«جهاز المساحة» لـ«أخبار الخليج»: توطين عمليات الرصد والتحليل في المراحل القادمة
النظام يكشف أماكن تجمع المياه في موسم الأمطار.. و90% دقة رصد المخالفات
كتبت: ياسمين العقيدات
تصوير - رضا جميل
أكد مستشار المسح الطبوغرافي في جهاز المساحة والتسجيل العقاري المهندس مبارك بوحجي أن نظام الكشف عن التغييرات ومخالفات البناء باستخدام الذكاء الاصطناعي يشمل العديد من الجوانب منها التوسعات في البناء العمودي والأفقي بالإضافة إلى التغييرات في أماكن المياه كتجمعات المياه في موسم الأمطار والتغييرات في الرقعة الخضراء، بالإضافة الى الكشف عن المباني الجديدة أو التي تعرضت للهدم، ويمكن للنظام أيضاً تحديد الشوارع والطرق التي تم إنشاؤها حديثاً.
وأضاف بوحجي في حوار مع «أخبار الخليج» أن مملكة البحرين تُعتبر أول دولة خليجية تطبق نظام الكشف عن التغييرات ومخالفات البناء باستخدام الذكاء الاصطناعي بهذه الدقة، كما أن جهاز المساحة والتسجيل العقاري يعمل على التنسيق مع الشركات المزودة للخدمات لتوفير الصور الفضائية وبيانات الذكاء الاصطناعي من خلال نظام إدارة جودة بحسب المعايير العالمية وأفضل الممارسات، مؤكدًا توفير هذه المخرجات لجميع أصحاب المصلحة عبر منصة إلكترونية مشتركة بين الجهتين وحال توافر هذه المعلومات يأتي دور فريق وزارة شؤون البلديات والزراعة في التفتيش.
وبين بوحجي أنه بعد التطوير المستمر وتغذية خوارزميات الذكاء الاصطناعي بالمعلومات، أصبحت نسبة الدقة في التقارير تتجاوز (90%)، حيث يتحصل جهاز المساحة على الصور الفضائية من فئة الأقمار الصناعية العالية الجودة التي تتكون من 21 قمراً صناعياً قادرة على رصد أي منطقة على سطح الأرض 10 مرات يومياً بدقة أفضل من 50 سم.
وفيما يلي نص الحوار:
-ما هو مشروع الكشف عن التغييرات؟
إنّ نظام الكشف عن التغييرات ومخالفات البناء باستخدام الذكاء الاصطناعي» هو مشروع يربط بين تطبيقات البيانات الجيومكانية وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، وذلك من خلال رصد صور فضائية لمملكة البحرين عبر الأقمار الصناعية كل أسبوعين.
وبعد معالجة هذه الصور لضمان جودتها يتم استخدام خوارزميات الذكاء الاصطناعي لتحديد مواقع وأنواع التغييرات على هذه الصور، حيث يتم الاستفادة من هذه البيانات في عمليات التفتيش من قبل وزارة شؤون البلديات والزراعة.
- ما أنواع التغييرات التي يتم رصدها؟
تشمل التغييرات، التوسعات في البناء العمودي والأفقي بالإضافة إلى التغييرات في أماكن المياه كتجمعات المياه في موسم الأمطار وتشمل أيضاً التغييرات في الرقعة الخضراء.
كما يمكن للنظام الكشف عن المباني الجديدة أو التي تعرضت للهدم، ويمكن للنظام أيضاً تحديد الشوارع والطرق التي تم إنشاؤها حديثاً.
- ما أبرز التحديات التي تم مواجهتها؟
عند تنفيذ أي مشروع لا بدّ من بعض التحديات، إلا أننا تمكنا من تجاوزها من خلال العمل بروح الفريق الواحد، وذلك من أجل ضمان الوصول الى الأهداف المنشودة من إطلاق النظام، من خلال التعاون مع الشركات التخصصية لتوفير الصور الفضائية بالدقة والاحتياجات المطلوبة، فضلاً عن إعادة تدريب خوارزميات الذكاء الاصطناعي ورفع دقتها بشكل ملحوظ، وتطوير المنصة الخاصة بالتفتيش مع توفير خوادم سحابية لتمكين المفتشين من استخدام جميع مخرجات المشروع بشكل سلس، وذلك بالتنسيق مع وزارة شؤون البلديات والزراعة.
هذه الاحتياجات وغيرها كان يجب تحديدها وبيان جدواها الاقتصادية منذ بداية المشروع وبالتعاون مع مزود الخدمة، حيث تضمن هذه المتطلبات تسلم صور فضائية قابلة لأفضل استفادة من قبل برمجيات الذكاء الاصطناعي وإلا فإن دقة رصد التغييرات سوف تتأثر سلبا.
هذا وحرصنا على عقد سلسلة من ورشات العمل التدريبية لجميع المستخدمين لتحقيق الاستفادة القصوى من البيانات المتسلمة في المشروع.
-كيف يتم التنسيق بين وزارة شؤون البلديات والزراعة وجهاز المساحة والتسجيل العقاري في نظام الكشف عن التغييرات ومخالفات البناء باستخدام الذكاء الاصطناعي؟
نعمل جميعاً بروح الفريق الواحد من خلال فريق عمل مشترك لإدارة المشروع وفق آلية سير عمل واضحة تحدد أدوار ومسؤوليات الأعضاء على المستويين التنفيذي والفني، إذ يعمل جهاز المساحة والتسجيل العقاري على التنسيق مع الشركات المزودة للخدمات لتوفير الصور الفضائية وبيانات الذكاء الاصطناعي من خلال نظام إدارة جودة حسب المعايير العالمية وأفضل الممارسات، ومن ثم يتم توفير هذه المخرجات لجميع أصحاب المصلحة عبر منصة إلكترونية مشتركة بين الجهتين. وحال توافر هذه المعلومات يأتي دور فريق وزارة شؤون البلديات والزراعة في التفتيش.
وفي هذا الصدد نرى أن هذا المشروع سيكون نقطة تحول لجميع أصحاب المصلحة لما يوفره من بيانات محدثة وعالية الدقة ومتعددة الاستخدامات. فعلى سبيل المثال يسهم النظام في زيادة فعالية عمليات وزارة الصناعة والتجارة في إدارة المناطق الصناعية مما يسهل التخطيط ومراقبة المنشآت الصناعية وفي الجانب الاخر يساهم النظام ايضا في المتابعة المستمرة لسير عمل المشاريع الاسكانية، اما فيما يخص وزارة المالية والاقتصاد الوطني أسهم النظام في تتبع التغييرات على الأملاك الحكومية.
ونرى أن المشروع يمثل انطلاقة مميزة لمرحلة نسعى فيها لتعزيز استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي كجزء مهم في خطة التحول الرقمي الشامل مما يسهم في زيادة كفاءة الأداء ومهارات الكوادر الوطنية بما يؤدي بدوره إلى تطوير الخدمات والمنتجات.
-بعد إطلاق نظام الكشف الجديد متى سيتم العمل به في الكشف عن التغييرات ومخالفات البناء؟
يتم حالياً العمل على استخدام النظام بشكل أساسي في عمليات التفتيش من قبل وزارة شؤون البلديات والزراعة، كما تجدر الإشارة إلى أن النظام تم تطبيقه بشكل تجريبي قبل إطلاقه لضمان جودته وملاءمته لتطلعات جميع أصحاب المصلحة.
-هل تم تجهيز غرفة خاصة لعملية الرصد من الأقمار الصناعية لمملكة البحرين، وما الأجهزة التي سيتم الرصد فيها، وهل تم فتح وحدة جديدة لعملية الرصد عبر الأقمار الصناعية؟
تتم عملية رصد الصور الفضائية من الأقمار الصناعية عبر التعاقد مع شركة Planet Labs الرائدة في مجال التصوير الفضائي والاستشعار عن بُعد، حيث تم تأسيس شركة Planet في عام 2010 وتمتلك حالياً 200 قمر صناعي.
وتنبغي الإشارة الى أن جهاز المساحة والتسجيل العقاري يتحصل على الصور الفضائية من فئة الأقمار الصناعية عالية الجودة التي تتكون من 21 قمراً صناعياً قادرة على رصد أي منطقة على سطح الأرض 10 مرات يومياً بدقة أفضل من 50 سم.
كما تتم عمليات رصد التغييرات بشكل آلي من خلال برمجيات الذكاء الاصطناعي والتحليل المكاني، والتي قامت بتطويرها شركة Aetosky. وفي ذات الوقت يحرص الجهاز على إعداد الخطط مع جميع أصحاب المصلحة لتوطين عمليات الرصد والتحليل في المراحل القادمة من المشروع.
-هل هناك تعاون مع شركات دولية متخصصة بالذكاء الاصطناعي لمتابعة النظام؟
نعم، يوجد تعاون مع شركة Aetosky الرائدة في تطبيقات الذكاء الاصطناعي والحلول الجيومكانية، حيث تمتلك الشركة خبرة تزيد على 10 سنوات في هذا المجال ويمتد عملها في خوارزميات الذكاء الاصطناعي إلى قطاعات البنية التحتية، والزراعة، والتأمين، وموارد المياه، والبيئة، والرعاية الصحية، والاتصالات.
وتعمل Aetosky على تزويد جهاز المساحة والتسجيل العقاري ببيانات الذكاء الاصطناعي بالاعتماد على خوارزميات التعلم العميق المدعومة ببيانات الجهاز من بيانات عقارية وطبوغرافية.
-كم نسبة نجاح رصد النظام الجديدة لجميع المخالفات من دون وقوع أخطاء؟
تم البدء في تطبيق النظام بدقة رصد (70%) وبعد التطوير المستمر وتغذية خوارزميات الذكاء الاصطناعي بالمعلومات بعد المراجعة ارتفعت الدقة إلى (90%).
ونظراً الى كون النظام تجربة نوعية، فقد كانت هناك – كما ذكرت – تحديات وتجارب عديدة وكان الهدف من البدء والتطبيق بشكل تدريجي هو تدريب النظام على نوعية التغييرات المستهدفة مما يسهم في زيادة دقة الرصد.
- هل اكتشاف المخالفات مبكرًا سيحول دون زيادتها؟
نهدف من خلال هذا المشروع إلى تعزيز الثقافة المجتمعية المتميزة في المجتمع البحريني الذي يحرص على الالتزام بالقوانين والأنظمة بما يكفل حق جميع الأفراد، وعلى إثر ذلك نسعى إلى أن تكون زيادة الوعي ضامناً أكبر للحد من المخالفات.
- هل سيكون هناك دور للمكاتب الهندسية في هذا الجانب؟
إطلاق النظام سيسهم في تعزيز الثقة في الاستثمار العقاري ويدعم جهود التنمية المستدامة وتحسين مستويات التخطيط والتطوير العمراني وسيحد من التجاوزات والمخالفات البنائية، وسيسهم النظام أيضاً في تحسين أداء المكاتب الهندسية من خلال زيادة الدقة والشفافية.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك