تعتزم حكومة حزب العمال رفع رسوم الجامعات إلى 10500 جنيه إسترليني رغم تعهدها السابق بإلغائها بالكامل، وذلك في ظل مخاوف من أن النظام الحالي «غير مستدام». وبحسب صحيفة «التايمز» وضعت الحكومة خططًا لزيادة الرسوم، التي تم تجميدها مدة سبع سنوات، بنسبة 13.5% على مدى السنوات الخمس المقبلة. وتأتي المحادثات الحالية بشأن تمويل الجامعات في الوقت الذي وصف فيه مصدر في وايتهول نظام التعليم الحالي بأنه «غير مستدام»، وأكد المصدر أنه لن يتم اتخاذ أي قرار من دون موافقة وزيرة المالية راشيل ريفز. كما تم اقتراح إعادة المساعدة المالية التي كانت تُعطى للطلاب الفقراء، التي ألغتها الحكومة السابقة في عام 2016.
بدورها، ذكرت وزيرة التعليم بريدجيت فيليبسون أنها لا تريد رفع الرسوم لكنها أعربت عن قلقها من أن قيمة الرسوم قد تآكلت مع مرور الوقت، قائلة: «لم ترتفع الرسوم منذ فترة طويلة، النظام الذي لدينا حاليًا هو أسوأ ما يمكن». وأكدت أنها تأمل تحسين النظام بنهاية البرلمان. وبحسب صحيفة «الديلي ميل» من المتوقع أن تواجه حوالي 40% من الجامعات عجزا خلال العام الأكاديمي الأخير، بما في ذلك بعض جامعات مجموعة راسل؛ إذ أبلغت جامعة يورك عن عجز قدره 24 مليون جنيه إسترليني، بينما تتوقع جامعة كارديف عجزًا قدره 35 مليون جنيه إسترليني.
وفي مايو اعترفت وزيرة التعليم السابقة أن رفع الرسوم من المستوى الحالي البالغ 9250 جنيها إسترلينيا سنويًا كان «غير مقبول». ومع ذلك، لم تستبعد زيادة الرسوم في ذلك الوقت. كما أكد السير كير ستارمر أن تعهده السابق بإلغاء الرسوم الجامعية قد تم التخلي عنه. وكان هذا التعهد واحدًا من عشرة تعهدات خلال حملته لقيادة حزب العمل في عام 2020، وقد تم التخلي عن معظمها أو تخفيفها. وقال ستارمر إنه كان يعتقد في ذلك الوقت أن هذا الوعد ممكن، لكنه أضاف أن «الأضرار الكبيرة التي لحقت بالاقتصاد» جعلت الوفاء به مستحيلاً.
وأوضح: «لن نلتزم إلا بما نعلم أننا قادرون على الوفاء به». وأعرب عن رغبته في إصلاح نظام رسوم الجامعات ليكون «أكثر عدلاً»، لكنه لم يقدم تفاصيل حول كيفية ذلك.
كما كشف معهد الدراسات المالية في تقريره لشهر يونيو أن رسوم الجامعات يجب أن ترتفع مع التضخم، وينبغي زيادتها إلى 9450 جنيها إسترلينيا من الخريف المقبل. وذكر المعهد أن الرسوم يجب أن تصل إلى 10500 جنيه إسترليني بحلول نهاية هذا البرلمان.
وفي السياق، قال مدير المعهد بول جونسون: «من الواضح أنك لا تستطيع الحفاظ على رسوم الجامعات ثابتة إلى الأبد؛ لأن ذلك يعني تقليصًا مستمرًا في الموارد المتاحة للجامعات». وأضاف: «في مرحلة ما، ستجد نفسك أمام مزيج من انخفاض جودة التعليم وزيادة الاعتماد على الطلاب الدوليين، وسيكون هناك ثمن لذلك».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك