تتعرض للقتل والإبادة الجماعية».
وقال عيد صباح، مدير التمريض من مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا لرويترز إن الجثث والجرحى ما زالوا تحت الأنقاض.
وأضاف أن تدمير المستشفيات ونقص الإمدادات الطبية يعني أن الأطباء والتمريض لا يستطيعون إنقاذ مصابي القصف الجوي وإطلاق النار.
ومضى يقول «اليوم تم استهداف أكثر من بناية مكونة من عدة طبقات تحتوي في داخلها أكثر من 300 نازح فلسطيني من الأطفال، والنساء والشيوخ والرجال. للأسف الشديد لا توجد في شمال قطاع غزة الآن سيارة إسعاف ولا مركبة دفاع مدني لإنقاذ هؤلاء الناس الذين تم استهدافهم في بيوتهم آمنين. من هو مصاب ملقى على الأرض ومن هو شهيد للأسف الشديد لا نستطيع نقله إلا عبر كرات (عربات يجرها) الحصان أو كرات الحمير».
وفرت الأسر من منطقة بيت لاهيا الأسبوع الماضي، وكان الآباء يدفعون أطفالهم في عربات الأطفال وعلى عربات جر خشبية ويجرّون حقائبهم عبر الوحل. وفي وقت سابق من شهر أكتوبر، طلبت إسرائيل من سكان شمال غزة مغادرة منازلهم وإلا تعرضوا لضربات صاروخية.
وتوسلت داليا الخرواط، وهي أم لخمسة أطفال من جباليا، إلى السكان المحليين في مدينة غزة للسماح لها بالبقاء، وتنام الآن في موقف السيارات المفتوح في مبنى مدمر مع أطفالها.
وقالت إنه لا يوجد مكان ينامون فيه سوى وسط الأنقاض والرمال والزجاج المكسور ولا ملجأ لهم حتى في المدارس.
وقال عاملون في مستشفى فلسطيني في غزة إن إسرائيل قصفت مدارس يقيم فيها عائلات بلا مأوى في مرات كثيرة.
وقال مسؤولون في الأمم المتحدة إن قرار إسرائيل هذا الأسبوع بمنع وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) من العمل فيها قد يكون له تأثير كارثي على الجهود الإنسانية في غزة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك