العدد : ١٦٩٧٨ - الاثنين ١٦ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٣ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٧٨ - الاثنين ١٦ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٣ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

عربية ودولية

خبراء الأمم المتحدة يدعون إلى نشر قوة «محايدة» لحماية المدنيين في السودان

السبت ٠٧ سبتمبر ٢٠٢٤ - 02:00

جنيف‭ -(‬أ‭ ‬ف‭ ‬ب‭): ‬دعا‭ ‬خبراء‭ ‬من‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬أمس‭ ‬الجمعة‭ ‬إلى‭ ‬نشر‭ ‬قوة‭ ‬‮«‬مستقلة‭ ‬ومحايدة‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬تأخير‮»‬‭ ‬في‭ ‬السودان،‭ ‬بهدف‭ ‬حماية‭ ‬المدنيين‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬الفظائع‭ ‬التي‭ ‬يرتكبها‭ ‬الطرفان‭ ‬المتحاربان‭. ‬وخلُص‭ ‬الخبراء‭ ‬المكلّفون‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬مجلس‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬تقرير،‭ ‬إلى‭ ‬أنّ‭ ‬المتحاربين‭ ‬‮«‬ارتكبوا‭ ‬سلسلة‭ ‬مروّعة‭ ‬من‭ ‬انتهاكات‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬وجرائم‭ ‬دولية،‭ ‬يمكن‭ ‬وصف‭ ‬الكثير‭ ‬منها‭ ‬بأنّها‭ ‬جرائم‭ ‬حرب‭ ‬وجرائم‭ ‬ضد‭ ‬الإنسانية‮»‬‭. ‬

وقال‭ ‬محمد‭ ‬شاندي‭ ‬عثمان‭ ‬رئيس‭ ‬بعثة‭ ‬تقصّي‭ ‬الحقائق‭ ‬بشأن‭ ‬السودان،‭ ‬إنّ‭ ‬‮«‬خطورة‭ ‬هذه‭ ‬النتائج‭ ‬تؤكد‭ ‬الحاجة‭ ‬الملحّة‭ ‬إلى‭ ‬اتخاذ‭ ‬إجراءات‭ ‬فورية‭ ‬لحماية‭ ‬المدنيين‮»‬‭. ‬وكان‭ ‬مجلس‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬أنشأ‭ ‬هذه‭ ‬البعثة‭ ‬نهاية‭ ‬العام‭ ‬الماضي‭ ‬بهدف‭ ‬توثيق‭ ‬انتهاكات‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬المرتكبة‭ ‬في‭ ‬البلاد‭ ‬منذ‭ ‬اندلاع‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬أبريل‭ ‬2023‭ ‬بين‭ ‬الجيش‭ ‬بقيادة‭ ‬عبد‭ ‬الفتاح‭ ‬البرهان‭ ‬وقوات‭ ‬الدعم‭ ‬السريع‭ ‬بقيادة‭ ‬نائبه‭ ‬السابق‭ ‬محمد‭ ‬حمدان‭ ‬دقلو‭. ‬

وأسفرت‭ ‬الحرب‭ ‬عن‭ ‬عشرات‭ ‬آلاف‭ ‬القتلى‭. ‬وفي‭ ‬حين‭ ‬لم‭ ‬تتّضح‭ ‬الحصيلة‭ ‬الفعلية‭ ‬للنزاع،‭ ‬تفيد‭ ‬تقديرات‭ ‬بأنها‭ ‬قد‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬150‭ ‬ألفا‮»‬‭. ‬كذلك،‭ ‬أدت‭ ‬إلى‭ ‬نزوح‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬عشرة‭ ‬ملايين‭ ‬شخص‭ ‬داخل‭ ‬السودان‭ ‬أو‭ ‬لجوئهم‭ ‬إلى‭ ‬البلدان‭ ‬المجاورة،‭ ‬بحسب‭ ‬أرقام‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭. ‬وتسببت‭ ‬المعارك‭ ‬بدمار‭ ‬واسع‭ ‬في‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬للبلاد،‭ ‬وخرج‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ثلاثة‭ ‬أرباع‭ ‬المرافق‭ ‬الصحية‭ ‬عن‭ ‬الخدمة‭.  ‬وقال‭ ‬عثمان‭: ‬‮«‬نظرا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الطرفَين‭ ‬المتحاربَين‭ ‬لم‭ ‬يتجنّبا‭ (‬إيذاء‭) ‬المدنيين،‭ ‬من‭ ‬الضروري‭ ‬أن‭ ‬تنشر‭ ‬قوة‭ ‬مستقلة‭ ‬ومحايدة‭ ‬ذات‭ ‬تفويض‭ ‬بحماية‭ ‬المدنيين‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬تأخير‮»‬‭. ‬وأشارت‭ ‬زميلته‭ ‬منى‭ ‬رشماوي‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬ثمة‭ ‬نماذج‭ ‬عدة،‭ ‬سواء‭ ‬قوات‭ ‬حفظ‭ ‬السلام‭ ‬التابعة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬الحال‭ ‬في‭ ‬جنوب‭ ‬السودان‭ ‬المجاور،‭ ‬أو‭ ‬قوة‭ ‬تدخل‭ ‬إقليمية‭ ‬تابعة‭ ‬للاتحاد‭ ‬الإفريقي‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭. ‬

وأكد‭ ‬هؤلاء‭ ‬الخبراء‭ ‬الذين‭ ‬لا‭ ‬يتحدثون‭ ‬باسم‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬على‭ ‬أنّ‭ ‬‮«‬حماية‭ ‬السكان‭ ‬المدنيين‭ ‬أمر‭ ‬بالغ‭ ‬الأهمية‮»‬‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬البلد‭ ‬الذي‭ ‬يعاني‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬نصف‭ ‬سكانه،‭ ‬أي‭ ‬25‭ ‬مليون‭ ‬نسمة،‭ ‬من‭ ‬سوء‭ ‬التغذية‭. ‬وطالب‭ ‬الخبراء‭ ‬بوقف‭ ‬لإطلاق‭ ‬النار‭ ‬وأسفوا‭ ‬لتجاهل‭ ‬السلطات‭ ‬السودانية‭ ‬لأربعة‭ ‬طلبات‭ ‬قدمت‭ ‬لها‭ ‬لزيارة‭ ‬البلاد‭. ‬وكما‭ ‬هي‭ ‬العادة‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الحالات،‭ ‬أُرسل‭ ‬التقرير‭ ‬إلى‭ ‬الحكومة‭ ‬للتعليق‭ ‬عليه،‭ ‬غير‭ ‬أنّه‭ ‬بقي‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬إجابة‭. ‬

وبحسب‭ ‬التقرير،‭ ‬ثبُت‭ ‬أن‭ ‬الجيش‭ ‬السوداني‭ ‬وقوات‭ ‬الدعم‭ ‬السريع،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬حلفائهما،‭ ‬‮«‬مسؤولون‭ ‬عن‭ ‬انتهاكات‭ ‬واسعة‭ ‬النطاق،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬هجمات‭ ‬مباشرة‭ ‬وعشوائية‭ ‬تمثّلت‭ ‬في‭ ‬غارات‭ ‬جوية‭ ‬وقصف‭ ‬ضدّ‭ ‬مدنيين‭ ‬ومدارس‭ ‬ومستشفيات‭ ‬وشبكات‭ ‬اتصالات‭ ‬وإمدادات‭ ‬حيوية‭ ‬من‭ ‬الماء‭ ‬والكهرباء‮»‬‭. ‬كذلك،‭ ‬استهدف‭ ‬الطرفان‭ ‬المتحاربان‭ ‬المدنيين‭ ‬‮«‬عبر‭ ‬ارتكاب‭ ‬عمليات‭ ‬اغتصاب‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬أشكال‭ ‬العنف‭ ‬الجنسي،‭ ‬وتوقيفات‭ ‬وعمليات‭ ‬احتجاز‭ ‬تعسفية،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬التعذيب‭ ‬وسوء‭ ‬المعاملة‮»‬‭. ‬وأوضح‭ ‬التقرير‭ ‬أنّهما‭ ‬ارتكبا‭ ‬ما‭ ‬يكفي‭ ‬من‭ ‬الانتهاكات‭ ‬التي‭ ‬‮«‬تشكّل‭ ‬جرائم‭ ‬حرب‮»‬‭. ‬

وسلّط‭ ‬الخبراء‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬‮«‬الهجمات‭ ‬المروّعة‭ ‬التي‭ ‬ارتكبتها‭ ‬قوات‭ ‬الدعم‭ ‬السريع‭ ‬وحلفاؤها‭ ‬ضد‭ ‬مجموعات‭ ‬غير‭ ‬عربية،‭ ‬خصوصا‭ ‬المساليت‭ ‬في‭ ‬الجنينة‭ ‬وما‭ ‬حولها‭ ‬في‭ ‬غرب‭ ‬دارفور‮»‬‭.  ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق،‭ ‬أشاروا‭ ‬إلى‭ ‬جرائم‭ ‬قتل‭ ‬وتعذيب‭ ‬واغتصاب‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬أشكال‭ ‬العنف‭ ‬الجنسي‭ ‬وتدمير‭ ‬الممتلكات‭ ‬والنهب‭. ‬وقالوا‭ ‬‮«‬هناك‭ ‬أيضا‭ ‬دوافع‭ ‬منطقية‭ ‬للاعتقاد‭ ‬أنّ‭ ‬الأفعال‭ ‬التي‭ ‬ارتكبتها‭ ‬قوات‭ ‬الدعم‭ ‬السريع‭ ‬والميليشيات‭ ‬المتحالفة‭ ‬معها‭ ‬تشكّل‭ ‬جرائم‭ ‬كثيرة‭ ‬ضد‭ ‬الإنسانية‮»‬‭.  ‬

‭    ‬ويأمل‭ ‬الخبراء‭ ‬الذين‭ ‬تمكّنوا‭ ‬من‭ ‬لقاء‭ ‬نازحين‭ ‬من‭ ‬الصراع‭ ‬إلى‭ ‬دول‭ ‬مجاورة‭ ‬للسودان‭ ‬و182‭ ‬ضحية‭ ‬مباشرة‭ ‬للانتهاكات‭ ‬وأقارب‭ ‬لهؤلاء‭ ‬الضحايا،‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬يمتد‭ ‬حظر‭ ‬الأسلحة‭ ‬ليشمل‭ ‬كل‭ ‬السودان‭. ‬كذلك‭ ‬يطالبون‭ ‬السلطات‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬المحكمة‭ ‬الجنائية‭ ‬الدولية‭ ‬وتسليمها‭ ‬الرئيس‭ ‬السابق‭ ‬عمر‭ ‬البشير‭. ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬تقدّم،‭ ‬يطالب‭ ‬هؤلاء‭ ‬الخبراء‭ ‬بوضع‭ ‬آلية‭ ‬قضائية‭ ‬دولية‭ ‬مخصّصة‭ ‬للسودان‭ ‬فقط‭. ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا