الرياض - (أ ف ب): يرى محللون أن إعلان ولي العهد السعودي أن بلاده لن تطبّع علاقاتها مع إسرائيل قبل قيام دولة فلسطينية يهدف إلى الضغط من أجل وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة المستمر منذ قرابة عام ومنع توسعه إلى حرب إقليمية أوسع.
وجاءت تصريحات الأمير محمد بن سلمان مع تصاعد التوترات الإقليمية عقب تفجير أجهزة اتصال يستخدمها حزب الله في لبنان في هجوم نُسب إلى إسرائيل وهجوم بصاروخ بالستي أطلقه الحوثيون في اليمن وسقط في وسط إسرائيل الأحد.
وفي سبتمبر الماضي، كانت السعودية وإسرائيل على «عتبة» تطبيع علاقتهما برعاية أمريكية.
لكن اندلاع العدوان على القطاع الفلسطيني في أكتوبر الماضي دفع السعودية إلى تعليق المفاوضات، فيما انتقدت العمليات العسكرية مرارا وطالبت بوقف الحرب.
وقالت رابحة سيف علام الخبيرة في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية في القاهرة إنّ «حرب غزة وسلوك الحكومة الإسرائيلية نسفا الترتيبات المعدّة للتقارب السعودي الإسرائيلي».
وتابعت لوكالة فرانس برس أنّ «قسوة الحرب الحالية وما تحمله من فظائع بحق الفلسطينيين قتلت فرص تصور التطبيع وتقبل الرأي العام في السعودية له».
وأكد ولي العهد الأربعاء في كلمته لدى افتتاحه جلسات مجلس الشورى في الرياض أن بلاده لن تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل قبل «قيام دولة فلسطينية»، معربا عن إدانة المملكة لـ«جرائم» إسرائيل.
ورأت المحللة في مجموعة الأزمات الدولية آنا جايكوبس أن «محمد بن سلمان يقول هذا الآن لأن حرب إسرائيل على غزة مستمرة منذ عام تقريبا ولا تظهر أي علامات على التوقف».
وأضافت: «تجاوزت إسرائيل كل الخطوط الحمراء وتحاول بدء حرب متعددة الجبهات، ما سيؤدي إلى زعزعة استقرار الشرق الأوسط بشكل أكبر».
وتنكبّ السعودية، صاحبة أكبر اقتصاد في العالم العربي، منذ 2016 على مشروع إصلاح اقتصادي واجتماعي يهدف إلى تحويلها مركزا عالميا للسياحة والأعمال والرياضة.
ورأت سيف علام أنّ «الخوف من توسع الحرب يضرب خطط السعودية التنموية لتكون بلدا جاذبا للاستثمار في المنطقة».
وفشلت مفاوضات استمرت أشهرا في الكواليس بوساطة من قطر ومصر والولايات المتحدة في التوصل إلى وقف القتال بين فصائل المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، باستثناء هدنة لمدة أسبوع في أواخر نوفمبر.
ورأت جايكوبس أنّ السعودية تريد «زيادة الضغوط» من أجل التوصل إلى هدنة الآن.
وأضافت أنّ الأمير محمد يسعى إلى «محاولة زيادة الضغط على إسرائيل والولايات المتحدة لتحقيق وقف إطلاق النار في غز،ة ولكن أيضا لمنع حرب إقليمية أوسع نطاقا من شأنها أن تضع الولايات المتحدة وإسرائيل على جانب وإيران ومحور المقاومة على الجانب الآخر».
وأكدّت أنّ «هذا سيناريو مروّع للرياض وجميع دول الخليج التي قد تقع في وسط النيران».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك