العدد : ١٦٩٩٦ - الجمعة ٠٤ أكتوبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٠١ ربيع الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٩٦ - الجمعة ٠٤ أكتوبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٠١ ربيع الآخر ١٤٤٦هـ

عربية ودولية

انتخابات رئاسية في تونس وقيس سعيّد أكثر المرشحين حظا بالفوز

الجمعة ٠٤ أكتوبر ٢٠٢٤ - 02:00

تونس‭ -(‬أ‭ ‬ف‭ ‬ب‭): ‬دُعي‭ ‬نحو‭ ‬عشرة‭ ‬ملايين‭ ‬ناخب‭ ‬للإدلاء‭ ‬بأصواتهم‭ ‬الأحد‭ ‬في‭ ‬تونس‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬اقتراع‭ ‬تبدو‭ ‬محسومة‭ ‬لصالح‭ ‬الرئيس‭ ‬المنتهية‭ ‬ولايته‭ ‬قيس‭ ‬سعيّد‭ ‬المتهم‭ ‬من‭ ‬المعارضة‭ ‬والمجتمع‭ ‬المدني‭ ‬بـ«الانجراف‭ ‬الاستبدادي‮»‬‭. ‬وغابت‭ ‬التجمّعات‭ ‬الانتخابية‭ ‬والمناظرات‭ ‬التلفزيونية‭ ‬بين‭ ‬المرشحين‭ ‬والملصقات‭ ‬العملاقة‭ ‬في‭ ‬الشوارع،‭ ‬عن‭ ‬المشهد‭ ‬الانتخابي‭ ‬في‭ ‬البلاد‭ ‬وكان‭ ‬ميّز‭ ‬آخر‭ ‬انتخابات‭ ‬رئاسية‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2019‭. ‬

يومها،‭ ‬انتُخب‭ ‬الخبير‭ ‬قيس‭ ‬سعيّد،‭ ‬أستاذ‭ ‬القانون‭ ‬الدستوري‭ ‬الذي‭ ‬يتمتع‭ ‬بصورة‭ ‬‮«‬الرجل‭ ‬النظيف‮»‬‭ ‬والذي‭ ‬عرفه‭ ‬الناس‭ ‬بفضل‭ ‬مداخلاته‭ ‬التلفزيونية‭ ‬وحضوره‭ ‬الإعلامي‭. ‬نال‭ ‬حينها‭ ‬73%‭ ‬تقريبا‭ ‬من‭ ‬الأصوات‭ ‬بفضل‭ ‬وعوده‭ ‬باستعادة‭ ‬النظام‭ ‬بعد‭ ‬عشر‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬التدهور‭ ‬الاجتماعي‭ ‬والاقتصادي‭ ‬وعدم‭ ‬الاستقرار‭ ‬الحكومي‭. ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬سعيّد‭ ‬يتمتع‭ ‬بشعبية‭ ‬كبيرة‭ ‬بين‭ ‬التونسيين،‭ ‬وقام‭ ‬في‭ ‬25‭ ‬يوليو‭ ‬2021‭ ‬عندما‭ ‬احتكر‭ ‬الصلاحيات‭ ‬الكاملة‭ ‬للسلطة‭ ‬التنفيذية،‭ ‬بإقالة‭ ‬الحكومة‭ ‬وحلّ‭ ‬البرلمان،‭ ‬قبل‭ ‬تغيير‭ ‬الدستور‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2022‭ ‬لإقامة‭ ‬نظام‭ ‬رئاسي‭. ‬

لكن‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬السنوات‭ ‬الثلاث‭ ‬الماضية،‭ ‬ندّدت‭ ‬المعارضة‭ ‬والمنظمات‭ ‬غير‭ ‬الحكومية‭ ‬التونسية‭ ‬والأجنبية‭ ‬بتراجع‭ ‬الحريات‭ ‬في‭ ‬بلاده،‭ ‬مع‭ ‬توقيف‭ ‬وسجن‭ ‬المعارضين‭ ‬البارزين،‭ ‬بمن‭ ‬فيهم‭ ‬زعيم‭ ‬حركة‭ ‬النهضة‭ ‬الإسلامية‭ ‬المحافظة‭ ‬راشد‭ ‬الغنوشي‭. ‬وتتعرّض‭ ‬السلطات‭ ‬لانتقادات‭ ‬بتكميم‭ ‬حرية‭ ‬الصحافة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إقرار‭ ‬مرسوم‭ ‬مثير‭ ‬للجدل‭ ‬بشأن‭ ‬‮«‬الأخبار‭ ‬الكاذبة‮»‬‭ ‬والتضييق‭ ‬على‭ ‬نشاط‭ ‬منظمات‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬باعتقال‭ ‬نقابيين‭ ‬وناشطين‭ ‬وإعلاميين‭. ‬

ويتنافس‭ ‬الأحد‭ ‬ثلاثة‭ ‬مرشحين‭ ‬فقط‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬17‭ ‬تقدموا‭ ‬بملفات،‭ ‬وأثارت‭ ‬مسألة‭ ‬قبول‭ ‬الملفات‭ ‬انتقادات‭ ‬وسُجن‭ ‬مرشحين‭ ‬محتملين‭ ‬واستُبعد‭ ‬أبرز‭ ‬منافسي‭ ‬سعيّد‭ ‬من‭ ‬هيئة‭ ‬الانتخابات‭. ‬ويرى‭ ‬الخبير‭ ‬السياسي‭ ‬التونسي‭ ‬حاتم‭ ‬النفطي‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬منذ‭ ‬25‭ ‬يوليو‭ ‬2021،‭ ‬بدأت‭ ‬أبواب‭ ‬التحوّل‭ ‬الديموقراطي‭ (‬في‭ ‬تونس‭) ‬تغلق‮»‬،‭ ‬لكن‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الانتخابات،‭ ‬‮«‬تمّ‭ ‬الانتقال‭ ‬إلى‭ ‬مرحلة‭ ‬أخرى‭ ‬تتمثّل‭ ‬في‭ ‬محاولة‭ ‬منع‭ ‬أي‭ ‬إمكانية‭ ‬للتناوب‭ ‬وعدم‭ ‬القيام‮»‬‭ ‬حتى‭ ‬بـ«التظاهر‮»‬،‭ ‬

ويقول‭ ‬الخبير‭ ‬السياسي‭ ‬الفرنسي‭ ‬بيير‭ ‬فيرميرين‭ ‬المتخصص‭ ‬في‭ ‬الشؤون‭ ‬المغاربية‭ ‬أن‭ ‬‮«‬التصويت‭ ‬محسوم،‭ ‬لأن‭ ‬الاختلالات‭ ‬بجميع‭ ‬أنواعها‭ ‬واضحة‭ ‬للغاية‭ ‬بين‭ ‬المرشحين‮»‬،‭ ‬مقدّرا‭ ‬أن‭ ‬‮«‬كل‭ ‬الجهود‭ ‬بُذلت‭ ‬لضمان‭ ‬عدم‭ ‬إجراء‭ ‬جولة‭ ‬ثانية‮»‬‭. ‬وينافس‭ ‬سعيّد‭ (‬66‭ ‬عاما‭)‬،‭ ‬النائب‭ ‬السابق‭ ‬في‭ ‬البرلمان‭ ‬زهير‭ ‬المغزاوي‭ (‬59‭ ‬عاما‭). ‬ويقول‭ ‬فيرميرين‭ ‬إن‭ ‬‮«‬السماح‭ ‬لشخصية‭ ‬ثانوية‭ (‬مثل‭ ‬المغزاوي‭) ‬من‭ ‬التوجه‭ ‬الأيديولوجي‭ ‬نفسه‭ ‬للرئيس‭ ‬بالمنافسة‭ ‬هو‭ ‬وسيلة‭ ‬لتحييد‭ ‬إمكاناته‭ ‬كمعارض‮»‬‭. ‬

أما‭ ‬ثالث‭ ‬المتنافسين‭ ‬فهو‭ ‬العياشي‭ ‬زمال،‭ ‬وهو‭ ‬مهندس‭ ‬زراعي‭ ‬وسياسي‭ ‬ليبرالي‭ ‬يبلغ‭ ‬من‭ ‬العمر‭ ‬47‭ ‬عاما،‭ ‬اعتُقل‭ ‬في‭ ‬اليوم‭ ‬نفسه‭ ‬الذي‭ ‬تمّ‭ ‬فيه‭ ‬تأكيد‭ ‬ترشحه‭ ‬في‭ ‬الثاني‭ ‬من‭ ‬سبتمبر،‭ ‬وحُكم‭ ‬عليه‭ ‬في‭ ‬قضيتين‭ ‬بالسجن‭ ‬مدة‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬14‭ ‬عاما‭ ‬بتهمة‭ ‬‮«‬تزوير‮»‬‭ ‬تواقيع‭ ‬التزكيات‭. ‬ولكن‭ ‬وضعه‭ ‬القانوني‭ ‬لا‭ ‬يمنعه‭ ‬من‭ ‬مواصلة‭ ‬خوض‭ ‬الانتخابات‭. ‬وحصلت‭ ‬سابقة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الإطار‭ ‬قبل‭ ‬خمس‭ ‬سنوات‭ ‬مع‭ ‬رجل‭ ‬الإعلام‭ ‬والأعمال‭ ‬نبيل‭ ‬القروي‭ ‬الذي‭ ‬بلغ‭ ‬الجولة‭ ‬الثانية‭ ‬من‭ ‬الانتخابات،‭ ‬وكان‭ ‬‮«‬صاحب‭ ‬قناة‭ ‬تلفزيونية‭ ‬ذات‭ ‬جمهور‭ ‬كبير‭ ‬وكان‭ ‬معروفا‭ ‬لدى‭ ‬عامة‭ ‬الناس‮»‬،‭ ‬بحسب‭ ‬النفطي‭. ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا