بدأت إيران الاعتماد بشكل متزايد على المجرمين بدلا من العملاء السريين لتنفيذ مؤامراتها ضد المعارضين في الخارج في تطور تكتيكي مقلق من قبل دولة يعتبرها مسؤولو الأمن الأمريكيون والغربيون واحدة من أكثر ممارسي «القمع العابر للحدود» تصميما وخطورة في العالم.
وتنقل صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية أن إيران قامت بتنمية واستغلال الروابط مع الشبكات الإجرامية التي تقف وراء موجة حديثة من المؤامرات العنيفة التي دبرتها سرا وحدات النخبة في الحرس الثوري الإيراني ووزارة الاستخبارات الإيرانية.
ويستند تقرير الصحيفة إلى مقابلات مع مسؤولين كبار في أكثر من عشر دول، ومئات الصفحات من سجلات المحاكم الجنائية في الولايات المتحدة وأوروبا، فضلا عن وثائق تحقيق إضافية حصلت عليها «واشنطن بوست» من الأجهزة الأمنية.
ويشير التقرير إلى حالة الصحفي الإيراني يورا زراعتي الذي تعرض للطعن أربع مرات وترك ينزف على الرصيف خارج منزله في ضاحية ويمبلدون في لندن من قبل مهاجمين ليسوا من إيران وليس لديهم صلة واضحة بأجهزتها الأمنية، وفقا للمحققين البريطانيين.
وحصل الصحفي على حماية شرطة العاصمة البريطانية ونقل عدة مرات إلى المنازل الآمنة، لكن هذه الإجراءات لم تنجح في حمايته من المؤامرة التي يشتبه في أن إيران دبرتها هذا العام.
وفي السنوات الأخيرة استعانت إيران بمصادر خارجية لعمليات مميتة وعمليات اختطاف لعصابات راكبي الدراجات النارية «ملائكة الجحيم»، وهي شبكة سيئة السمعة لتوزيع الهيروين يقودها مهرب مخدرات إيراني وجماعات إجرامية عنيفة من الدول الاسكندنافية إلى أمريكا الجنوبية.
وكلفت إيران هؤلاء القتلة بمؤامرات ضد ضابط عسكري إيراني سابق يعيش تحت هوية مستعارة في ولاية ماريلاند، وصحفي أمريكي إيراني منفي في بروكلين، وناشطة في مجال حقوق المرأة في سويسرا، ونشطاء مجتمع الميم في ألمانيا وما لا يقل عن خمسة صحفيين في قناة إيران الدولية، بالإضافة إلى المنشقين ومنتقدي النظام.
وقال المسؤولون إن تحول إيران إلى مجرمين يعود إلى التدقيق المكثف الذي يواجهه عملاء إيران من الحكومات الغربية.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك