تعتزم الحكومة البريطانية طرح مشروع قانون هذا الأسبوع يقيد استخدام وسائل التواصل الاجتماعي للأطفال دون سن 16 عامًا بدون موافقة أولياء الأمور، إلا إذا تخلت هذه المنصات عن ميزاتها «المسببة للإدمان».
وبحسب ما ذكرته صحيفة التليغراف Telegraph»» يستند مشروع القانون، الذي يدعمه مجموعة من النواب من مختلف الأحزاب، إلى ضرورة مواجهة ظاهرة «التصفح القاتم»، حيث يقضي الأطفال ساعات طويلة يوميًا على هواتفهم الذكية بسبب الخوارزميات التي تقودهم إلى محتوى معين وميزات مثل الحلقات اللانهائية من محتواهم المفضل.
وصرح النائب جوش ماكاليستر، الذي يتولى مسؤولية مشروع القانون، بأن الأبحاث أظهرت أن متوسط عمر الطفل البالغ من العمر 12 عامًا يقضي 21 ساعة أسبوعيًا على الهواتف الذكية، وهو ما يعادل وظيفة بدوام جزئي، مع الإشارة إلى أن واحدًا من كل أربعة أطفال يستخدمون الأجهزة بطريقة تتماشى مع سلوكيات الإدمان.
ويقترح مشروع القانون زيادة العمر الذي يمكن فيه للشركات استخدام بيانات الأطفال دون موافقة أولياء الأمور من 13 عامًا إلى 16 عامًا؛ ما يعني أنه إذا أرادت الشركات أن يكون هناك مستخدمون تحت سن 16 على منصاتها فسيتعين عليها إيقاف أو إزالة التكنولوجيا والخوارزميات التي تستخدم بياناتهم الشخصية لتوجيه المحتوى وفق اهتماماتهم. وتحت التشريع المقترح ستُمنح الهيئة التنظيمية للإنترنت «أوفكوم» صلاحيات إضافية لحماية الأطفال من التطبيقات المصممة لتكون مسببة للإدمان، بما في ذلك وضع مدونة سلوك تمنع تعرض الأطفال تحت 16 عامًا لـ«التطبيقات والخدمات المسببة للإدمان».
كما يهدف مشروع القانون إلى تمكين الأسر والمعلمين من تقليل وقت الشاشة اليومي للأطفال، مع اقتراح ضرورة قانونية تجعل جميع المدارس في إنجلترا مناطق خالية من الهواتف المحمولة. يأتي هذا بعد توجيهات صدرت في فبراير من الحكومة السابقة لحزب المحافظين، التي دعت إلى وقف استخدام الهواتف المحمولة خلال اليوم الدراسي، ولكن هذه التوجيهات كانت غير ملزمة.
وقال ماكاليستر: «الأدلة تتزايد على أن التصفح القاتم ساعات يوميًا يسبب ضررًا واسع النطاق. نحن بحاجة إلى ما يعادل تشريعات «حزام الأمان» لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي للأطفال».
وأشار إلى أن «البلدان حول العالم تتخذ الآن إجراءات جريئة، وأطفالنا معرضون للخطر بأن يُتركوا وراءهم. حان الوقت لبدء النقاش الوطني هنا في المملكة المتحدة».
يُذكر أن مشروع القانون يحظى بدعم كل من ديم ريتشيل دي سوزا مفوضة الأطفال، وسابقتها آن لونغفيلد، بالإضافة إلى البارونة كيدرون الناشطة في مجال سلامة الإنترنت. وكانت الحكومة الأسترالية قد أعلنت مؤخرًا نيتها حظر وسائل التواصل الاجتماعي للأطفال، بينما يناقش الكونجرس الأمريكي قواعد صارمة بشأن الميزات المصممة للإدمان، وتختبر الحكومة الفرنسية حظر الهواتف قانونيًا في المدارس.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك