لم يقف اهتمام قادة العشرين بلدا الذين حضروا قمة بريكس عند الخطط الاقتصادية وتدعيم الشراكة بين الدول الأعضاء، وعكست كلماتهم رغبة في أن تتحول قمة المجموعة إلى منبر سياسي للحديث عن قضايا العالم الثالث، والإيحاء بأن المجموعة يمكن أن تكون قوة توازن في وجه الهيمنة الغربية.
ووجهت القمة دعوات لإحلال السلام في الشرق الأوسط، وفي أوكرانيا. وقد وجدت الدعوة تفاعلا من روسيا التي لم تمانع في دعم مبادرات للتوصل إلى وقف الحرب مع كييف.
وتحدث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن «مسار تشكيل نظام عالمي متعدد الأقطاب جارٍ حاليا، وهو مسار ديناميكي ولا رجعة فيه»، محذرا من أن اللجوء المتزايد إلى العقوبات الاقتصادية والحمائية يهدد بإثارة «أزمة» عالمية.
وتريد روسيا أن تكون القمة فرصة لإظهار قوتها، وكذلك تأكيد أن حضور رؤساء وقادة دول مؤثرة إلى بلاده هو رسالة إلى الغرب تفيد بفشل محاولات عزل روسيا وفرض عقوبات على اقتصادها.
وقال المحلل السياسي في موسكو كونستانتين كالاتشيف إن الكرملين يهدف عبر جمع قادة بريكس في قازان إلى «إظهار أن روسيا ليست غير معزولة فحسب، بل إن لديها أيضا شركاء وحلفاء».
وأضاف أن الكرملين يريد هذه المرة إظهار «بديل للضغط الغربي وأن عالما متعدد الأقطاب هو واقع»، في إشارة إلى جهود موسكو الرامية إلى تغيير موازين القوى ودفعها بعيدا عن البلدان الغربية.
وكان الحضور إلى القمة نوعيا، حيث شارك رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي والرئيس الصيني شي جينبينغ ورئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ما يعطي القمة بُعدا سياسيا واقتصاديا قويا يحتاج الأمريكيون إلى التعامل معه على أنه تحد، وليس مجرد قمة عرضية.
وقلّلت الولايات المتحدة من أهمية فكرة أن مجموعة بريكس يمكن أن تصبح «خصما جيوسياسيا»، لكنها عبّرت عن قلقها من استعراض موسكو قوّتها دبلوماسيا في ظل تواصل النزاع في أوكرانيا.
ومثلت القمة فرصة للمصالحة بين الصين والهند، ما يظهر قدرة المجموعة على إدارة الخلافات بشكل يقويها ولا يضعفها.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك