موسكو - (أ ف ب): أكد الكرملين أمس الأربعاء أن «إرغام» روسيا على السلام مع أوكرانيا سيكون «خطأ قاتلا»، رافضا التصريحات الصادرة عن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في الأمم المتحدة. أشار زيلينسكي الثلاثاء إلى أن «روسيا لن تقبل بالسلام إلا مرغمة»، وتعهّد عدم التفاوض على إنهاء النزاع بشروط موسكو. وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحفيين الأربعاء إن «موقفا كهذا هو خطأ قاتل، خطأ بنيوي. إنه مفهوم خاطئ بشكل بالغ ستكون له بالتأكيد تداعيات على نظام كييف».
وتابع أن «روسيا مع السلام، لكن شرط ضمان استقرارها وتحقيق أهداف العملية العسكرية الخاصة». وأضاف: «من دون تحقيق هذه الأهداف، سيكون الضغط على روسيا أمرا مستحيلا». وبعد عامين ونصف العام على بدء الغزو الروسي الشامل، يبدو الطرفان أبعد ما يمكن عن التوصل إلى اتفاق يضع حدا للحرب. أطلقت كييف هجوما مضادا في منطقة كورسك في غرب روسيا الشهر الماضي، في أول هجوم لجيش أجنبي على الأراضي الروسية منذ الحرب العالمية الثانية. وطالبت موسكو كييف بالتخلي عن مناطق تسيطر عليها حاليا في شرق وجنوب أوكرانيا كشرط للسلام.
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قال الثلاثاء إن موسكو لا يمكن أن تقبل بالسلام إلا مرغمة، متهما كلا من إيران وكوريا الشمالية بأنهما «متواطئتان» في الحرب التي تخوضها بلاده ضد روسيا. وفي كلمة ألقاها خلال جلسة خاصة لمجلس الأمن الدولي وحضرها ممثل لروسيا، وصف زيلينسكي موسكو بأنها غير صادقة في دعواتها للحوار. وقال إن «روسيا لن تقبل بالسلام إلا مرغمة، وهذا بالضبط ما نحن بحاجة إليه، إرغام روسيا على (القبول بـ) السلام».
وبينما تتركّز اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة على الشرق الأوسط، يسعى الرئيس الأوكراني الذي وصل إلى الولايات المتحدة الأحد، إلى إبقاء الضوء مسلّطا على الحرب التي تشهدها بلاده منذ عامين ونصف العام بسبب الغزو الروسي. ومن المتوقع أن يعرض اليوم الخميس على الرئيس الأمريكي جو بايدن ما يصفها بأنها «خطة النصر»، في حين يثير المرشح الجمهوري دونالد ترامب تساؤلات بشأن مواصلة الدعم الأمريكي لكييف في حال فوزه بالرئاسة.
ووجّه زيلينسكي أيضا انتقادات لإيران وكوريا الشمالية اللتين تتهمهما دول غربية داعمة لكييف، بتزويد روسيا بالأسلحة، وقد أفيد مؤخرا بأن طهران زوّدت روسيا بصواريخ قصيرة المدى. وقال الرئيس الأوكراني: «ليس لدى روسيا سبب مشروع -على الإطلاق- لجعل إيران وكوريا الشمالية متواطئتين بحكم الأمر الواقع في حربها الإجرامية في أوروبا، حيث تقتلنا أسلحتهما».
من جهته، قال السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا إنّ «الدول الغربية لم تتمكن من منع نفسها من تسميم الأجواء مجددا، من خلال محاولة لفت الانتباه إلى مسألة أوكرانيا المبتذلة». وخلال جلسة مجلس الأمن، دعا وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن المجتمع الدولي إلى التحرك للتنديد بدعم طهران وبيونج يانج العسكري لموسكو. وقال إنّ ذلك يسمح للرئيس الروسي فلاديمير بوتين بـ«ارتكاب المذبحة و(إلحاق) المعاناة والدمار برجال ونساء وأطفال أوكرانيين أبرياء».
من جهته، أكد نظيره الصيني وانغ يي أن بكين ليست «جزءا» في الصراع. وقال إنّ «الصين لم تسبّب الأزمة الأوكرانية ولا تشارك فيها. لقد وقفت الصين دائما إلى جانب السلام»، رافضا الاتهامات الأمريكية بتقديم دعم صيني لروسيا. وشدّد على أنّ «كلّ محاولة لتحميل الصين المسؤولية أو لمهاجمة الصين أو تشويه سمعتها، هي محاولة غير مسؤولة ولن تؤدي إلى أي نتيجة».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك