العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

عربية ودولية

عامان على وفاة مهسا أميني.. إيرانيون بين تحول لم يثمر وأمل لم يندثر

الاثنين ١٦ سبتمبر ٢٠٢٤ - 02:00

باريس‭ - (‬أ‭ ‬ف‭ ‬ب‭): ‬بين‭ ‬مضايقات‭ ‬لعائلات‭ ‬الضحايا‭ ‬وغياب‭ ‬محاسبة‭ ‬المسؤولين‭ ‬وتزايد‭ ‬عمليات‭ ‬الإعدام،‭ ‬يجد‭ ‬مناهضو‭ ‬السلطات‭ ‬في‭ ‬إيران‭ ‬أنفسهم‭ ‬أمام‭ ‬واقع‭ ‬قاتم‭ ‬بعد‭ ‬عامين‭ ‬على‭ ‬اندلاع‭ ‬الاحتجاجات‭ ‬التي‭ ‬أعقبت‭ ‬وفاة‭ ‬مهسا‭ ‬أميني،‭ ‬وكانوا‭ ‬يأملون‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬تشكّل‭ ‬نقطة‭ ‬تحوّل‭ ‬بعد‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬أربعة‭ ‬عقود‭ ‬على‭ ‬قيام‭ ‬النظام‭ ‬الإيراني‭. ‬

في‭ ‬16‭ ‬سبتمبر‭ ‬2022،‭ ‬توفيت‭ ‬الشابة‭ ‬الكردية‭ ‬الإيرانية‭ ‬عن‭ ‬22‭ ‬عاما‭ ‬بعد‭ ‬أيام‭ ‬من‭ ‬توقيفها‭ ‬لدى‭ ‬شرطة‭ ‬الأخلاق‭ ‬في‭ ‬طهران‭. ‬وشكّلت‭ ‬وفاة‭ ‬أميني‭ ‬شرارة‭ ‬احتجاجات‭ ‬كانت‭ ‬من‭ ‬الأكبر‭ ‬منذ‭ ‬انتصار‭ ‬ثورة‭ ‬عام‭ ‬1979‭.‬

وعلى‭ ‬رغم‭ ‬تراجعها‭ ‬الملحوظ‭ ‬بعد‭ ‬أشهر‭ ‬على‭ ‬اندلاعها،‭ ‬يتمسّك‭ ‬الناشطون‭ ‬والمعارضون‭ ‬في‭ ‬الخارج‭ ‬بفكرة‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬التحركات‭ ‬تركت‭ ‬بصمة‭ ‬دامغة‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬الإيراني‭.‬

وكانت‭ ‬النساء‭ ‬محور‭ ‬الاحتجاجات،‭ ‬وانتفضن‭ ‬خلالها‭ ‬بوجه‭ ‬إحدى‭ ‬الركائز‭ ‬الأساسية‭ ‬التي‭ ‬يقوم‭ ‬عليها‭ ‬النظام‭ ‬الإسلامي،‭ ‬وهي‭ ‬إلزامية‭ ‬الحجاب‭.‬

ورأى‭ ‬محللون‭ ‬أن‭ ‬الاحتجاجات‭ ‬كانت‭ ‬من‭ ‬أكبر‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬واجهتها‭ ‬النظام‭ ‬الإيراني‭ ‬منذ‭ ‬نشأته‭. ‬

واستخدمت‭ ‬قوات‭ ‬الأمن‭ ‬الإيرانية‭ ‬الأسلحة‭ ‬النارية‭ ‬لمواجهة‭ ‬المحتجين‭. ‬

وتقول‭ ‬منظمات‭ ‬حقوقية‭ ‬إن‭ ‬551‭ ‬شخصا‭ ‬قتلوا‭ ‬خلال‭ ‬الاحتجاجات،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬تؤكد‭ ‬السلطات‭ ‬أن‭ ‬عشرات‭ ‬من‭ ‬عناصر‭ ‬قوات‭ ‬الأمن‭ ‬لقوا‭ ‬حتفهم‭ ‬كذلك‭. ‬وتمّ‭ ‬توقيف‭ ‬آلاف‭ ‬الأشخاص،‭ ‬بحسب‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭. ‬

بعد‭ ‬مرور‭ ‬عامين،‭ ‬تؤكد‭ ‬منظمات‭ ‬حقوقية‭ ‬أن‭ ‬السلطات‭ ‬تواصل‭ ‬قمع‭ ‬أي‭ ‬تحرك‭. ‬

وأعلن‭ ‬القضاء‭ ‬الإيراني‭ ‬في‭ ‬أغسطس‭ ‬تنفيذ‭ ‬حكم‭ ‬الإعدام‭ ‬بحق‭ ‬غلام‭ ‬رضا‭ ‬رسائي‭ ‬بعد‭ ‬إدانته‭ ‬بقتل‭ ‬ضابط‭ ‬في‭ ‬الحرس‭ ‬الثوري‭ ‬طعنا‭ ‬خلال‭ ‬الاحتجاجات‭. ‬وارتفع‭ ‬بذلك‭ ‬إلى‭ ‬عشرة‭ ‬عدد‭ ‬الذين‭ ‬تمّ‭ ‬إعدامهم‭ ‬بتهم‭ ‬متصلة‭ ‬بالاحتجاجات‭. ‬

وبحسب‭ ‬منظمة‭ ‬‮«‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬إيران‮»‬‭ ‬ومقرها‭ ‬النرويج،‭ ‬نفّذت‭ ‬السلطات‭ ‬402‭ ‬حكم‭ ‬بالإعدام‭ ‬خلال‭ ‬الأشهر‭ ‬الثمانية‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬الحالي،‭ ‬منها‭ ‬100‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬في‭ ‬أغسطس‭.‬

وقالت‭ ‬نائبة‭ ‬مدير‭ ‬منظمة‭ ‬العفو‭ ‬للشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وشمال‭ ‬إفريقيا‭ ‬ديانا‭ ‬الطحاوي‭ ‬إن‭ ‬‮«‬عددا‭ ‬لا‭ ‬يحصى‭ ‬من‭ ‬الأشخاص‭ ‬في‭ ‬إيران‭ ‬ما‭ ‬زالوا‭ ‬يعانون‭ ‬من‭ ‬عواقب‭ ‬القمع‭ ‬الوحشي‭ ‬الذي‭ ‬مارسته‭ ‬السلطات‮»‬‭.‬

وبحسب‭ ‬منظمة‭ ‬‮«‬هيومن‭ ‬رايتس‭ ‬ووتش‮»‬،‭ ‬تعرّض‭ ‬أفراد‭ ‬عائلات‭ ‬عشرات‭ ‬من‭ ‬الذين‭ ‬قتلوا‭ ‬أو‭ ‬أعدموا‭ ‬أو‭ ‬سجنوا‭ ‬على‭ ‬هامش‭ ‬الاحتجاجات،‭ ‬للتهديد‭ ‬أو‭ ‬المضايقة‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬التوقيف‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬اتهامات‭ ‬باطلة‭.‬

ورأت‭ ‬مجموعات‭ ‬حقوقية‭ ‬أن‭ ‬إعدام‭ ‬رسائي‭ ‬في‭ ‬أغسطس‭ ‬بعد‭ ‬أيام‭ ‬من‭ ‬تولي‭ ‬الإصلاحي‭ ‬مسعود‭ ‬بزشكيان‭ ‬منصب‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية،‭ ‬يؤشّر‭ ‬الى‭ ‬أن‭ ‬السلطات‭ ‬لا‭ ‬تعتزم‭ ‬تغيير‭ ‬نهجها‭ ‬المتعلّق‭ ‬بتطبيق‭ ‬عقوبة‭ ‬الإعدام‭. ‬

ويرى‭ ‬محلّلون‭ ‬أنه‭ ‬على‭ ‬رغم‭ ‬تمكّن‭ ‬السلطات‭ ‬بقيادة‭ ‬المرشد‭ ‬الإيراني‭ ‬علي‭ ‬خامنئي‭ ‬من‭ ‬تجاوز‭ ‬التهديد‭ ‬الذي‭ ‬مثّلته‭ ‬قضية‭ ‬مهسا‭ ‬أميني،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الاحتجاجات‭ ‬أدت‭ ‬لتغيير‭ ‬جذري‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬الإيراني‭. ‬وبدا‭ ‬التغيير‭ ‬جليا‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬أنحاء‭ ‬طهران‭ ‬والمدن‭ ‬الكبرى،‭ ‬وهو‭ ‬تخلّي‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬النساء‭ ‬عن‭ ‬الحجاب‭ ‬أو‭ ‬تغطية‭ ‬شعرهن‭ ‬في‭ ‬الأماكن‭ ‬العامة،‭ ‬رغم‭ ‬تشديد‭ ‬السلطات‭ ‬القيود‭ ‬لضبط‭ ‬الالتزام‭ ‬بوضع‭ ‬الحجاب،‭ ‬مثل‭ ‬استخدام‭ ‬كاميرات‭ ‬مراقبة‭ ‬في‭ ‬الشوارع‭. ‬

من‭ ‬جهة‭ ‬أخرى،‭ ‬كشفت‭ ‬الاحتجاجات‭ ‬اختلافات‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬صفوف‭ ‬المعارضة‭ ‬في‭ ‬المنفى،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬غياب‭ ‬مجموعة‭ ‬موحدة‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬استثمار‭ ‬هذه‭ ‬التحركات‭ ‬سياسيا‭ ‬في‭ ‬الداخل‭ ‬أو‭ ‬الخارج‭. ‬وباءت‭ ‬بالفشل‭ ‬كل‭ ‬المحاولات‭ ‬لإيجاد‭ ‬صيغة‭ ‬قابلة‭ ‬للحياة‭ ‬بين‭ ‬مجموعات‭ ‬متباعدة‭ ‬من‭ ‬الملكيين‭ ‬والقوميين‭ ‬والليبراليين‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا