شهدت بريطانيا زيادة كبيرة في وفيات المشردين العام الماضي، حيث لقي 155 شخصًا حتفهم أثناء نومهم في الشوارع، بزيادة قدرها 42% مقارنة بالعام السابق، وفقًا لتقرير صادر عن مشروع متحف التشرد.
ومن بين هذه الحالات كانت وفاة أندرو ريس، البالغ من العمر 37 عامًا، الذي أنهى حياته في منزل مهجور للأطفال في مدينة ستوك-أون-ترينت في 10 مايو 2023.
وبحسب ما ذكرته صحيفة الغارديان «The Guardian» وصف تقرير المشروع هذه الزيادة بأنها «حالة طوارئ في شوارع بريطانيا»، مشيرًا إلى أن الزيادة في الوفيات تتجاوز بكثير تقديرات الحكومة التي أظهرت ارتفاعًا بنسبة 27% في عدد المشردين في إنجلترا. كما كشف التقرير أن 38 شخصًا من المشردين توفوا انتحارًا في عام 2023، نصفهم كانوا دون سن 35 عامًا.
من جانبها، علقت وزارة الإسكان والمجتمعات والحكومة المحلية على هذه الأرقام قائلة: «كل وفاة من هذه الوفيات تعتبر مأساة وتدين الزيادة غير المسبوقة في التشرد خلال السنوات الأخيرة».
ورغم ذلك، يشعر الناشطون بالإحباط بسبب عدم وجود تمويل كافٍ لمعالجة هذه المشكلة، حيث من المتوقع أن تُعلن تفاصيل التمويل بعد تقديم الموازنة.
ويعتقد متحف التشرد أن الزيادة في وفيات المشردين ترتبط ارتباطًا مباشرًا بنقص الاستثمار في توفير أماكن آمنة لهم، بالإضافة إلى إغلاق العديد من الملاجئ الشتوية منذ بداية جائحة كوفيد-19.
ومن بين الضحايا المذكورين في التقرير ستيفن كوك، الذي قُتل أثناء نومه في الشارع في إكستر عن عمر ناهز 45 عامًا، وأليسون دودز (51 عامًا) التي قُتلت في بلاكبول.
وتعتمد إحصاءات المتحف على تقارير الطب الشرعي، والصحف المحلية، وشهادات عائلات الضحايا، وطلبات حرية المعلومات.
ورغم أن الأرقام الرسمية لوفيات المشردين لم تُنشر منذ عامين قدَّر مكتب الإحصاءات الوطنية (ONS) في آخر تقرير له أن 741 شخصًا مشردًا توفوا في إنجلترا وويلز في عام 2021.
وحذر متحف التشرد من أن الوضع قد يزداد سوءًا إذا لم تتخذ الحكومة إجراءات عاجلة. وفي هذا السياق، قال مات تيرتل المدير المشارك للمتحف: «يموت الناس في الشوارع بمعدلات مقلقة، والحل الوحيد لهذه الأزمة هو زيادة الدعم المالي للملاجئ».
من جهتها، أكدت الوزارة أنها تعمل على وضع استراتيجية طويلة الأمد لإنهاء مشكلة التشرد. وقال متحدث باسم الوزارة: «نحن بصدد تشكيل فريق حكومي مخصص، برئاسة نائب رئيس الوزراء، لوضع خطة شاملة لمعالجة هذه القضية».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك