العدد : ١٦٩٧٥ - الجمعة ١٣ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٠ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٧٥ - الجمعة ١٣ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٠ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

أخبار البحرين

تصفير قوائم انتظار زراعة القوقعة الإلكترونية.. إنجاز طبي بأيدي بحرينية

تغطية: مروة أحمد - تصوير: محمود بابا

السبت ٢٤ أغسطس ٢٠٢٤ - 15:32

ما‭ ‬أجمل‭ ‬أن‭ ‬يتمكن‭ ‬الطفل‭ ‬من‭ ‬التحاور‭ ‬وإيصال‭ ‬مشاعره‭ ‬وأحاسيسه‭ ‬وأفكاره‭ ‬إلى‭ ‬والديه‭ ‬وإلى‭ ‬كل‭ ‬المحيطين‭ ‬به،‭ ‬وألا‭ ‬يبقى‭ ‬محروما‭ ‬من‭ ‬نعمة‭ ‬السمع،‭ ‬ومـا‭ ‬أجمل‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬للإنسـان‭ ‬دور‭ ‬في‭ ‬عودة‭ ‬صوت‭ ‬الحيـاة‭ ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬الطفل‭ ‬ليتمكن‭ ‬من‭ ‬استكشاف‭ ‬عالمه،‭ ‬لذا‭ ‬جاء‭ ‬برنامج‭ ‬زراعة‭ ‬القوقعة‭ ‬الالكترونية‭ ‬بوزارة‭ ‬الصحة‭ ‬ليحقق‭ ‬أحلام‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأطفال‭ ‬ويرسم‭ ‬البسمة‭ ‬على‭ ‬وجوههم‭ ‬ووجوه‭ ‬ذويهم‭ ‬بعدما‭ ‬عاشوا‭ ‬فترة‭ ‬من‭ ‬الحزن‭ ‬على‭ ‬فقدان‭ ‬أطفالهم‭ ‬للقدرة‭ ‬على‭ ‬السمع‭.‬

تنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء بشأن سرعة الانتهاء من قوائم الانتظار لعمليات زراعة القوقعة، تم الإعلان مؤخرًا عن تصفير قوائم الانتظار لعمليات زراعة القوقعة الإلكترونية بمجمع السلمانية الطبي في أغسطس الجاري، وجـاءت هذه الخطوة لتعزز الواقع القائم على تحسين القطـاع الصحي في البحرين والعمل على تحقيق كافّة الخطط والبرامج التي من شـأنها أن ترتقي بقطاع الرعاية الصحية لكل الفئـات في المملكة.
 
وسـاهم هذا البرنامج في تغيير حيـاة أكثر من 370 منتفعًا تمت زراعة قوقعة إلكترونية له في البحرين منذ اطلاق برنامج "زراعة القوقعة" في العام 2001، وعلى مدار 23 عامًا إدارة المستشفيات الحكومية وسعيًا إلى تحسين الرعاية الصحية للمواطنين والمقيمين بـأن تقف على أبرز التحديات التي يواجهها البرنامج وأن تقدّم حلولًا كانت سببًا في تصفير القوائم في أغسطس الجـاري.
 
وفي شـأن هذا الإنجاز عبّرت الدكتورة مريم سهوان رئيس قسم الأنف والأذن والحنجرة وجراحة الفكين ورئيس فريق زراعة القوقعة الإلكترونية عن مدى فخـرها واعتزاها بـأن تكون جزءً ساهم في تغيير حيـاة المنتفع من القوقعة إلى الأفضـل، وشدّدت سهوان بـأن هذا الإنجـاز المُسطـر في مجـال السمعيـات البحرينية جـاء بسبب إيمـان المسؤولين بقدرة الكادر الطبي، وأن روح الفريق الواحد كانت العامل الأسـاسي في الوصول إلى انجاز تصفير قوائم الانتظار لزراعة القوقعة الإلكترونية، وأكدت سهوان إلى أن هذا النجـاح كان سببه في المقام الأول هو الإيمان بالعطاء وإتاحة الفرصة والعمل بروح الفريق.
 
وقالت في حديثها مع "أخبار الخليج" أن إيمان المستفشيات الحكومية بفريق زراعة القوقعة وفريق العمليـات سـاهم بشكل كبير للوصول إلى هذا الإنجاز إلى جانب العمل الدؤوب المتمركز في تخطي التحديات التي صاحبت هذا البرنامج منذ اطلاقه في العام 2001، وحول أبرز هذه التحديـات قالت الدكتورة بـأن التشخيص الدقيق كان أبرز تحدي يواجه مجـال السمعيات وبالتحديد في مجـال زراعة القوقعة، ومن هذا المنطلق تم الوصول إلى أدق التشخيصات والسريعة جدًا بفضل وجود فريق متعدد التخصصات يتكون من اطباء سمعيات وتوازن واخصائيات سمعيات ذوي خبرة تصل إلى 20 سنة في المجال، وجراحين واخصائيين ارشاد اجتماعي بالإضافة إلى اخصائية نفسية وطاقم غرف العمليات.
 
وبالنسبة لمريض ضعف السمع والمقبل على زراعة القوقعة كان التحدي الأكبر له هو عامل الوقت والذي يعتبر عنصرًا حساسًا لأن المريـض إذا مضى وقت طويل دون التدخل وزراعة القوقعة لن تكون بمثل النتائج المتوقعة من التدخل المبكر، وشعور الفخر بعد الإعلان عن تصفير قوائم الانتظار انبثق من الثقة المقدمة من وزيرة الصحة الكتورة جليلة السيد والدكتورة مريم الجلاهمة الرئيس التنفيذي لإدارة المستشفيات الحكومية حيث جاء هذا الإنجاز من الإيمان بروح الفريق الواحد وتقديم الفرصة ودعم الكادر.
 
ومن ضمن مساعي وجهود إدارة المستشفيات الحكومية في توفير أبرز الأجهزة المرتبطة بالكشف الدقيق للسمع أكدت الدكتورة مريم سهـوان بـأنه في ديسمبر ٢٠٢٢ تم توفير جهـاز متخصص في المسح السمعي يقوم على فحص الجذع الدماغي الآلي بشكل سريع لجميع المواليد الجدد وذلك سعيًا لتوفير أبرز خدمات الرعاية الصحيّة إلى جانب أن توفـير مثل هذه الأجهزة كان عاملًا مؤثرًا في دقة التشخيص، وأكدت بـأن الفريق المختص في الزراعة يجتمع بشكل دوري لمناقشة أبرز الخطوات والخطط والحلول التي من شـأنها أن تضمن تقديم خدمة ينتفع بها المستفيد من القوقعة.
 
وبشـأن تصفير قوائم زراعة القوقعة الإلكترونية في البحرين أكدت الدكتورة سهوان بـأن عمليات زراعة القوقعة أصبحت تجرى بشكل مباشر بعد الانتهاء من الفحوصات السمعية واستعراض الحالة والنقاش فيها والنظر في نتائجها في أقرب فرصة، وأكدت بـان التشخيص السريع كان سببًا في نجاح العملية إلى جانب جهود الدكتورة مريم الجلاهمة الرئيس التنفيذي لإدارة المستشفيات الحكومية التي وجهّت إلى جدولة مواعيد الأشعة والعمليات لتتناسب مع زارع القوقعة وذلك لضمان استفاتدته ونجاح زراعته.
 
 
بعد إجراءها لحوالي 130 عملية زراعة قوقعة ناجحة كان عدد منها في بريطانيا وآخر في مملكة البحرين امتزجت جميعها بمشاعر استثنائية في كل مرة وأوضحت الدكتورة بـأنه يتم اختيار المنتفع من القوقعة بعناية فائقة من خلال فريق متعدد التخصصات يقوم بدراسة الحالة بشكل دقيق بعد استيفاء كل شروط الزراعة، كل آخر ثلاثاء من كل شهر وأن مدّة العملية على الصعيد العالمي تصل من ساعة ونصف إلى ثلاث ساعات تحت تخدير كامل، ويتم تشغيل جهاز القوقعة بعد إلتام الجرح في غرفة السمعيات، وايتم ترفيع الصوت بشكل متدرج وردة فعل تتراوح مابين البكاء أو اغلاق العينين.
 
ولأن كل الابحاث العالمية الحديثة أكدت على وجود علاقة ما بين السمع وبين التحصيل الدراسي والحياة الاجتماعية والإدراك والتفكير والشيخوخة المبكرة والزهايمر كشفت سهوان رئيس قسم الأنف والأذن والحنجرة وجراحة الفكين ورئيس فريق زراعة القوقعة الإلكترونية لـ"أخبار الخليج" عن إعداد المستشفيات الحكومية لحملة تستهدف المدراس والجامعات بكافّة هيئتها الأكاديمية من معلمين وطلاب وذلك لتوعيتهم حول بـأهمية السمع وأبرز نقاط الكشف التي يمكن اتباعها للتعرّف على أبرز المشاكل السمعية.
 
ولأن التوعية مهمة، تحدثت الدكتورة سهوان عن أهم علامات الكشف التي يمكن للوالدين أن يفحصوها لدى الطفل المصـاب بأمراض سمعية تؤدي إلى فقدانه لحاسة السمع بشكل متدرج وهي عدم استجابة الطفل للكلام من أول مرة، أن يقوم برفع صوت مسجل الجهاز مثل الهاتف أو الحاسوب ومن علامات ايضًا انعزاله، وربطت مشاكل السمع بالسلوك حيث يمكن الكشف عنها من خلال الاطلاع على سلوك الطفل.
 
وألتقت "أخبار الخليج" بالأستاذة فايزة مطـر وهي اخصائي سمع أول بمجمع السلمانية الطبي ورئيس وحدة السمعيات بالمجمع وعضو في فريق زراعة القوقعة الالكترونية التي انطلقت مسيرتها المهنية في المجمع منذ 2001 والذي صادف اطلاق برنامج زراعة القوقعة حيث تحدثت عن أوجه التغيير والتحوّل فيه وكان أبرزها مدة إجراء عملية زراعة القوقعة التي استغرقت 8 ساعات في مراحل البرنامج الأولى ومن ثم وصلت مدتها إلى 3 ساعات وبعد انضمام جراحين متدربين في مراكز عالمية مرموقة كبريطانيا للبرنامج تقلصت المدة إلى أن وصلت إلى ساعة فقط، إلى جانب الممارسة التي لعبت دورًا هامًا في تقليص ساعات عملية الزراعة.
 
وكشفت خلال اللقـاء بـأن البحرين تطبق أعلى المعايير العالمية والدولية لزراعة القوقعة الالكترونية، حيث يتم اتباع المعايير المعنية بدءً من الكشف المبكر والسريع للحالة وصولًا إلى مرحلة التعافي والتشافي من عملية زراعة القوقعة، وحديثًا عن المراحل التي يمر بها المستفيد من القوقعة فقد تلخصت في ثلاثة مراحل تحدثت عنها خلال اللقاء وكانت المرحلة الأولى تقوم على مرحلة الفحوصات السمعية التي تتم في عيـادة فحص السمع في مجمع السلمانية الطبي، وإذا ثبتت هذه الفحوصات الأولية وجود مشكلة في حاسة السمع يتم تحويل المريض إلى عيادة الإعتلال السمعي وهناك يتم عمل فحوصات اضافية تحدد ما إذا كان المريض بحاجة إلى زراعة قوقعة أو لا وصولًا إلى النقاش في الحالة برفقة الاخصائيين والمعنيين.
 
وبالنسبة للمرحلة الثانية وهي مرحلة عملية زراعة القوقعة والتي تركز على مرافقة الجراح في غرفة العمليات وذلك للتأكد من سلامة الجهاز والادوات المستخدمة في الزراعة بشكل كامل، والتأكد من عمل سيرورة عمل الجراحة وأداء الجهاز خلال الجراحة، وقالت مطر في المرحلة الأخيرة بأنها تتمحور حول مرحلة البرمجة واستخدام القوقعة والتأهيل بعد إلتام جرح العملية يتم تركيب الجهاز الخارجي ويتم برمجته وقياس ردة فعل الطفل بعد سماع الصوت إلى أن يتم رفع الصوت إلى المعدل المطلوب "الطبيعي"،وبشـأن المراجعات في هذه المرحلة فهي تتم طوال العمـر.
 
وسبب استمرارية وديمومة المراجعات والمتابعات لزارع القوقعة تأتي لضمان ممارسته لحياته بشكل طبيعي والعمل على تأهيله لممارستها بشكل أفضل بدءً من النطق وصولًا إلى النشاط المدرسي والحياة الإجتماعية، حيث أكدت على وجود عدد من الحالات من زراعة القوقعة استئنفوا حياتهم بشكل أفضل بعد العملية ومنهم من صار طبيبًا وآخر من صار صاحب منصب في شركة مرموقة وآخرين عملوا في بنوك في البحرين.

 

كلمات دالة

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا