تغطية: أمل الحامد
تصوير: عبدالأمير السلاطنة
انطلقت أمس فعاليات المهرجان الثقافي والتراثي «خيرات النخلة» في نسخته الخامسة بمشاركة أكثر من 60 مزارعا وأسرة منتجة، الذي يستمر حتى يوم غد السبت.
حضر الافتتاح المهندس وائل بن ناصر المبارك وزير شؤون البلديات والزراعة، والأمين العام للمبادرة الوطنية لتنمية القطاع الزراعي الشيخة مرام بنت عيسى آل خليفة، والرئيس التنفيذي لمجموعة بنك البحرين للتنمية السيدة دلال الغيص، والرئيس التنفيذي لصندوق العمل «تمكين»، بمشاركة العديد من المزارعين والشركات الزراعية والحرفيين والأسر المنتجة. ويضم المهرجان مجموعة متنوعة من «خيرات النخلة» من رطب وتمور وغيرها من المنتجات المرتبطة بالنخيل، بالإضافة إلى معرض صغير للحرف اليدوية لإبراز الحرف التقليدية البحرينية وتوثيق نمط حياة الأجداد.
ويهدف المهرجان إلى تشجيع ودعم الإنتاج المحلي من كافة منتجات النخلة للحفاظ على الهوية الزراعية
وأكد المهندس وائل بن ناصر المبارك وزير شؤون البلديات والزراعة أن أهمية زراعة النخيل تتجاوز كونها جزءاً من الإرث التاريخي لمملكة البحرين، لتشمل دورها المتنامي في دعم الاستدامة البيئية والتنمية الزراعية المستدامة. وأشار إلى أن الصناعات التحويلية للنخيل والتمور تمثل رافداً مهماً لتعزيز المنتجات الزراعية الوطنية، وزيادة تنويع مصادر الدخل، والمساهمة في تحقيق الأمن الغذائي.
وأشار الوزير إلى اهتمام وزارة شؤون البلديات والزراعة بتنمية القطاع الزراعي وتطوير قطاع النخيل المستدام من خلال الحفاظ على التراث الزراعي وإنشاء المجمعات الوراثية لأصناف النخيل المحلية بهدف تقييمها والمحافظة عليها، وتطبيق أحدث التقنيات الزراعية عبر إدخال التقنيات الحديثة في خدمة وصيانة أشجار النخيل، بالإضافة إلى إعداد أطلس يحوي أهم أصناف نخيل التمر في دول الخليج العربية، وعمل الدراسات اللازمة المتعلقة بالنخلة وتطوير الكوادر الفنية.
وخلال الافتتاح أشادت الشيخة مرام بنت عيسى آل خليفة بالدعم الكبير من حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم، وبالمتابعة المستمرة من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، وبالتوجيهات الكريمة من صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت ابراهيم آل خليفة قرينة عاهل البلاد المعظم رئيسة المجلس الاستشاري للمبادرة الوطنية لتنمية القطاع الزراعي، للحفاظ على أشجار النخيل كونها جزءا لا يتجزأ من التراث الثقافي لمملكة البحرين. كما أعربت عن شكرها وتقديرها لبنك البحرين للتنمية على التنظيم المميز للمهرجان، وأبدت سعادتها بما رأته من تنوع وجودة في المنتجات المعروضة والكم الوفير من الخبرات والمعلومات حول كل ما يخص النخلة، متمنية للمشاركين كل التوفيق والنجاح.
وأكدت الشيخة مرام بنت عيسى آل خليفة الأمين العام للمبادرة الوطنية لتنمية القطاع الزراعي أهمية المهرجان لدعم كل المزارعين العاملين في مجال صيانة النخيل وإنتاج البلح بكافة أنواعه وكذلك دعم المؤسسات الصغيرة العاملة في مجال إعادة تصنيع كل ما يتعلق بالنخلة، مشيرة إلى وجود منتجات كثيرة متعلقة بالرطب والتمر وكذلك منتجات زراعية أخرى في المهرجان، مؤكدة أهمية القطاع الزراعي الكبيرة لمملكة البحرين.
وأشارت إلى أن سوق المزارعين الدائم في هورة عالي يعد مشروعًا مهمًا جدًا للمبادرة الوطنية لتنمية قطاع الزراعي لكونه من أوائل المشاريع لدعم تسويق المنتج البحريني الذي عملت عليه المبادرة مع وزارة شؤون البلديات والزراعة وحاليا تحت إدارة بنك البحرين للتنمية، لافتة إلى أن السوق شهد نموًا منذ إنشائه، ومواصلة النمو لتحقيق أهدافه بدعم المزارعين والعاملين في قطاع الزراعة في مملكة البحرين.
ودعت الجميع الى الحضور وزيارة المهرجان الذي يقام على مدى 3 أيام والتمتع بخيرات البحرين.
من جانبها، أكدت دلال الغيص، الرئيس التنفيذي لمجموعة بنك البحرين للتنمية أن مهرجان خيرات النخلة دعم لأهمية القطاع الزراعي، وهذه النسخة الخامسة من المهرجان بحلته الجديدة، ويقام كل عام بحلة جديدة وهذا العام الحلة مختلفة، مشيرة إلى أن الحلة السادسة ستكون أفضل وفيها تنوع أكثر.
وأعربت عن فخرها بمشاركة أكثر من 60 مشاركا بين مزارع وأسر منتجة في المهرجان، متوجهة بالشكر الى جميع الجهات الداعمة من ضمنها صندوق العمل (تمكين)، المبادرة الوطنية لتنمية القطاع الزراعي، وزارة شؤون البلديات والزراعة، بنك البحرين التنمية والبنك الأهلي، والذي يعد مؤشرًا لأهمية هذا القطاع.
وحول الاختلاف بين النسخة الحالية من المهرجان والنسخ الماضية، أوضحت الغيص أن مهرجان النخلة هذا العام شهد إضافة للمزارعين، وتعاونا من وزارة السياحة ووزارة التنمية الاجتماعية ومشاركة أسر منتجة، وكذلك وجود منتجات مختلفة، إذ ان إحدى هذه المنتجات هو منتج المورينغا الذي يشارك للمرة الاولى وهو منتج حائز جائزة وطنية، وكذلك وجود منتج مختلف ألا وهو عسل السدر، وقد حصل أحد المشاركين بالمهرجان على دعم من الحكومة ليتم تسويقه خارج مملكة البحرين، مشيرة إلى أننا كل عام ننبهر بالمشاركين الذين يساهمون في تنوع المعروض.
بدورهم، أكد المزارعون المشاركون أهمية المهرجان في تعريف الجمهور والزائرين بأصناف النخيل المتوافرة فقط في مملكة البحرين، مشيدين بحسن تنظيم المهرجان الذي شهد اقبالا واسعا من المواطنين والمقيمين والزوار.
وأوضح ميرزا حسن منصور صاحب فرشة مزرعة أبو محمد أن المهرجان للتعريف بالنخلة وتراث المملكة، وكذلك تعليم الأطفال جميع أصناف الرطب، ومنها الخضيري والخلاص والمرزبان، وأيضًا التعريف بأنواع النخل القديمة، مثل المرزبان والخنيزي والغرة وأم رحيم.
وأضاف أن المهرجان كذلك للتعريف بأصناف النخيل المتوافرة فقط في مملكة البحرين، ومن بينها الخنيزي خصوصًا أن رطب وتمر الخنيزي من الأصناف المرغوبة والتي تشهد طلبًا عليها.
وقال مهدي أبوعلي «النخلاوي»: إن النخلة أم الخير وهناك توجه من المعنيين بالمملكة للاعتناء بالنخيل ولذلك فإننا نرى زراعة النخيل على نطاق واسع وهذه الصفة جيدة، كما أن إقامة هذا المهرجان تعد إحدى الركائز التي يعتمد عليها وتشجيع المزارعين سواء زراعة النخيل أو العناية بالنخلة.
وأوضح أن العناية بالنخلة تبدأ في شهر يناير وتنتهي في شهر ديسمبر أي طوال العام والتي تبدأ بالتسميد ثم إزالة العذوق الجافة او السعف أو الكرب في شهر يناير، وفي شهر فبراير يتم التلقيح أي وضع حبوب اللقاح في طلع النخلة بعدها يأتي وقت تحضير العذوق التقويس وهذه عملية ضرورية جدًا ليسهل على المزارع جني المحصول، والفترة الأخيرة هو حصاد مدخر السنة كاملة، إضافة إلى قطع العذوق وتنظيفها للعام المقبل، مضيفًا أن النخلة تعد جمالا وخيرا وثمرا وفوائد كبيرة.
ويشتمل المهرجان على معروضات مختلفة من قبل المزارعين والشركات الزراعية والأسر المنتجة، حيث شملت هذه المعروضات: المأكولات المصنعة من التمور، مثل «آجار الرطب» وآيسكريم الرطب بأنواعه والحليب بنكهة الرطب وحلويات الرطب، مثل الرنقينة وحلوى التمر، وأعمال يدوية بمحتوى النخلة، وكذلك حرف يدوية، مثل صناعة الفخار وصناعة الصناديق وصناعة السلال، بالإضافة إلى عرض مختلف أصناف الرطب الموجودة في هذه الفترة.
ومن الجدير بالذكر أن المهرجان تم تنظيمه من قِبل إدارة سوق المزارعين التابع لمجموعة بنك البحرين للتنمية، بالتعاون مع المبادرة الوطنية لتنمية القطاع الزراعي ووزارة شؤون البلديات والزراعة، وبدعم من صندوق العمل «تمكين» ومجموعة البنك الأهلي المتحد، بالإضافة إلى شركة الخليج لصناعة البتروكيماويات (جيبك).
ويهدف المهرجان إلى تشجيع ودعم الإنتاج المحلي من منتجات النخيل، وترسيخ الهوية الزراعية البحرينية والاحتفاء بها. كما يسعى لدعم المزارعين البحرينيين من خلال توفير الفرصة لهم للترويج لمنتجاتهم للجمهور وزيادة هوامش البيع والاستثمارات الخاصة بهم.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك