القدس المحتلة – الوكالات: يخوض المجتمع الدولي سباقًا مع الزمن لتجنب تصعيد عسكري بين إيران وحلفائها من جهة وإسرائيل من جهة أخرى، مع «تأكيد» واشنطن أنها تعمل «ليلا ونهارا» لمنع اندلاع حرب إقليمية.
وعقد الرئيس الأمريكي جو بايدن الاثنين اجتماعًا طارئًا في البيت الأبيض طالب خلاله وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بوقف لإطلاق النار في قطاع غزة حيث أدّت الحرب إلى حلقة عنف في الشرق الأوسط.
وقال بلينكن «نحن منخرطون في دبلوماسية مكثّفة ليلًا ونهارًا لتوجيه رسالة مفادها بكل بساطة أنه يجب على جميع الأطراف الامتناع عن التصعيد»، مضيفًا «من الأساسي أن نكسر هذه الحلقة من خلال التوصّل إلى وقف لإطلاق النار في غزة».
وتفاقم التوتر في الشرق الأوسط بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنيّة في طهران في 31 يوليو بعد ساعات من مقتل القيادي العسكري في حزب الله فؤاد شكر في ضربة إسرائيلية في الضاحية الجنوبية لبيروت.
وتعهد القادة الإيرانيون وكذلك حزب الله اللبناني وحماس الفلسطينية الانتقام لمقتل هنية وشكر. وتوعد المرشد الإيراني علي خامنئي بإنزال «عقاب قاسِ» بإسرائيل، متهّماً إياها باغتيال «ضيفنا العزيز في بيتنا».
وقال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان مساء الاثنين إن إيران «لا تسعى بأي حال من الأحوال إلى توسيع نطاق الحرب والأزمة في المنطقة» لكن إسرائيل «ستتلقى بالتأكيد الردّ على جرائمها وغطرستها».
واعتبر الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله الأسبوع الماضي أن إسرائيل تجاوزت «خطوطًا حمر».
ويتبادل حزب الله اللبناني القصف مع إسرائيل منذ الثامن من أكتوبر «دعمًا» لغزة و«إسنادًا» لمقاومتها.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ليل الأحد «نحن مصمّمون على مواجهة» إيران وحلفائها «على كل الجبهات، في كل الساحات، قريبة كانت أم بعيدة».
والاثنين، أعلن الجيش الإسرائيلي وصول قائد القيادة العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط (سنتكوم) الجنرال مايكل كوريلا إلى إسرائيل لتقييم الوضع الأمني وسط التوترات في المنطقة، فيما وصل موفد روسي إلى طهران.
ومن المقرر أن تعقد منظمة التعاون الإسلامي اليوم اجتماعًا بناء على طلب «فلسطين وإيران» للتوصل إلى «موقف إسلامي موحّد» في المنطقة، حسبما أفاد مسؤول في المنظمة.
وبحث الرئيس الأمريكي جو بايدن الاثنين مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني عبر الهاتف في التطورات الإقليمية، فيما تحدث بلينكن مع رئيس وزراء قطر ووزير خارجية مصر وهما اللاعبان الرئيسيان في المفاوضات بين إسرائيل وحماس.
وشدد بلينكن أيضًا على ضرورة تهدئة التوتر الإقليمي وذلك في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني.
من جهتهم، دعا كلّ من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ونظيره الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان «جميع الأطراف» إلى «التحلي بأقصى درجات ضبط النفس وخفض التصعيد». أمّا إسرائيل فتقول إنها «تستعد لجميع السيناريوهات، هجوميًا ودفاعيًا».
في هذا السياق، دعت العديد من الدول آخرها الصين وكينيا رعاياها إلى مغادرة لبنان فيما علّقت العديد من شركات الطيران رحلاتها إلى بيروت.
وأكّد مصدر في شركة طيران الشرق الأوسط أن الشركة تقوم بتسيير «رحلات إضافية في حال كان هناك طلب مرتفع على وجهة ما» من وإلى بيروت.
في غضون ذلك، يواصل الجيش الإسرائيلي قصف قطاع غزة المحاصر لا سيما في عدة أحياء في مدينة غزة، على ما شاهد مراسلو وكالة فرانس برس.
واستشهد شخص أمس بنيران مسيّرة إسرائيلية بحسب مسعفين في مستشفى في دير البلح في وسط قطاع غزة المدمّر جراء ما يقرب من عشرة أشهر من القصف.
ودعا المستشار الإقليمي في دير البلح للمجلس النرويجي للاجئين حسن مراجع أمس إلى «عمل جماعي أقوى من العالم لضمان دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة دون عوائق وحصول الناس على الحماية».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك