انعقد اجتماع اللجنة الخليجية لزراعة الأعضاء يومي 27 و28 أغسطس الجاري، بمشاركة وفود رسمية وممثلين عن وزارات الصحة والمراكز الطبية المتخصصة بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وقد مثّل مملكة البحرين في أعمال الاجتماع العقيد طبيب الشيخ سلمان بن محمد بن عبدالله آل خليفة، قائد مستشفى الملك حمد الجامعي – الخدمات الطبية الملكية.
إذ هدف الاجتماع إلى تعزيز التعاون الخليجي المشترك في مجال زراعة الأعضاء، ودعم جهود الوقاية والارتقاء بمستوى الصحة العامة ورفاهية المجتمعات الخليجية الذي تم من خلاله مناقشة أبرز التحديات اللوجستية في عمليات نقل الأعضاء بين دول المجلس، وآليات التكامل في تبادل الأعضاء بما يضمن الاستفادة القصوى منها وتفادي أي هدر، إلى جانب استعراض التجارب الناجحة في هذا المجال، لاسيما تلك التي وسّعت نطاق المستفيدين عبر برامج تبادل الأعضاء بين الأسر.
كما استعرضت اللجنة مستجدات الخطة الاستراتيجية لمجلس الصحة الخليجي (2026 – 2030)، التي تتضمن مبادرات نوعية وحلولاً مبتكرة على المستويين الإقليمي والدولي، بما يسهم في تطوير منصة خليجية موحدة لزراعة الأعضاء، وتوحيد الأنظمة والسياسات ذات الصلة لتسهيل إجراءات التبادل بين دول المجلس، وتعزيز الأمن الصحي والوقائي وضمان استدامة الأنظمة الصحية.
وفي جلساتها الختامية، ناقشت اللجنة آخر التطورات المرتبطة بتطوير خدمات زراعة الأعضاء، بما يحقق نقلة نوعية في مستوى الرعاية الصحية، ويمنح المرضى المحتاجين فرصاً جديدة للحياة.
وعليه صرح العقيد طبيب الشيخ سلمان بن محمد بن عبدالله آل خليفة، قائد مستشفى الملك حمد الجامعي – الخدمات الطبية الملكية بأن اجتماع اللجنة الخليجية لزراعة الأعضاء خطوة مهمة نحو توحيد الجهود الخليجية في هذا المجال الحيوي، بما يعكس روح التعاون والتكامل التي تجمع دول مجلس التعاون، مؤكدا إن تطوير برامج تبادل الأعضاء بين دولنا لا يُعد إنجازاً طبياً فحسب، بل هو رسالة إنسانية تجسد قيم التضامن والعطاء الراسخة في مجتمعاتنا.
وأضاف: «أن في مملكة البحرين، ومن خلال البرنامج الوطني للتبرع وزراعة الأعضاء والأنسجة البشرية (ومن أحياها)، نعمل على تعزيز ثقافة التبرع، وتطوير منظومة متكاملة تتوافق مع أعلى المعايير الطبية والأخلاقية»، مشيرا إلى أن مشاركة الخدمات الطبية الملكية في هذا الاجتماع تأتي تأكيداً على التزام مملكة البحرين بأن تكون شريكاً فاعلاً في بناء منصة خليجية موحدة لتبادل الأعضاء، تسهم في إنقاذ الأرواح وتحقيق استدامة الأنظمة الصحية، منوها أن الخدمات الطبية الملكية - مستشفى الملك حمد الجامعي يعد أحد الصروح الطبية الرائدة في مملكة البحرين في مجال زراعة الأعضاء، حيث أسهم منذ انطلاق البرنامج الوطني للتبرع وزراعة الأعضاء والأنسجة البشرية «ومن أحياها» في نوفمبر 2023، في إجراء 18 عملية زراعة كبد و49 عملية زراعة كلى ناجحة، بالتعاون مع المراكز الطبية المتخصصة داخل وخارج المملكة، كما يعمل المستشفى على تطوير البنية التحتية اللازمة لدعم هذا التخصص الحيوي، بما في ذلك إنشاء برامج تدريبية للكفاءات الطبية والتمريضية، واعتماد أحدث البروتوكولات العالمية لضمان أفضل النتائج العلاجية للمرضى.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك