كشفت مراجعة حكومية أن نظام الأمان المتطور، الذي يعتمد على ماسحات الأشعة السينية المستخدمة في المطارات، لم يكن فعالاً في منع تهريب المخدرات إلى السجون؛ بسبب نقص حاد في عدد الموظفين.
وبحسب ما ذكرته صحيفة التليغراف Telegraph أُضِيفَت ماسحات الأشعة السينية، التي تكلف كل منها 80 ألف جنيه إسترليني، ضمن برنامج استثماري أمني بقيمة 100 مليون جنيه إسترليني أطلقته وزارة العدل قبل خمس سنوات.
وكان الهدف من هذا البرنامج هو مكافحة زيادة تعاطي المخدرات، والفساد، والعنف داخل السجون. وتعمل هذه الماسحات على مسح الجسم البشري لاكتشاف المواد المهربة المخفية.
ومع ذلك، أظهر تقرير وزارة العدل أن هذه الأجهزة لم تُستخدم بشكل منتظم في جميع السجون، ما سمح بدخول المواد المحظورة. وأشار التقرير إلى أن نقص الموظفين كان السبب الرئيسي في ذلك، إذ حُوِّل الضباط المدربون على استخدام الماسحات إلى مهام أخرى داخل السجون لسد الثغرات في عدد العاملين. وهذا النقص زاد من الأعباء على المحققين، الذين يواجهون ارتفاعًا في عدد الضباط المتورطين مع العصابات الإجرامية. وأشار التقرير إلى أن العصابات الإجرامية أصبحت تستخدم الطائرات بدون طيار وطرقا أخرى لتهريب المخدرات، والهواتف المحمولة، والأسلحة إلى داخل السجون.
وحذر التقرير من أن ارتفاع معدلات تبديل الموظفين وزيادة أعداد السجناء سيستمر في التأثير على فعالية برنامج الاستثمار الأمني ما لم تُتخذ إجراءات حاسمة.
ورغم بعض النجاحات، مثل تخصيص تمويل لمحققين في قضايا الفساد، فإن التحدي الأكبر هو أن الموارد المتاحة قد تكون غير كافية لمواجهة تزايد قضايا الفساد الكبيرة والصغيرة.
ويأتي هذا التقرير قبيل صدور التقرير السنوي لرئيس مفتشي السجون تشارلي تايلور، الذي من المتوقع أن يشير إلى أن تعاطي المخدرات أصبح خارج السيطرة في بعض السجون؛ فقد أظهرت الفحوصات العشوائية أن ما يصل إلى نصف السجناء يتعاطون المخدرات. وأوضح تايلور أن العصابات الإجرامية تستخدم الطائرات بدون طيار لإسقاط شحنات كبيرة من المخدرات، مثل القنب، داخل السجون، ما يحقق لها أرباحًا ضخمة بفضل الأسعار المرتفعة داخل هذه المنشآت.
وفي مثال على كيفية تهريب المواد المحظورة إلى السجون قام نزلاء في أحد السجون بنزع عنصر التسخين من غلاية ماء وحرق فتحة في نوافذ خلاياهم المصنوعة من البلكسي، ما سمح للطائرات بدون طيار بإدخال المخدرات والهواتف المحمولة.
وفي سجن آخر هو HMP Oakwood في وولفرهامبتون، غلفت العصابات شحنات المخدرات بالعشب، وأسقطتها بالطائرات بدون طيار في ملاعب السجن، إذ تمكن السجناء من استعادتها بعيدًا عن أعين الضباط.
وقال تشارلي تايلور رئيس مفتشي السجون: «ما نراه هو أن خدمة السجون تواجه جريمة منظمة معقدة، حيث تحقق العصابات أرباحًا ضخمة. وحتى إذا فقدوا بعض الشحنات بسبب اكتشافها، لا يزال هناك الكثير من المال الذي يمكنهم جنيُه». وأضاف أن الطائرات بدون طيار الكبيرة تُستخدم بشكل متزايد لإدخال شحنات ثقيلة إلى السجون.
من جانبها، علقت وزارة العدل قائلة: «وجود المخدرات، والأسلحة، والهواتف المحمولة داخل السجون هو دليل آخر على الأزمة التي تواجهها سجوننا. كما أظهر التقرير، عندما تُستخدم أجهزة مثل ماسحات الأشعة السينية بشكل صحيح ومنتظم تكون فعالة في منع دخول المواد المحظورة التي تؤجج العنف. ولكن نقص الموظفين خلال السنوات الأخيرة أدى إلى عدم تشغيلها بفعالية».
وأكد المتحدث أن الحكومة ملتزمة بالسيطرة على هذه الأزمة وتوفير الموارد اللازمة لضمان أن السجون آمنة وتسهم في إعادة تأهيل النزلاء بدلاً من جعلهم أكثر خطورة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك