العدد : ١٧٠٤٦ - السبت ٢٣ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢١ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٦ - السبت ٢٣ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢١ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

عربية ودولية

ماكرون يجدد أمام برلمان المغرب دعم «سيادة» المملكة على الصحراء الغربية

الأربعاء ٣٠ أكتوبر ٢٠٢٤ - 02:00

الرباط‭ - (‬أ‭ ‬ف‭ ‬ب‭): ‬جدد‭ ‬الرئيس‭ ‬الفرنسي‭ ‬إيمانويل‭ ‬ماكرون‭ ‬في‭ ‬خطاب‭ ‬أمام‭ ‬البرلمان‭ ‬المغربي‭ ‬أمس‭ ‬الثلاثاء‭ ‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬تأييد‭ ‬بلاده‭ ‬‮«‬لسيادة‮»‬‭ ‬المملكة‭ ‬على‭ ‬الصحراء‭ ‬الغربية،‭ ‬ووعد‭ ‬باستثمارات‭ ‬فرنسية‭ ‬في‭ ‬الإقليم‭ ‬المتنازع‭ ‬عليه،‭ ‬غداة‭ ‬إبرام‭ ‬البلدين‭ ‬عقودا‭ ‬بقيمة‭ ‬تناهز‭ ‬10‭ ‬مليارات‭ ‬يورو‭. ‬وقال‭ ‬ماكرون‭: ‬‮«‬أعيد‭ ‬التأكيد‭ ‬أمامكم،‭ ‬بالنسبة‭ ‬لفرنسا‭ ‬حاضر‭ ‬ومستقبل‭ ‬هذه‭ ‬المنطقة‭ ‬يندرجان‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬السيادة‭ ‬المغربية‮»‬،‭ ‬ليعقب‭ ‬البرلمانيون‭ ‬بالتصفيق‭ ‬الحار‭. ‬

وأضاف‭: ‬‮«‬أقولها‭ ‬أيضا‭ ‬بكل‭ ‬قوة،‭ ‬الفاعلون‭ ‬الاقتصاديون‭ ‬وشركاتنا‭ ‬سوف‭ ‬يرافقون‭ ‬تنمية‭ ‬هذه‭ ‬المنطقة‭ ‬عبر‭ ‬استثمارات‭ ‬ومبادرات‭ ‬دائمة‭ ‬وتضامنية‭ ‬لصالح‭ ‬سكانها‮»‬‭. ‬أتاح‭ ‬هذا‭ ‬الموقف،‭ ‬الذي‭ ‬سبق‭ ‬لماكرون‭ ‬إعلانه‭ ‬في‭ ‬رسالة‭ ‬للملك‭ ‬محمد‭ ‬السادس‭ ‬نهاية‭ ‬يوليو،‭ ‬فتح‭ ‬صفحة‭ ‬جديدة‭ ‬في‭ ‬علاقات‭ ‬الحليفين‭ ‬التاريخيين‭ ‬بعد‭ ‬سلسلة‭ ‬من‭ ‬التوترات‭ ‬الحادة‭ ‬خلال‭ ‬الأعوام‭ ‬الثلاثة‭ ‬الماضية،‭ ‬تزامنا‭ ‬مع‭ ‬ضغط‭ ‬المغرب‭ ‬على‭ ‬فرنسا‭ ‬لتحذو‭ ‬حذو‭ ‬واشنطن‭ ‬التي‭ ‬أعلنت‭ ‬أواخر‭ ‬عام‭ ‬2020‭ ‬اعترافها‭ ‬بسيادة‭ ‬الرباط‭ ‬على‭ ‬الصحراء‭ ‬الغربية‭. ‬

لكنّ‭ ‬الأولوية‭ ‬التي‭ ‬خصّ‭ ‬بها‭ ‬الرئيس‭ ‬الفرنسي‭ ‬الجزائر‭ ‬بعد‭ ‬إعادة‭ ‬انتخابه‭ ‬في‭ ‬2022،‭ ‬بينما‭ ‬قطعت‭ ‬الأخيرة‭ ‬علاقاتها‭ ‬مع‭ ‬المغرب‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬2021،‭ ‬قد‭ ‬زادَت‭ ‬من‭ ‬توتّر‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬الرباط‭ ‬وباريس‭. ‬وتشكل‭ ‬الصحراء‭ ‬الغربية،‭ ‬المستعمرة‭ ‬الإسبانية‭ ‬السابقة‭ ‬التي‭ ‬تصنفها‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬ضمن‭ ‬‮«‬الأقاليم‭ ‬غير‭ ‬المتمتعة‭ ‬بالحكم‭ ‬الذاتي‮»‬،‭ ‬محور‭ ‬نزاع‭ ‬بين‭ ‬المغرب‭ ‬وجبهة‭ ‬بوليساريو‭ ‬المدعومة‭ ‬من‭ ‬الجزائر‭ ‬منذ‭ ‬نحو‭ ‬نصف‭ ‬قرن‭. ‬

وقال‭ ‬ماكرون،‭ ‬الذي‭ ‬بدأ‭ ‬الاثنين‭ ‬زيارة‭ ‬دولة‭ ‬للرباط‭ ‬إن‭ ‬الموقف‭ ‬الفرنسي‭ ‬‮«‬ليس‭ ‬عدائيا‭ ‬تجاه‭ ‬أحد‮»‬،‭ ‬وأنه‭ ‬‮«‬يتيح‭ ‬فتح‭ ‬صفحة‭ ‬جديدة‭ ‬بيننا،‭ ‬وأيضا‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬يريدون‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬تعاون‭ ‬جهوي‮»‬‭. ‬وكانت‭ ‬الجزائر‭ ‬قد‭ ‬أعربت‭ ‬مطلع‭ ‬أغسطس‭ ‬عن‭ ‬رفضها‭ ‬الموقف‭ ‬الفرنسي‭ ‬المؤيد‭ ‬للمغرب،‭ ‬واستدعت‭ ‬سفيرها‭ ‬في‭ ‬باريس‭ ‬للتشاور‭. ‬ووصف‭ ‬ماكرون‭ ‬الموقف‭ ‬الفرنسي‭ ‬بأنه‭ ‬‮«‬متجذر‭ ‬في‭ ‬التاريخ‭ ‬يحترم‭ ‬الواقع‭ ‬ومتطلع‭ ‬للمستقبل‮»‬،‭ ‬معلنا‭ ‬أن‭ ‬بلاده‭ ‬‮«‬سوف‭ ‬تقوم‭ ‬بتفعيله‭ ‬لمرافقة‭ ‬المغرب‭ ‬في‭ ‬المؤسسات‭ ‬الدولية‮»‬‭. ‬

وشكر‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬رشيد‭ ‬طالبي‭ ‬علمي‭ ‬فرنسا‭ ‬على‭ ‬‮«‬موقفها‭ ‬التاريخي‮»‬‭. ‬فيما‭ ‬اعتبر‭ ‬رئيس‭ ‬الغرفة‭ ‬الثانية‭ ‬للبرلمان‭ ‬محمد‭ ‬ولد‭ ‬الرشيد،‭ ‬وهو‭ ‬صحراوي‭ ‬وحدوي،‭ ‬إنه‭ ‬‮«‬يشكل‭ ‬لحظة‭ ‬فاصلة‭ ‬في‭ ‬مسار‭ ‬التطور‭ ‬الإيجابي‭ ‬للحل‭ ‬النهائي‭ ‬لهذه‭ ‬القضية‮»‬‭. ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬المغرب،‭ ‬يعدّ‭ ‬هذا‭ ‬الاعتراف‭ ‬الرهان‭ ‬الأساس‭ ‬لتطبيع‭ ‬علاقاته‭ ‬مع‭ ‬فرنسا،‭ ‬العضو‭ ‬الدائم‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬الذي‭ ‬يصدر‭ ‬قرارات‭ ‬سنوية‭ ‬حول‭ ‬هذا‭ ‬النزاع‭. ‬

وفي‭ ‬نهاية‭ ‬أكتوبر‭ ‬2023‭ ‬جدد‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬الدولي‭ ‬دعوة‭ ‬أطراف‭ ‬النزاع‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬استئناف‭ ‬المفاوضات‮»‬‭ ‬للتوصّل‭ ‬إلى‭ ‬حلّ‭ ‬‮«‬دائم‭ ‬ومقبول‭ ‬من‭ ‬الطرفين‮»‬‭. ‬لكن‭ ‬المغرب‭ ‬يشترط‭ ‬التفاوض‭ ‬فقط‭ ‬حول‭ ‬مقترح‭ ‬الحكم‭ ‬الذاتي‭. ‬فيما‭ ‬تعارض‭ ‬الجزائر‭ ‬استئناف‭ ‬المفاوضات،‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬نظّمها‭ ‬في‭ ‬سويسرا‭ ‬المبعوث‭ ‬الأممي‭ ‬السابق‭ ‬الألماني‭ ‬هورست‭ ‬كولر‭ ‬الذي‭ ‬استقال‭ ‬من‭ ‬منصبه‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2019‭ ‬بسبب‭ ‬عدم‭ ‬إحرازه‭ ‬نتائج‭. ‬

من‭ ‬جانب‭ ‬آخر‭ ‬دعا‭ ‬ماكرون‭ ‬في‭ ‬خطابه‭ ‬أمام‭ ‬البرلمانيين‭ ‬المغاربة‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬تعاون‭ ‬طبيعي‭ ‬وسلس‮»‬‭ ‬يحقق‭ ‬‮«‬نتائج‭ ‬أوضح‮»‬‭ ‬بخصوص‭ ‬مسألة‭ ‬الهجرة‭ ‬غير‭ ‬النظامية‭. ‬وتحظى‭ ‬هذه‭ ‬المسألة‭ ‬باهتمام‭ ‬كبير‭ ‬لدى‭ ‬الجانب‭ ‬الفرنسي،‭ ‬إذ‭ ‬يريد‭ ‬وزير‭ ‬الداخلية‭ ‬الجديد‭ ‬الذي‭ ‬يعتمد‭ ‬نهجا‭ ‬صارما‭ ‬بهذا‭ ‬الخصوص‭ ‬دفع‭ ‬المغرب‭ ‬إلى‭ ‬استعادة‭ ‬مواطنين‭ ‬أوقِفوا‭ ‬لإقامتهم‭ ‬بطريقة‭ ‬غير‭ ‬نظاميّة‭ ‬في‭ ‬فرنسا‭. ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا