برامج نوعية وفرص تدريبية وشراكات متعددة لإعداد الشباب
فرحة شبابية.. وانبهار خليجي بالتجربة البحرينية
إن الشباب هو القوة والعزيمة، والأحلام والطموح، والحيوية والنشاط، والقوة وحب الاستكشاف، ومن هذا المنطلق، أولت مملكة البحرين اهتماما كبيرا بفئة الشباب، في إطار الحرص على تشجيع وتحفيز الشباب البحريني في كافة المجالات ليواصلوا الإبداع واستكشاف آفاق جديدة عبر التعلم من التجارب المختلفة وصناعة المبادرات المبتكرة، لأن الشباب هم عماد المستقبل وثروته الحقيقية التي تسعى مملكة البحرين دوماً لأن يكونوا محوراً للمبادرات والبرامج والسياسات التي تعمل عليها.
ولمملكة البحرين تجربة فريدة في توفير البيئة الحاضنة للشباب، تمثلت في مشروع مدينة شباب 2030 الذي انطلق في نسخته الأولى بمبادرة من سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الانسانية وشؤون الشباب في عام 2010 بهدف اكتشاف المواهب الشبابية وتمكين الشباب من أسباب التميز وجعل الشباب البحريني الخيار الأول في سوق العمل.
وتزينت مدينة شباب 2030 التي تنظمها وزارة شؤون الشباب في نسختها النسخة الثالثة عشرة هذه العام بحلة جديدة، مبنية على الخبرات المتراكمة للقائمين على هذه المدينة، حيث وفرت المدينة التي انطلقت فعالياتها في مركز البحرين العالمي للمؤتمرات والمعارض، في 21 يوليو الماضي وتستمر 6 أسابيع، ما يقرب من 4 آلاف فرصة تدريبية من أجل تعزيز مهارات الشباب، وذلك بالتعاون مع صندوق العمل «تمكين».
جولة «أخبار الخليج»
«أخبار الخليج» حرصت على زيارة مدينة شباب 2030 للوقوف عن كثب على التطورات التي شهدتها هذه المدينة التي تقام للمرة الأولى في مركز البحرين العالمي للمعارض، ومنذ أن تطأ قدمك المدينة، تعيش أجواء مختلفة، بداية من الشعار المدون على مدخل المدينة وهو «خارج العالم».
ومن بوابة المدينة تستمع لكلمات ثيمة هذا العام، «لشبابٍ يَعْبر في الدنيا يملكُ إبداعًا حالم.. يخطو خطواتٍ في مدينة من خارج هذا العالم.. في مدينة الشباب يُفْتَحُ للحُلمِ باب».
«خارج هذا العالم» هو شعار يعبر بصدق عن رغبة القائمين على المدينة على توفير أجواء استثنائية لجميع المشاركين من مختلف الفئات العمرية الشبابية، من خلال اتاحة مساحات أوسع لهم للاستفادة من البرامج المقدمة في المدينة التي يعتبرها العديد من الشباب منذ نسختها الأولى مصنعا لإعداد الأجيال الصاعدة المستعدة لتحديات المستقبل الاجتماعية والمهنية من خلال التركيز على تنمية المهارات وتعزيز السمات الشخصية للمشاركين فيها، الذين أكدوا لـ «أخبار الخليج» أن المدينة طرحت عالما شبابيا متكاملا يلبي طموحاتهم خلال فصل الصيف.
وفي جولة «أخبار الخليج» رصدنا الديكورات النوعية والألوان المتنوعة إلى جانب الشاشات الضخمة التي تضفي لمسات حديثة وبالنسبة الى محطة تسجيل الزوار فقد اتسمت بالتنظيم والألوان الساكنة باعتبارها المقدمة نحو العالم الشبابي الجديد، وبالدخول إلى المدينة تنتشر ألوان المحطات الخمس والزينة المتوزعة في كل أركان المدينة إلى جانب الأركان الترفيهية والصفوف التعليمية التي تقوم بـإعداد جيل صاعد وواعد في مختلف المجالات المتنوعة.
الشباب يتكلم
وتحدث الشباب معنا حول ما وجدوه في المدينة هذا العام، نـور التي زارت المدينة للمرة الأولى في نسختها الجارية عبرت عن سعادتها بمدى روعة التجربة، حيث رافقها أخاها الأصغر سنًا وأكد حرصه على تكرار زيارة مدينة شباب 2030 في نسخها القادمة، وأوضحت بـأن المدينة استطاعت أن تغطي أبرز اهتمامات الشباب من ريادة أعمال واعلام بالإضافة إلى الفن.
ومن جـانبه، قال طلال إن المدينة قامت بجهود بارزة في ابراز الانشطة التي تغطي اهتمامات الشباب، إلى جانب أن النسخة الحالية تميّزت بالمساحة الشاسعة التي ساهمت في نوعية البرامج للشباب المشارك وأن الأركان الإضافية لعبت دورًا في استقطاب الزوار من الشباب، مثل المحطة الرياضية التي خصصت ركنًا لطاولة كرة القدم وألعاب الفيديو والمصارعة ومختلف الرياضات التي من شـأنها أن تشجع الزوار على الحضور.
وبالنسبة الى الشباب المشارك في الدورات التدريبية، فقد التقت «أخبار الخليج» بعبدالعزيز وصديقه فهـد اللذين شاركا في برنامج مخصص للإلقاء والحديث على المسرح، واكدا الدور الذي لعبه البرنامج في التقليل من توتر المسرح والحديث أمام الجمهور، حيث عمد المشرفون عليه الى تطبيق مخرجات البرنامج على المسرح المخصص في المدينة أمام الجمهور وأمام لجنة التحكيم، حيث قال عبدالعزيز والذي يطمح الى أن يكون اعلاميًّا في المستقبل إن المدينة ومن خلال محطة الإعلام قدمت برامج نوعية شارك في اثنين منهما، أولهم «آي سبيك» والآخر يخص الإذاعة والتلفزيون، أمـا فهـد الذي يتطلع لأن يكون محللًا سياسيًّا فقد أكد أن المشاركة في المدينة تسهم في صقل مهاراته في المناظرة على المسرح.
تنوع الأقسـام والألوان في المدينة
تميّزت مدينة شباب 2030 بتنوع اقسامها العامة: القيادة وريادة الأعمال الشبابية، والإعلام والترفيه، والفنون والثقافة، والعلوم والتكنولوجيا، بالإضافة إلى الرياضة والثقافة.
وتطرح المدينة من خلال مركز الفنون والثقافة 7 أقسام، تشمل الرسم والتلوين، الطبخ، تصميم الأزياء، الطباعة، التصميم الداخلي، تصميم المجوهرات والسرد الثقافي، فيما يشمل مركز العلوم والتكنولوجيا كلا من الزراعة، إعادة التدوير، الطاقة المتجددة، الأمن السيبراني، تصميم الألعاب الإلكترونية، الهندسة الكهربائية وتحديد البيانات، فيما يقدم مركز الرياضة والصحة برامج متنوعة في أقسام الصحة والتغذية، اللياقة البدنية، كرة القدم، العلاج الطبيعي، الإسعافات الأولية وكرة السلة، بينما يتيح مركز الإعلام والترفيه أقساماً متنوعة، وهي التصوير الفوتوغرافي، التصميم الجرافيكي، الموسيقى، إنتاج الفيديو، الصحافة، التقديم الإعلامي، التمثيل وتسجيل الصوت، بالإضافة إلى مركز القيادة وريادة الأعمال الذي يشمل قسم المهارات الحياتية، المهارات القيادية، ريادة الأعمال، مبادرات شبابية ومهارات التواصل.
جميع برامج المدينة حظيت بإقبال واسع من الشباب المشاركين من الفئات العمرية من 15 إلى 35 سنة، كما وفرت المدينة فرصة لترويج المشاريع الشبابية عبر السوق الشبابي، من خلال استضافة 73 مشروعا تجاريا لشباب بحرينيين، تتاح لهم فرصة التعريف والتسويق لمنتجاتهم بما يساهم في التعريف بتلك المشروعات، بالإضافة إلى صقل مهارات الشباب والشابات الشخصية وتطوير خبراتهم.
حضـور شبـابي خليجي ضخم
استطاعت مدينة شباب 2030 أن تكون نقطة جذب للزوار من مختلف دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية الذي يحرصون على زيارتها للاطلاع على التجربة البحرينية الرائدة في مجال إعداد الشباب.
وأكدت إحدى المنظمات التابعات لبرنامج القيادة وريادة الأعمال أن النسخة الجارية من مدينة شباب 2030 تميّزت بتسجيل حضور شبابي خليجي من مختلف دول الخليج العربي، ومنها المملكة العربية السعودية، ودولة قطر، ودولة الكويت الذين عبروا عن انبهارهم بروعة هذه الفعالية التي استطاعت أن تستقطب الشباب ككل ولم تكن محصورة على فئة معينة من خلال نوعية برامجها، كما وأكدت أن النسخة الحالية التي اقيمت على أرض مركز البحرين ساهمت في استقطاب المزيد من الشباب الخليجي الذين تواجدوا في معارض أخرى في المركز وشدهم مكان مدينة شبـاب 2030 ليقوموا بزيارته والاطلاع عليه.
نـوعية الأركان الشبـابية والكرنفال الممتع
لوحظ في مدينة شباب 2030 تخصيص أركان لممارسة الأنشطة المختلفة ولإضافة روح المتعة في المكان والتشجيع، حيث تم تخصيص زاوية كرنفال بها العاب بسيطة ساهمت في اضافة نوع من الحيوية للزوار والمشاركين إلى جانب تخصيص سوق والذي ساعد في تسليط الضوء على الابداعات الشبابية في مجال ريادة الأعمال.
مدينة للصغـار والكبار
وخلال الجولة الميدانية التي قامت بها «أخبار الخليج» لوحظ وجود عدد من الأطفال التي تقل أعمارهم عن الخامسة والذين بدت عليهم مشاعر السعادة في اللعب والاطلاع على الأركان التي تم تخصيصها للزوار، حيث استطاع ركن الإدارة العامة للدفاع المدني أن يجذب فضول الأطفال من خلال بزّة رجل الإطفاء التي تم عرضها خلال المدينة، حيث أكد المنظمون حرصهم على أن تكون المدينة وجهة لكل الأعمار.
مدينة شباب 2030 في أرقام
والجدير بالذكر أن مدينة شباب 2030 التي جاءت بتنظيم وزارة شؤون الشباب بشراكة استراتيجية مع صندوق العمل «تمكين» قد استطاعت أن تستقطب أكثر من ألف زائر حتى الخميس الماضي في النسخة الثالثة عشرة من الفعالية، وتم تسجيل أكثر من 3500 مشارك في الحدث الشبابي الأكبر في البحرين، إلى جانب توفير أكثر من 4 آلاف فرصة تدريبية للشباب المتطلع في المدينة، وتوفير أكثر من 70 مشروعا شبابيا.
وفي تفاصيل اضافية، أكدت الوزارة لـ«أخبار الخليج» تطوّع 220 شابا وشابّة في المدينة التي تتكون خمس محطات متخصصة في تدريب الشباب وهي: العلوم والتكنولوجيـا، والفنون والثقافة، والقيادة وريادة الأعمال، والإعلام والترفيه، والصحة والرياضة.
وشهدت نسخة مدينة شباب 2030 هذا العام زيادة في حجم التعاونات والشراكات العامة مع القطاع الخاص والحكومي لإطلاق برامج مشتركة في المدينة، ويأتي التعاون بين كل من وزارة شؤون الشباب وصندوق العمل «تمكين» في تنظيم وإقامة المدينة انطلاقًا من حرص الجانبين على تحفيز ونمو نجاحات الشباب البحرينيين، وإتاحة المزيد من الفرص التدريبية أمامهم.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك