علق د. عبدالله الذوادي الخبير التقني والمتخصص في الأمن الرقمي والسيبراني العطل التقني الذي تسبب في توقف وتعطل العديد من القطاعات على مستوى العالم، قائلا: واجه مستخدمو Windows 10 على مستوى العالم انقطاعًا كبيرًا في الخدمة بسبب تحديث Crowdstrike الجديد، ويؤدي هذا إلى توقف أجهزة الكمبيوتر على شاشة الاسترداد.
وقال لـ«أخبار الخليج»: شارك العديد من المستخدمين على وسائل التواصل الاجتماعي صورًا لشاشاتهم عالقة في صفحة الاسترداد مع رسالة تقول: «يبدو أن Windows لم يتم تحميله بشكل صحيح».
وأكد أن الانقطاع كان ناتجًا عن «تحديث محتوى خاطئ واحد» أدى إلى اضطرابات كبيرة في البنوك وأسواق الأوراق المالية ومحلات السوبر ماركت والمطارات وقطاعات مختلفة في جميع أنحاء العالم، ولم يكن هجوما سيبرانيا.
وأشار إلى أن Crowdstrike هي خدمة للأمن السيبراني مصممة لوقف خروقات الإنترنت أو الاختراق لأكبر الشركات في العالم، موضحا أن هذا التحديث يحتوي على خطأ برمجي وتسبب في مشكلة في نظام التشغيل Microsoft، وقد قامت الشركة بإصلاح المشكلة في الوقت الحالي. تم تحديد هذا العطل بسرعة كبيرة وتمت معالجة المشكلة».
كما أكّد يعقوب العوضي الرئيس التنفيذي لشركة «إن جي إن» لأنظمة المعلومات المتكاملة أن خلل «كراود سترايك» الذي شل الكثير من الأنظمة والأجهزة المرتبطة بالإنترنت حول العالم لم يصب البحرين على صعيد الخدمات الحكومية والشركات والمؤسسات والأفراد بضرر كبير كما حدث في دول ومدن أخرى حول العالم، رغم أن البحرين تعتبر سباقة بين دول العالم في مجال التحول الرقمي والارتباط بمجتمع المعلومات والاتصالات دوليا.
وأشار العوضي إلى أن هذا الخلل العالمي يؤكد مرة أخرى أهمية ما تقوم به البحرين من مبادرات من أجل حماية أمنها السيبراني، واعتماد جملة متقدمة من الحلول التقنية التي تضمن استمرارية التشغيل تحت مختلف الظروف الطارئة، لكنه لفت في الإطار ذاته إلى أهمية المبادرة إلى دراسة مفصلة ومتأنية للخلل الذي وقع وتسبب بهذا الضرر الكبير على مستوى العالم، والاستفادة منه في تعزيز الحماية السيبرانية بالبحرين على صعيد القطاعين العام والخاص والأفراد.
وأشار العوضي إلى أنه من الدروس المستفادة من حادثة «كراود سترايك» هو ضرورة الاعتماد على أكثر من مزود خدمات أمن سيبراني، بما يضمن مزيدا من طبقات الحماية من جهة، واستمرارية العمل في حال حدوث خلل لدى أحد المزودين من جهة أخرى. وذكر أيضا أن الدرس الآخر المستفاد من الأزمة هو ضرورة سرعة اتخاذ القرار وإدارة الأزمة واتخاذ كل الاحتياطات اللازمة والحد من التبعات السلبية، لافتا في هذا الإطار إلى أهمية مبادرة مزود خدمات الأمن السيبراني إلى إطلاع المستفيدين من خدماته بسرعة وشفافية ونزاهة في حال حدوث أي عطل أو خلل، وبما يضمن حصر الأضرار في حدودها الدنيا، والحد من الأزمة قبل أن تتفاقم.
وذكر أيضا أن معظم حوادث الأمن السيبراني حول العالم تؤكد أيضا ضرورة الاعتماد على الشركاء المحليين والكفاءات الوطنية في مجال الأمن السيبراني، وقال: «تعبر الثقة هي العامل الحاسم بين المزود والعميل في مجال الأمن السيبراني، والثقة تبنى وتعزز مع الشركاء المحليين والكوادر المحلية أكثر بلا شك».
وأضافَ بالقول: «إنّ مزودي الخدمات المحليين يتمتعون بمعرفة أعمق بالقوانين واللوائح المحلية المتعلقة بالأمن السيبراني، كما أنّهم قادرون على توفير استجابة أسرع وأكثر كفاءة في حال وقوع أي خلل أو هجوم إلكتروني، وأن الاعتماد عليهم يُعدّ خطوة ضرورية لتعزيز الأمن السيبراني وحماية البيانات والأنظمة من الهجمات الإلكترونية».
وشدد العوضي على أهمية ما يسمى «اليقظة السيبرانية الدائمة»، وقال: «لم يحدث خلل كراود سترايك بسبب هجوم سيبراني هذه المرة، لكن لا أحد يعرف مستقبلا ما الذي يمكن أن يحدث، لذلك لا بد من الاعتماد على الموثقين المحليين من شركات وكوادر في الحصول على خدمات الأمن السيبراني».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك