العدد : ١٦٩٧٥ - الجمعة ١٣ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٠ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٧٥ - الجمعة ١٣ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٠ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

عربية ودولية

صدمة في الوسط العربي بعد تعرّض نساء بدويات لاعتداء من مستوطنين

الثلاثاء ٢٧ أغسطس ٢٠٢٤ - 02:00

راهط‭ ‬‭ ‬الوكالات‭: ‬تعجز‭ ‬لميس‭ ‬الجعار‭ (‬22‭ ‬عاما‭)‬،‭ ‬العربية‭ ‬البدوية‭ ‬حاملة‭ ‬الجنسية‭ ‬الإسرائيلية،‭ ‬عن‭ ‬النوم‭ ‬منذ‭ ‬تعرّضها‭ ‬لهجوم‭ ‬على‭ ‬أيدي‭ ‬مستوطنين‭ ‬هاجموها‭ ‬مع‭ ‬شقيقاتها‭ ‬وأحرقوا‭ ‬سيارتهن‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬المحتلة،‭ ‬في‭ ‬اعتداء‭ ‬يثير‭ ‬استياء‭ ‬في‭ ‬إسرائيل‭. ‬

كلما‭ ‬أغمضت‭ ‬عينيها،‭ ‬ترى‭ ‬لميس‭ ‬وجوه‭ ‬مهاجميها‭ ‬وتستيقظ‭ ‬مذعورة‭. ‬

في‭ ‬التاسع‭ ‬من‭ ‬أغسطس،‭ ‬كانت‭ ‬الجعار‭ ‬تقود‭ ‬سيارتها‭ ‬ومعها‭ ‬طفلتها‭ ‬إيلاف‭ (‬عامان‭ ‬ونصف‭) ‬وشقيقتاها‭ ‬رغدة‭ (‬29‭ ‬عاما‭) ‬ونوفة‭ (‬40‭ ‬عاما‭) ‬وابنة‭ ‬نوفة‭ ‬هند‭ (‬22‭ ‬عاما‭)‬،‭ ‬متجهة‭ ‬من‭ ‬مدينة‭ ‬راهط‭ ‬في‭ ‬النقب‭ ‬في‭ ‬جنوب‭ ‬إسرائيل‭ ‬الى‭ ‬مدينة‭ ‬نابلس‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬المحتلة‭. ‬

وتروي‭ ‬رغدة‭ ‬الجعار‭ ‬لوكالة‭ ‬فرانس‭ ‬برس‭ ‬‮«‬ضللنا‭ ‬الطريق،‭ ‬وصادفنا‭ ‬سيارة‭ ‬تحمل‭ ‬لوحة‭ ‬اسرائيلية‭ ‬فسألنا‭ ‬سائقها‭ ‬باللغة‭ ‬العبرية‭ ‬عمّا‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬الطريق‭ ‬تؤدي‭ ‬الى‭ ‬نابلس‭ ‬فردّ‭ ‬بالإيجاب‭. ‬لكن‭ ‬ما‭ ‬إن‭ ‬تقدمنا‭ ‬قليلا،‭ ‬أيقننا‭ ‬أنها‭ ‬ليست‭ ‬الطريق،‭ ‬فحاولنا‭ ‬العودة،‭ ‬لكن‭ ‬ذلك‭ ‬السائق‭ ‬سدّ‭ ‬لنا‭ ‬الشارع‭ ‬بسيارته‮»‬‭. ‬

وتتابع‭ ‬‮«‬فوجئنا‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬بأن‭ ‬مجموعة‭ ‬مستوطنين‭ ‬يلاحقوننا‭ ‬ويرشقوننا‭ ‬بالحجارة‭ ‬من‭ ‬الخلف،‭ ‬وآخرين‭ ‬من‭ ‬التلال‭. ‬لا‭ ‬أذكر‭ ‬من‭ ‬شدة‭ ‬الخوف‭ ‬كم‭ ‬كان‭ ‬عددهم‭. ‬أحاط‭ ‬بنا‭ ‬نحو‭ ‬عشرة‭ ‬مستوطنين‭ ‬مسلحين،‭ ‬وبعد‭ ‬أن‭ ‬تحطّمت‭ ‬السيارة‭ ‬وتحطّم‭ ‬زجاجها،‭ ‬رشّونا‭ ‬بالغاز‭ ‬ونحن‭ ‬فيها‮»‬‭. ‬

ووصفت‭ ‬الشرطة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬ما‭ ‬حصل‭ ‬ب‭ ‬‮«‬الحادث‭ ‬الخطير‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬استخدمت‭ ‬فيه‭ ‬‮«‬الحجارة‮»‬‭ ‬و«التهديد‭ ‬بالسلاح‮»‬‭ ‬و«إحراق‮»‬‭ ‬السيارة،‭ ‬بعد‭ ‬‮«‬دخول‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬الخطأ‮»‬‭ ‬الى‭ ‬نقطة‭ ‬غفعات‭ ‬رونين‭ ‬الاستيطانية‭. ‬

واعتقلت‭ ‬الشرطة‭ ‬وجهاز‭ ‬الأمن‭ ‬العام‭ (‬شين‭ ‬بيت‭) ‬‮«‬أربعة‭ ‬مشتبه‭ ‬بهم‮»‬‭ ‬على‭ ‬خلفية‭ ‬‮«‬هذا‭ ‬الاعتداء‭ ‬الخطير‮»‬‭. ‬

وتقول‭ ‬لميس‭ ‬إن‭ ‬أحد‭ ‬المستوطنين‭ ‬‮«‬رشّ‭ ‬الغاز‭ ‬في‭ ‬وجه‭ ‬طفلتي،‭ ‬وقلت‭ ‬له‭ ‬حرام‭ ‬عليك،‭ ‬فوجّه‭ ‬رشّاشه‭ ‬نحو‭ ‬رأسها‮»‬‭. ‬

وغفعات‭ ‬رونين‭ ‬جزء‭ ‬من‭  ‬مستوطنة‭ ‬هار‭ ‬براخا‭ ‬اليهودية‭ ‬جنوب‭ ‬نابلس،‭ ‬ويسيطر‭ ‬عليها‭ ‬‮«‬شباب‭ ‬التلال‮»‬،‭ ‬وهو‭ ‬تنظيم‭ ‬يهودي‭ ‬ديني‭ ‬متطرف‭ ‬يطالب‭ ‬بأن‭ ‬تصبح‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬أرضا‭ ‬يهودية‭. ‬

وتضيف‭ ‬رغدة‭ ‬‮«‬بدأ‭ ‬الدم‭ ‬يسيل‭ ‬من‭ ‬رأسي‭ ‬من‭ ‬الخلف‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أصبت‭ ‬بحجر‭. ‬كنت‭ ‬على‭ ‬اتصال‭ ‬مع‭ ‬الشرطة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬التي‭ ‬طلبت‭ ‬مني‭ ‬تحديد‭ ‬موقعنا‭ ‬وإرساله‭ ‬لهم‭ ‬عبر‭ ‬الهاتف‭... ‬لكن‭ ‬تطبيق‭ ‬الخرائط‭ ‬كان‭ ‬يظهر‭ ‬كأننا‭ ‬في‭ ‬القاهرة‭!‬‮»‬‭. ‬

وتشير‭ ‬الى‭ ‬أنها‭ ‬خرجت‭ ‬من‭ ‬السيارة‭ ‬عندها‭. ‬‮«‬قلت‭ ‬للذي‭ ‬يقف‭ ‬أمامي‭ ‬بسلاحه‭ ‬إننا‭ ‬نحمل‭ ‬الجنسية‭ ‬الإسرائيلية‭. ‬نحن‭ ‬جئنا‭ ‬من‭ ‬بئر‭ ‬السبع‭ ‬وضللنا‭ ‬طريقنا‮»‬‭. ‬‮«‬فطلب‭ ‬مني‭ ‬هاتفي‭ ‬النقال‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬عرف‭ ‬أنني‭ ‬اتصلت‭ ‬بالشرطة‭. ‬رفضت‭ ‬إعطاءه‭ ‬إياه،‭ ‬فألقى‭ ‬حجرا‭ ‬كبيرا‭ ‬على‭ ‬قدمي‭ ‬ما‭ ‬تسبّب‭ ‬بكسرها‮»‬‭. ‬

وتستعين‭ ‬رغدة‭ ‬في‭ ‬بيت‭ ‬والدها‭ ‬حيث‭ ‬التقتها‭ ‬فرانس‭ ‬برس‭ ‬بمشاية‭ ‬حديدية‭ ‬للسير،‭ ‬بينما‭ ‬قدمها‭ ‬ملفوفة‭ ‬بجبيرة‭. ‬

وتقول‭ ‬إن‭ ‬رجلا‭ ‬هددهن‭ ‬قائلا‭ ‬‮«‬لن‭ ‬تخرجن‭ ‬من‭ ‬هنا‭ ‬على‭ ‬قيد‭ ‬الحياة‮»‬،‭ ‬مضيفة‭ ‬‮«‬قلت‭ ‬لشقيقاتي‭: ‬سيحرقنا‭ ‬ونحن‭ ‬في‭ ‬السيارة،‭ ‬لنهرب‮»‬‭. ‬

وخرجن‭ ‬كلهن‭ ‬من‭ ‬السيارة‭ ‬وركضن‭ ‬هاربات،‭ ‬‮«‬فقام‭ ‬المستوطنون‭ ‬على‭ ‬الفور‭ ‬بإشعال‭ ‬النيران‭ ‬بالسيارة‮»‬،‭ ‬وفق‭ ‬قول‭ ‬رغدة‭. ‬

وأنقذهن‭ ‬في‭ ‬النهاية‭ ‬جنود‭ ‬وعناصر‭ ‬شرطة‭ ‬إسرائيليون‭. ‬

وأثارت‭ ‬هذه‭ ‬الحادثة‭ ‬غضبا‭ ‬في‭ ‬الوسط‭ ‬العربي‭. ‬وزار‭ ‬العائلة‭ ‬أعضاء‭ ‬عرب‭ ‬في‭ ‬الكنيست‭ ‬الإسرائيلي‭. ‬واستنكر‭ ‬إسرائيليون‭ ‬يهود‭ ‬كذلك‭ ‬ما‭ ‬حصل،‭ ‬وتعاطفوا‭ ‬مع‭ ‬العائلة‭. ‬

واتصلّ‭ ‬الرئيس‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬اسحق‭ ‬هرتسوغ‭ ‬بالعائلة‭ ‬وعبّر‭ ‬عن‭ ‬تضامنه‭ ‬وشجب‭ ‬الحادث،‭ ‬وفق‭ ‬ما‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬بيان‭ ‬صادر‭ ‬عن‭ ‬مكتبه‭. ‬وأضاف‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬مصدوم‮»‬،‭ ‬وأن‭ ‬‮«‬جميع‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬لهم‭ ‬الحقّ‭ ‬في‭ ‬معاملة‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬المساواة‭ ‬والاحترام‮»‬‭. ‬

ويقول‭ ‬والد‭ ‬النساء‭ ‬عدنان‭ ‬الجعار‭ ‬‮«‬زارتنا‭ ‬وفود‭ ‬عربية‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬حدب‭ ‬وصوب،‭ ‬كما‭ ‬زارتنا‭ ‬مجموعات‭ ‬من‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬اليهود،‭ ‬وهذا‭ ‬يخفّف‭ ‬مصابنا‮»‬‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا