استغرقت سلحفاة ما يزيد على ثلاثة عقود، كي تعود إلى المكان الذي انطلقت منه في مهمة قد تكون الأطول من نوعها في عالم السلاحف التي تشتهر ببطئها. وكانت السلحفاة تعيش في شاطئ بسلطنة عمان عام 1993، عندما رُقِّمَت هناك من قبل أحد المشرفين على محمية طبيعية في المكان، وتغيب بعدها في رحلة طويلة جدًّا اكْتُشِفَت نهايتها يوم الخميس في المحمية ذاتها. وقالت تقارير محلية إن السلحفاة من نوع «الخضراء»، وقد رُقِّمَت بتاريخ 10 مايو عام 1993، من قبل الموظف علي بن ناصر العامري، قبل أن تُرْصَد مجددًا في شواطئ محمية رأس الحد بمحافظة جنوب الشرقية. ومن اللافت أن الموظف العماني الذي ثبّت شريحة معدنية تحمل رقمًا خاصًّا بالسلحفاة قد تقاعد من عمله خلال رحلة تلك السلحفاة الطويلة، وشهدت البلاد تطورات وأحداث كثيرة، بينها زيادة الاهتمام بمحميات السلاحف. وتعيش السلحفاة حاليًّا في شواطئ محمية رأس الحد، ومن غير المعروف إن كانت ستستقر في المحمية أم ستخوض رحلة جديدة في المدة القادمة عبر المحيط الهندي. وتقدر أعداد السلاحف من فصيلة »الخضراء« التي تعشش في معظم الشواطئ العمانية وتتغذى على الأعشاب البحرية، بنحو 20 ألف سلحفاة في السنة الواحدة. وتستقطب محميات السلاحف في عُمان السياح والزوار من داخل وخارج السلطنة، وتُرْصَد عودة السلاحف المرقمة إلى المحمية بين مدة وأخرى، بعد غياب طويل، وصل هذه المرة إلى 31 عامًا.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك