بيروت – الوكالات: أعلنت إسرائيل أمس استهداف «مقرّ استخبارات» حزب الله في بيروت وقتل 15 من عناصره في غارة على جنوب لبنان، فيما قال الحزب إنه تصدّى لتوغلات في اليوم الرابع من العمليات البرية الإسرائيلية.
وفي خضم حملة القصف الجوي الإسرائيلي المكثف الذي خلّف مئات القتلى في أنحاء مختلفة من لبنان منذ حوالي عشرة أيام، ينفّذ الجيش الإسرائيلي منذ الاثنين «عمليات برية محدودة ومركزة» في نقاط عدّة على طول الحدود. ويثير التصعيد العسكري مخاوف من خروج الوضع عن السيطرة في الشرق الأوسط، بعد عام على اندلاع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وطال القصف أمس الجنوب وبيروت وضواحيها، وصولا الى منطقة عالية شرق بيروت ومنطقة المعيصرة شمال بيروت، وفق الوكالة الوطنية للإعلام. ويتواصل في هذا الوقت.
وأعلن الجيش اللبناني أمس أنه ردّ للمرة الأولى منذ عام على «مصادر النيران» الإسرائيلية بعد مقتل اثنين من جنوده في جنوب البلاد.
بينما ينتشر الجيش في نقاط عدة على الحدود. وحافظ حزب الله بعد حرب يوليو 2006 على حضور غير رسمي في المنطقة الحدودية مع إسرائيل، حيث قام بحسب خبراء، بحفر شبكة كبيرة من الأنفاق وإنشاء تحصينات.
وكثّفت إسرائيل منذ 23 سبتمبر ضرباتها ضد حزب الله الذي كان فتح جبهة «إسناد» لقطاع غزة وحماس في الثامن من أكتوبر.
وتقول إسرائيل إنها تريد وقف نيران حزب الله باتجاه شمالها للسماح بعودة عشرات الآلاف من السكان الذين أجبروا على الفرار بسبب هذه النيران.
واستهدفت غارات إسرائيلية أمس مجددا ضاحية بيروت الجنوبية، معقل حزب الله.
وقال الجيش الإسرائيلي إن طائراته «ضربت أهدافا تابعة لمقر استخبارات حزب الله في بيروت، شملت عناصر إرهابيين ينتمون إلى الوحدة، ووسائل جمع معلومات استخباراتية، ومراكز قيادة وبنى تحتية إرهابية».
كما أعلن الجيش الإسرائيلي أمس مقتل 15 عنصرا من حزب الله في غارة جوية على «مبنى بلدية بنت جبيل» في الجنوب كانت مخزنة فيها «كميات كبيرة من الأسلحة».
ودعا الجيش سكان أكثر من عشرين قرية ومدينة النبطية في جنوب لبنان إلى إخلائها تمهيدا لقصفها.
في المقابل، أعلن حزب الله أنه صدّ توغلات إسرائيلية قرب الحدود، في عميات شملت تفجير عبوات ناسفة. وقال أيضا إنه أطلق صواريخ على مدينة طبريا في شمال إسرائيل واستهدف قواعد وتجمعات عسكرية حدودية.
وكانت غارة إسرائيلية استهدفت فجرا بيروت للمرة الثانية منذ بدء التصعيد، وأصابت «مركزا للهيئة الصحية الإسلامية» التابعة لحزب الله في الباشورة، وهو حي مكتظ بالسكان ذو أغلبية شيعية، بحسب الهيئة التي نعت سبعة من عناصرها.
وأشار صحفي في وكالة فرانس برس إلى أن الطابق الثاني من المبنى دمر وتناثر الحطام في الشارع.
وقال حسن عمار، وهو نازح من جنوب لبنان يبلغ 82 عاما ويقطن في المبنى الذي تعرض للغارة، «نحن مدنيون بكل معنى الكلمة. هل تجد أي مسلّح هنا في هذه المنطقة؟ نحن مدنيون آمنون في بيوتنا».
وبحسب الأرقام الرسمية، قُتل أكثر من 1928 شخصا في لبنان منذ أكتوبر 2023، بينهم أكثر من ألف منذ تفجيرات أجهزة اتصال تابعة لحزب الله في 17 و18 سبتمبر في عملية نسبت إلى إسرائيل، ثم بدء القصف الجوي المكثف في 23 سبتمبر على جنوب لبنان وشرقه وكذلك ضاحية بيروت الجنوبية.
من بين القتلى نحو 97 عامل إسعاف وإنقاذ قتلوا بنيران إسرائيلية بينهم أربعون قضوا خلال الأيام الثلاثة الماضية، على ما أفاد وزير الصحة فراس الأبيض أمس.
وقدّرت الحكومة اللبنانية الأربعاء عدد النازحين هربا من العمليات العسكرية بحوالي 1?2 مليون يفترش عدد كبير منهم الشوارع في مناطق عدّة من بيروت.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك