شنّت إسرائيل أمس ضربات جوية جديدة على لبنان بعد قصف واسع النطاق خلف أكثر من 550 قتيلا الاثنين، فيما أعلنت جماعة حزب الله انها هاجمت منشآت عسكرية في شمال إسرائيل، مما يؤجج مخاوف اندلاع صراع شامل بعدما شهد لبنان سقوط أكبر عدد من القتلى في يوم واحد منذ عقود.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه شن موجة جديدة من الضربات «واسعة النطاق» على أهداف لحزب الله أمس.
بالمقابل قالت الجماعة إنها شنت عدة هجمات على أهداف عسكرية إسرائيلية شملت مصنع متفجرات على بعد 60 كيلومترا داخل إسرائيل بوابل من صواريخ «فادي».
وأضافت أنها هاجمت مصنع متفجرات في حوالي الساعة الرابعة صباحا بالتوقيت المحلي (01:00 بتوقيت جرينتش) ومطار مجيدو العسكري قرب بلدة العفولة في شمال إسرائيل ثلاث مرات خلال ساعات الليل.
وذكرت السلطات اللبنانية أن الغارات الجوية الإسرائيلية على لبنان الاثنين أدت إلى مقتل 558 شخصا، منهم 50 طفلا و94 امرأة، وإصابة 1835 إلى جانب نزوح عشرات الآلاف.
واعلنت وزارة الصحة اللبنانية عن مقتل 6 أشخاص و15 جريحا في حصيلة أولية للغارة على الضاحية الجنوبية.
وأفادت وكالة الانباء اللبنانية أن الغارة نفذها الطيران الإسرائيلي على مبنى في منطقة الغبيري مؤلف من 5 طبقات مستهدفا شقتين في الطبقتين الرابعة والخامسة، عند أطراف الضاحية الجنوبية لبيروت.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه استهدف في الضربة قائد منظومة الصواريخ والقذائف في حزب الله، إبراهيم محمد القبيسي. وأكد مصدر مقرب من حزب الله مقتل القبيسي.
ويأتي ذلك غداة غارة اسرائيلية على الضاحية الجنوبية استهدفت، وفق ما قال مصدر مقرب من الحزب، قائد جبهة جنوب لبنان في الحزب علي كركي. لكن الحزب قال في بيان لاحقا إن كركي «بخير» وانتقل إلى «مكان آمن».
وأمس، ضاقت الطريق المؤدية الى العاصمة اللبنانية بطوابير طويلة من السيارات. وفي صيدا، شوهدت طوابير للمواطنين أمام محطات الوقود والأفران.
وقالت اللبنانية ثريا حرب (41 عاما) التي نزحت الى منطقة مجاورة لبيروت بعدما غادرت قريتها تول في الجنوب لفرانس برس «كان يوما من الرعب».
وأضافت هذه المرأة المحجبة «لم أكن اريد المغادرة، لكن الاولاد كانوا خائفين فغادرنا بالثياب التي علينا».
وروى مسؤول عن مركز صحي في السكسكية قرب صيدا مشاهد مرعبة.
وتحدث الطبيب موسى يوسف عن «عدد كبير من القتلى: اطفال ونساء واشخاص خسروا اطرافهم او تحطمت رؤوسهم»، مؤكدا ان «تسعين في المئة من الجرحى الذين نقلوا الى المركز كانوا اطفالا».
وقال ماثيو سولتمارش المتحدث باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين «لدينا عشرات الآلاف (من النازحين في لبنان)، لكننا نتوقع أن هذه الأرقام ستبدأ في التزايد». وأضاف «الوضع مقلق للغاية». الى ذلك قالت روسيا إن الضربات الإسرائيلية على لبنان قد تزعزع الاستقرار تماما في الشرق الأوسط.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك