العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

عربية ودولية

عشرة أشهر من العدوان والموت في قطاع غزة ولا فسحة للحزن

الثلاثاء ٠٦ أغسطس ٢٠٢٤ - 02:00

قطاع‭ ‬غزة‭ ‬‭ (‬أ‭ ‬ف‭ ‬ب‭): ‬يوميا‭ ‬ومنذ‭ ‬العاشر‭ ‬من‭ ‬أكتوبر،‭ ‬تلحّ‭ ‬الطفلة‭ ‬إيلا‭ ‬على‭ ‬والدتها‭ ‬لكي‭ ‬تتصل‭ ‬بوالدها،‭ ‬غير‭ ‬مدركة‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬نحو‭ ‬40‭ ‬ألف‭ ‬شخص‭ ‬استشهدوا‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬في‭ ‬العدوان‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬الذي‭ ‬يقترب‭ ‬من‭ ‬شهره‭ ‬العاشر‭. ‬

وتقول‭ ‬أم‭ ‬عمر‭ ‬‮«‬تُمسك‭ ‬طفلتي‭ (‬4‭ ‬سنوات‭) ‬الجوال‭ ‬يوميا،‭ ‬تريد‭ ‬أن‭ ‬تتصلّ‭ ‬بوالدها‭ ‬وتحدّثه‭ ‬بما‭ ‬حدث‭ ‬معها‭ ‬خلال‭ ‬اليوم‭... ‬أضطر‭ ‬إلى‭ ‬مسايرتها‭ ‬وتمثيل‭ ‬أنني‭ ‬اتصل‭ ‬به‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬تتعب‭ ‬نفسيتها‮»‬‭.  ‬

وتقول‭ ‬أم‭ ‬عمر‭ ‬إن‭ ‬زوجها‭ ‬إبراهيم‭ ‬الشنباري‭ ‬استشهد‭ ‬في‭ ‬غارة‭ ‬استهدفت‭ ‬منزل‭ ‬العائلة‭ ‬في‭ ‬بيت‭ ‬حانون‭ ‬في‭ ‬شمال‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭. ‬‮«‬الخبر‭ ‬كان‭ ‬صدمة‭... ‬لم‭ ‬أتقبلها‭ ‬أبدا،‭ ‬أقول‭ ‬إنه‭ ‬حلم‭ ‬وليس‭ ‬حقيقة‮»‬‭.  ‬

وتتواجد‭ ‬أم‭ ‬عمر‭ ‬اليوم‭ ‬مع‭ ‬طفليها‭ ‬‭ ‬بنتان‭ ‬وولد‭ ‬‭ ‬في‭ ‬المواصي‭ ‬في‭ ‬جنوب‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭.  ‬

وتقول‭ ‬‮«‬لا‭ ‬أعرف‭ ‬كيف‭ ‬مضت‭ ‬الأشهر‮»‬،‭ ‬لكنها‭ ‬حزينة‭ ‬لعدم‭ ‬تمكنها‭ ‬من‭ ‬وداع‭ ‬زوجها‭ ‬الذي‭ ‬ارتبطت‭ ‬به‭ ‬بعد‭ ‬قصة‭ ‬حب،‭ ‬وفق‭ ‬قولها‭.  ‬

وتضيف‭ ‬‮«‬لم‭ ‬يتسنّ‭ ‬لنا‭ ‬وداعه،‭ ‬لم‭ ‬نعش‭ ‬العزاء،‭ ‬لم‭ ‬يأخذ‭ ‬حقه‭ ‬كشهيد‭ ‬يتم‭ ‬تشييعه‭ ‬وتصوير‭ ‬فيديو‭ ‬للذكرى،‭ ‬لم‭ ‬يحظ‭ ‬بكل‭ ‬ذلك‮»‬‭.  ‬

منذ‭ ‬السابع‭ ‬من‭ ‬أكتوبر،‭ ‬استشهد‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬نحو‭ ‬40‭ ‬ألف‭ ‬فلسطيني‭.  ‬

وبينما‭ ‬تستذكر‭ ‬أم‭ ‬عمر‭ ‬‮«‬طيبة‭ ‬وحنان‮»‬‭ ‬زوجها،‭ ‬تواسي‭ ‬نفسها‭ ‬بأنها‭ ‬‮«‬أفضل‭ ‬حال‭ ‬من‭ ‬غيرنا‭ ‬ممن‭ ‬فقدوا‭ ‬كل‭ ‬عائلاتهم‭ ‬ولم‭ ‬يدفنوهم‭ ‬وآخرين‭ ‬يلملمون‭ ‬أشلاء‭ ‬أولادهم‭... ‬مصائب‭ ‬كبيرة‮»‬‭. ‬

وقتل‭ ‬خلال‭ ‬العدوان‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬1,5‭ ‬في‭ ‬المائة‭ ‬من‭ ‬سكان‭ ‬القطاع‭ ‬الساحلي‭ ‬البالغ‭ ‬عددهم‭ ‬2,4‭ ‬مليون‭. ‬وتعدّدت‭ ‬طرق‭ ‬الموت،‭ ‬منهم‭ ‬من‭ ‬قتل‭ ‬مباشرة‭ ‬ومنهم‭ ‬من‭ ‬نزف‭ ‬حتى‭ ‬الموت‭ ‬والبعض‭ ‬قضى‭ ‬تحت‭ ‬ردم‭ ‬المنازل‭ ‬وتم‭ ‬انتشال‭ ‬جثثهم‭ ‬والبعض‭ ‬الآخر‭ ‬ما‭ ‬تزال‭ ‬جثمانيهم‭ ‬تحت‭ ‬الأنقاض‭. ‬

بالنسبة‭ ‬لمصطفى‭ ‬الخطيب‭ (‬56‭ ‬عاما‭) ‬الذي‭ ‬فقد‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬أقاربه،‭ ‬فإن‭ ‬‮«‬الموت‭ ‬صار‭ ‬مثل‭ ‬الحياة‮»‬‭.  ‬

ويشكو‭ ‬الخطيب‭ ‬لوكالة‭ ‬فرانس‭ ‬برس‭ ‬غياب‭ ‬المقابر‭ ‬وصعوبة‭ ‬الوصول‭ ‬إليها‭ ‬والاضطرار‭ ‬إلى‭ ‬دفن‭ ‬الشهداء‭ ‬في‭ ‬‮«‬الأراضي‭ ‬والساحات‭ ‬والحارات‮»‬‭. ‬ويضيف‭ ‬‮«‬نواجه‭ ‬صعوبات‭ ‬لعدم‭ ‬توافر‭ ‬أدوات‭ ‬الحفر‭ ‬ولا‭ ‬توجد‭ ‬حجارة‭ ‬ولا‭ ‬إسمنت‭ ‬ولا‭ ‬حديد‭.. ‬كلها‭ ‬أمور‭ ‬أساسية‭ ‬مفقودة‮»‬‭.  ‬

ويتحدّث‭ ‬الخطيب‭ ‬بحزن‭ ‬عن‭ ‬تفاصيل‭ ‬مؤلمة‭ ‬عايشها‭.  ‬

ويقول‭ ‬‮«‬أشعر‭ ‬بالقهر‭ ‬والمرارة‭ ‬على‭ ‬فراق‭ ‬الأحبة‭... ‬استشهد‭ ‬خالي‭ ‬يحيى‭ ‬بقصف‭ ‬إسرائيلي‭ ‬على‭ ‬منطقة‭ ‬حي‭ ‬الدرج‭ ‬ونقلناه‭ ‬إلى‭ ‬مستشفى‭ ‬الشفاء‭ ‬ودفنناه‭ ‬داخل‭ ‬ساحة‭ ‬المستشفى‭ ‬الغربية‮»‬‭.  ‬

وتعجّ‭ ‬باحات‭ ‬المستشفى‭ ‬بالجثامين‭ ‬التي‭ ‬دفنت‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬السرعة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الحصار‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬الذي‭ ‬تعرّض‭ ‬له‭ ‬وبسبب‭ ‬القتال‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬دائرا‭ ‬في‭ ‬محيطه‭.  ‬

ويشرح‭ ‬الخطيب‭ ‬كيف‭ ‬دَفَن‭ ‬شقيقته‭ ‬آمنة‭ ‬في‭ ‬‮«‬مقبرة‭ ‬الشيخ‭ ‬شعبان‭ ‬وهي‭ ‬ممتلئة‭ ‬وقديمة‭ ‬ويفترض‭ ‬ألا‭ ‬ندفن‭ ‬فيها‭ ‬لكن‭ ‬كنت‭ ‬مضطرا‮»‬‭.  ‬

في‭ ‬مدرسة‭ ‬تستخدم‭ ‬كملجأ‭ ‬للنازحين‭ ‬في‭ ‬مخيم‭ ‬المغازي‭ ‬للاجئين‭ ‬في‭ ‬وسط‭ ‬غزة،‭ ‬تتحسّس‭ ‬سيدة‭ ‬الأرض‭ ‬حيث‭ ‬دفنت‭ ‬ابنتها‭ ‬التي‭ ‬قضت‭ ‬بين‭ ‬ذراعيها‭ ‬متأثرة‭ ‬بجروحها‭ ‬جراء‭ ‬انفجار‭ ‬أنبوب‭ ‬غاز‭ ‬أثناء‭ ‬القصف‭ ‬الإسرائيلي‭.  ‬

وشرّد‭ ‬العدوان‭ ‬جميع‭ ‬سكّان‭ ‬شمال‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬تقريبا‭ ‬ومنهم‭ ‬من‭ ‬فقد‭ ‬أحباءه‭ ‬وهو‭ ‬بعيد‭ ‬عن‭ ‬منزله‭.  ‬

ودفعت‭ ‬رحلة‭ ‬النزوح‭ ‬وسط‭ ‬القتل‭ ‬والدمار‭ ‬كثيرين‭ ‬إلى‭ ‬دفن‭ ‬أقاربهم‭ ‬في‭ ‬أراض‭ ‬خاصة‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬الشوارع‭ ‬وحتى‭ ‬في‭ ‬ملاعب‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭. ‬قاموا‭ ‬بذلك‭ ‬دون‭ ‬يقين‭ ‬بإمكانية‭ ‬التعرّف‭ ‬على‭ ‬تلك‭ ‬القبور‭ ‬لاحقا‭ ‬أو‭ ‬العثور‭ ‬عليها‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا