العدد : ١٧٠٥١ - الخميس ٢٨ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٦ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٥١ - الخميس ٢٨ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٦ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

الصفحة الأخيرة

مطالب لبريطانيا بدفع تعويضات بقيمة 200 مليار إستـرلـيـنـي بـسـبـب الاسـتـعـمـار وتـجـارة الـرقـيـق

الثلاثاء ١٥ أكتوبر ٢٠٢٤ - 02:00

من‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬يواجه‭ ‬الملك‭ ‬تشارلز‭ ‬ورئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬البريطاني‭ ‬كير‭ ‬ستارمر‭ ‬مطالب‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الكاريبية‭ ‬لدفع‭ ‬تعويضات‭ ‬مالية‭ ‬كبيرة‭ ‬بقيمة‭ ‬200‭ ‬مليار‭ ‬جنيه‭ ‬إسترليني‭ ‬عن‭ ‬دور‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬تجارة‭ ‬الرقيق‭ ‬عند‭ ‬مشاركتهم‭ ‬في‭ ‬قمة‭ ‬الكومنولث‭ ‬المقررة‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬لاحق‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الشهر‭.‬

وقد‭ ‬اتفقت‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬15‭ ‬حكومة‭ ‬كاريبية‭ ‬بالإجماع‭ ‬على‭ ‬طرح‭ ‬مسألة‭ ‬تعويضات‭ ‬تجارة‭ ‬الرقيق‭ ‬على‭ ‬طاولة‭ ‬النقاش‭ ‬في‭ ‬اجتماع‭ ‬قادة‭ ‬حكومات‭ ‬الكومنولث‭ ‬في‭ ‬ساموا‭ ‬في‭ ‬21‭ ‬أكتوبر‭.‬

ويأتي‭ ‬هذا‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬قالت‭ ‬رئيسة‭ ‬وزراء‭ ‬بربادوس‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬إن‭ ‬التعويضات‭ ‬عن‭ ‬العبودية‭ ‬والاستعمار‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬جزءًا‭ ‬من‭ ‬‮«‬إعادة‭ ‬ضبط‭ ‬عالمية‭ ‬جديدة‮»‬‭.‬

والتقت‭ ‬ميا‭ ‬موتلي،‭ ‬التي‭ ‬تقود‭ ‬المطالب‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬جزر‭ ‬الهند‭ ‬الغربية،‭ ‬بالملك‭ ‬في‭ ‬لندن‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬سابق‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الشهر‭ ‬لإجراء‭ ‬محادثات‭ ‬استعدادًا‭ ‬لقمة‭ ‬الكومنولث‭ ‬التي‭ ‬تضم‭ ‬56‭ ‬دولة‭.‬

وقد‭ ‬أثنت‭ ‬موتلي‭ ‬على‭ ‬تشارلز‭ ‬لتصريحه‭ ‬قبل‭ ‬عامين‭ ‬بأنه‭ ‬حان‭ ‬الوقت‭ ‬لبدء‭ ‬المحادثات‭ ‬حول‭ ‬العبودية،‭ ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬قصر‭ ‬باكنغهام‭ ‬رفض‭ ‬الكشف‭ ‬عن‭ ‬محتويات‭ ‬‮«‬المناقشات‭ ‬الخاصة‮»‬‭ ‬الأخيرة‭ ‬بينهما‭.‬

وتأتي‭ ‬هذه‭ ‬الدعوات‭ ‬في‭ ‬أعقاب‭ ‬قرار‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬المثير‭ ‬للجدل‭ ‬بتسليم‭ ‬جزر‭ ‬شاغوس‭ ‬إلى‭ ‬موريشيوس‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬سابق‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الشهر،‭ ‬وهو‭ ‬قرار‭ ‬أثار‭ ‬مخاوف‭ ‬بشأن‭ ‬مستقبل‭ ‬السيطرة‭ ‬البريطانية‭ ‬على‭ ‬أراضٍ‭ ‬استراتيجية‭ ‬أخرى‭ ‬مثل‭ ‬جزر‭ ‬فوكلاند‭ ‬وجبل‭ ‬طارق‭.‬

وبحسب‭ ‬صحيفة‭ ‬الديلي‭ ‬ميل‭ ‬‮«‬Daily‭ ‬Mail‮»‬‭ ‬تتراوح‭ ‬تقديرات‭ ‬الفاتورة‭ ‬المحتملة‭ ‬للتعويضات‭ ‬عن‭ ‬تورط‭ ‬بريطانيا‭ ‬في‭ ‬تجارة‭ ‬الرقيق‭ ‬في‭ ‬14‭ ‬دولة‭ ‬بين‭ ‬206‭ ‬مليارات‭ ‬جنيه‭ ‬إسترليني‭ ‬إلى‭ ‬مبلغ‭ ‬هائل‭ ‬قد‭ ‬يصل‭ ‬قدره‭ ‬إلى‭ ‬19‭ ‬تريليون‭ ‬جنيه‭ ‬إسترليني‭.‬

وقد‭ ‬تم‭ ‬الاستشهاد‭ ‬بالرقم‭ ‬الأعلى‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬القاضي‭ ‬الأممي‭ ‬باتريك‭ ‬روبنسون‭ ‬العام‭ ‬الماضي،‭ ‬الذي‭ ‬وصفه‭ ‬بأنه‭ ‬‮«‬تقدير‭ ‬غير‭ ‬دقيق‮»‬‭ ‬للأضرار‭ ‬التي‭ ‬تسببت‭ ‬بها‭ ‬تجارة‭ ‬العبيد‭.‬

وقال‭ ‬روبنسون‭ ‬إنه‭ ‬مندهش‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬شاركت‭ ‬في‭ ‬تجارة‭ ‬العبيد‭ ‬تعتقد‭ ‬أنها‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬‮«‬تدفن‭ ‬رؤوسها‭ ‬في‭ ‬الرمال‮»‬‭ ‬بشأن‭ ‬القضية،‭ ‬وأضاف‭: ‬‮«‬بمجرد‭ ‬أن‭ ‬ترتكب‭ ‬الدولة‭ ‬فعلًا‭ ‬خاطئًا‭ ‬فإنها‭ ‬ملزمة‭ ‬بدفع‭ ‬التعويضات‮»‬‭.‬

وتأتي‭ ‬هذه‭ ‬المطالب‭ ‬وسط‭ ‬تزايد‭ ‬المشاعر‭ ‬المؤيدة‭ ‬للانفصال‭ ‬عن‭ ‬التاج‭ ‬البريطاني‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬البحر‭ ‬الكاريبي،‭ ‬فقد‭ ‬أقالت‭ ‬موتلي‭ ‬الملكة‭ ‬من‭ ‬منصب‭ ‬رئيسة‭ ‬دولة‭ ‬باربادوس‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2021‭ ‬وتعهدت‭ ‬جامايكا‭ ‬بالتخلي‭ ‬عن‭ ‬النظام‭ ‬الملكي‭ ‬بحلول‭ ‬العام‭ ‬المقبل‭. ‬

ووصفت‭ ‬موتلي‭ ‬بلادها‭ ‬بأنها‭ ‬‮«‬موطن‭ ‬العنصرية‭ ‬الحديثة‮»‬‭ ‬بفضل‭ ‬الحكم‭ ‬البريطاني‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬1625‭ ‬وتقول‭ ‬إن‭ ‬ديون‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة‭ ‬لبلادها‭ ‬تبلغ‭ ‬3‭.‬7‭ ‬تريليونات‭ ‬جنيه‭ ‬استرليني‭.‬

كما‭ ‬أعلن‭ ‬الدكتور‭ ‬كيث‭ ‬رولي‭ ‬رئيس‭ ‬وزراء‭ ‬ترينيداد‭ ‬وتوباغو‭ ‬خلال‭ ‬احتفالات‭ ‬تحرير‭ ‬العبودية‭ ‬عن‭ ‬اعتزامه‭ ‬مناقشة‭ ‬قضية‭ ‬التعويضات‭ ‬مع‭ ‬قادة‭ ‬دول‭ ‬منطقة‭ ‬الكاريبي‭ ‬خلال‭ ‬قمة‭ ‬الكومنولث‭.‬

وكانت‭ ‬كنيسة‭ ‬إنجلترا‭ ‬قد‭ ‬أعلنت‭ ‬العام‭ ‬الماضي‭ ‬أنها‭ ‬ستنشئ‭ ‬صندوقاً‭ ‬بقيمة‭ ‬100‭ ‬مليون‭ ‬جنيه‭ ‬استرليني‭ ‬لسداد‭ ‬التعويضات‭ ‬للاعتراف‭ ‬بأنها‭ ‬استفادت‭ ‬في‭ ‬الماضي‭ ‬من‭ ‬تجارة‭ ‬الرقيق‭.‬

وقال‭ ‬لامي،‭ ‬عندما‭ ‬كان‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬وزيرًا‭ ‬للخارجية‭ ‬في‭ ‬حكومة‭ ‬الظل،‭ ‬إنه‭ ‬‮«‬سيأخذ‭ ‬مسؤولية‭ ‬كونه‭ ‬أول‭ ‬وزير‭ ‬خارجية‭ ‬ينحدر‭ ‬من‭ ‬تجارة‭ ‬الرقيق‭ ‬على‭ ‬محمل‭ ‬الجد‮»‬‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا