العدد : ١٧٠٤٨ - الاثنين ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٨ - الاثنين ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

عربية ودولية

انتخابات الرئاسة في إيران.. مقاطعة واسعة وجولة ثانية بين الإصلاحي بيزشكيان والمتشدد جليلي

الأحد ٣٠ يونيو ٢٠٢٤ - 02:00

طهران‭ ‬‭ ‬الوكالات‭: ‬تُحسم‭ ‬الانتخابات‭ ‬الرئاسية‭ ‬الإيرانية‭ ‬في‭ ‬الخامس‭ ‬من‭ ‬يوليو‭ ‬بين‭ ‬المرشحين‭ ‬الإصلاحي‭ ‬مسعود‭ ‬بيزشكيان‭ ‬والمحافظ‭ ‬المتشدّد‭ ‬سعيد‭ ‬جليلي‭ ‬بعدما‭ ‬تصدّرا‭ ‬الدورة‭ ‬الأولى‭ ‬التي‭ ‬اتسمت‭ ‬بنسبة‭ ‬مشاركة‭ ‬هي‭ ‬الأضعف‭ ‬منذ‭ ‬ثورة‭ ‬عام‭ ‬1979‭. ‬

ومن‭ ‬أصل‭ ‬24,54‭ ‬مليون‭ ‬بطاقة‭ ‬تمّ‭ ‬فرزها،‭ ‬حصل‭ ‬بيزشكيان‭ ‬على‭ ‬10,41‭ ‬ملايين‭ ‬صوت،‭ ‬أي‭ ‬نسبة‭ ‬42%،‭ ‬متقدّما‭ ‬على‭ ‬جليلي،‭ ‬المفاوض‭ ‬السابق‭ ‬في‭ ‬الملف‭ ‬النووي‭ ‬الذي‭ ‬حصل‭ ‬على‭ ‬9,47‭ ‬ملايين‭ ‬صوت‭ (‬38%‭). ‬

ومن‭ ‬أصل‭ ‬14‭ ‬انتخابات‭ ‬رئاسية‭ ‬جرت‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬1979،‭ ‬وحدها‭ ‬انتخابات‭ ‬2005‭ ‬حُسمت‭ ‬في‭ ‬الدورة‭ ‬الثانية‭. ‬

وتقدّم‭ ‬بيزشكيان‭ ‬وجليلي‭ ‬بفارق‭ ‬كبير‭ ‬على‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الشورى‭ ‬المحافظ‭ ‬محمد‭ ‬باقر‭ ‬قاليباف‭ ‬الذي‭ ‬حصل‭ ‬على‭ ‬3,38‭ ‬ملايين‭ ‬صوت،‭ ‬فيما‭ ‬لم‭ ‬يحصل‭ ‬مصطفى‭ ‬بور‭ ‬محمدي،‭ ‬رجل‭ ‬الدين‭ ‬الوحيد‭ ‬بين‭ ‬المرشحين،‭ ‬سوى‭ ‬على‭ ‬206397‭ ‬صوتا‭. ‬

وقال‭ ‬المتحدث‭ ‬باسم‭ ‬لجنة‭ ‬الانتخابات‭ ‬في‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬محسن‭ ‬إسلامي‭ ‬لصحفيين‭: ‬‮«‬لم‭ ‬يتمكّن‭ ‬أي‭ ‬من‭ ‬المرشحين‭ ‬من‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬الغالبية‭ ‬المطلقة‭ ‬من‭ ‬الأصوات‮»‬‭ ‬في‭ ‬الدورة‭ ‬الأولى،‭ ‬وبالتالي‭ ‬سيتواجه‭ ‬‮«‬المرشحان‭ ‬الأول‭ ‬والثاني‮»‬‭ ‬في‭ ‬دورة‭ ‬ثانية‭. ‬

ودعي‭ ‬حوالي‭ ‬61‭ ‬مليون‭ ‬ناخب‭ ‬الى‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬الانتخابات‭ ‬التي‭ ‬نظمت‭ ‬على‭ ‬عجَل‭ ‬بعد‭ ‬مقتل‭ ‬الرئيس‭ ‬إبراهيم‭ ‬رئيسي‭ ‬في‭ ‬حادث‭ ‬مروحية‭ ‬في‭ ‬19‭ ‬مايو‭. ‬غير‭ ‬أن‭ ‬24,54‭ ‬مليون‭ ‬ناخب‭ ‬فقط‭ ‬أدلوا‭ ‬بأصواتهم‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬دعوة‭ ‬المرشد‭ ‬الإيراني‭ ‬علي‭ ‬خامنئي‭ ‬الجمعة‭ ‬إلى‭ ‬المشاركة،‭ ‬مؤكدا‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الإقبال‭ ‬الكبير‭ ‬ضرورة‭ ‬قصوى‮»‬‭. ‬في‭ ‬المقابل،‭ ‬دعا‭ ‬معارضون،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬من‭ ‬الخارج،‭ ‬إلى‭ ‬مقاطعة‭ ‬الانتخابات‭. ‬

وكانت‭ ‬السلطات‭ ‬تأمل‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬نسبة‭ ‬مشاركة‭ ‬عالية‭ ‬بعدما‭ ‬اتسمت‭ ‬الانتخابات‭ ‬الرئاسية‭ ‬الماضية‭ ‬عام‭ ‬2021‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬يسمح‭ ‬فيها‭ ‬بترشّح‭ ‬أي‭ ‬إصلاحي‭ ‬أو‭ ‬معتدل،‭ ‬بمقاطعة‭ ‬بلغت‭ ‬51%‭ ‬من‭ ‬الناخبين‭. ‬

ولم‭ ‬يشارك‭ ‬سوى‭ ‬41%‭ ‬من‭ ‬الناخبين‭ ‬في‭ ‬الانتخابات‭ ‬التشريعية‭ ‬التي‭ ‬جرت‭ ‬في‭ ‬مارس‭. ‬

وستلقى‭ ‬الدورة‭ ‬الثانية‭ ‬متابعة‭ ‬دقيقة‭ ‬في‭ ‬الخارج‭. ‬

وستدور‭ ‬المواجهة‭ ‬بين‭ ‬مرشحين‭ ‬مختلفين‭ ‬تماما‭ ‬في‭ ‬توجهاتهما‭ ‬وبرامجهما،‭ ‬وسيكون‭ ‬لهما‭ ‬تأثير‭ ‬على‭ ‬توجه‭ ‬البلاد،‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬الصلاحيات‭ ‬المحدودة‭ ‬الممنوحة‭ ‬للرئيس‭. ‬

فالمسؤولية‭ ‬الأولى‭ ‬في‭ ‬الحكم‭ ‬في‭ ‬إيران‭ ‬تقع‭ ‬على‭ ‬عاتق‭ ‬المرشد‭ ‬الأعلى‭ ‬الذي‭ ‬يعتبر‭ ‬رأس‭ ‬الدولة‭. ‬أما‭ ‬الرئيس‭ ‬فهو‭ ‬مسؤول‭ ‬على‭ ‬رأس‭ ‬حكومته‭ ‬عن‭ ‬تطبيق‭ ‬الخطوط‭ ‬السياسية‭ ‬العريضة‭ ‬التي‭ ‬يضعها‭ ‬المرشد‭ ‬الأعلى‭.  ‬

ومسعود‭ ‬بيزشكيان،‭ ‬الطبيب‭ ‬الجراح‭ ‬البالغ‭ ‬69‭ ‬عاما،‭ ‬نائب‭ ‬عن‭ ‬تبريز،‭ ‬المدينة‭ ‬الكبرى‭ ‬في‭ ‬شمال‭ ‬غرب‭ ‬إيران،‭ ‬ولديه‭ ‬خبرة‭ ‬محدودة‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬الحكومي‭ ‬تقتصر‭ ‬على‭ ‬شغله‭ ‬منصب‭ ‬وزير‭ ‬للصحة‭ ‬بين‭ ‬2001‭ ‬و2005‭ ‬في‭ ‬حكومة‭ ‬الرئيس‭ ‬الإصلاحي‭ ‬محمد‭ ‬خاتمي‭. ‬

وعرف‭ ‬بكلامه‭ ‬الصريح،‭ ‬إذ‭ ‬لم‭ ‬يتردد‭ ‬في‭ ‬انتقاد‭ ‬السلطات‭ ‬خلال‭ ‬الحركة‭ ‬الاحتجاجية‭ ‬الواسعة‭ ‬التي‭ ‬هزت‭ ‬إيران‭ ‬إثر‭ ‬وفاة‭ ‬الشابة‭ ‬مهسا‭ ‬أميني‭ ‬في‭ ‬سبتمبر‭ ‬2022‭. ‬

وهو‭ ‬يدعو‭ ‬إلى‭ ‬إحياء‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬إيران‭ ‬والدول‭ ‬الغربية‭ ‬وفي‭ ‬طليعتها‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬رفع‭ ‬العقوبات‭ ‬التي‭ ‬تكبّل‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الإيراني‭. ‬

في‭ ‬المقابل،‭ ‬يؤيد‭ ‬سعيد‭ ‬جليلي‭ (‬58‭ ‬عاما‭) ‬اعتماد‭ ‬نهج‭ ‬متصلّب‭ ‬بوجه‭ ‬الغرب،‭ ‬وهو‭ ‬أثبت‭ ‬ذلك‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الست‭ ‬التي‭ ‬قاد‭ ‬فيها‭ ‬المفاوضات‭ ‬حول‭ ‬الملف‭ ‬النووي‭ ‬الإيراني‭ ‬بين‭ ‬2007‭ ‬و2013‭. ‬

ويحظى‭ ‬جليلي‭ ‬بثقة‭ ‬المرشد‭ ‬الأعلى،‭ ‬ما‭ ‬مكّنه‭ ‬من‭ ‬شغل‭ ‬مناصب‭ ‬كبرى‭ ‬في‭ ‬إيران‭. ‬وهو‭ ‬حاليا‭ ‬أحد‭ ‬ممثّلي‭ ‬خامنئي‭ ‬في‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للأمن‭ ‬القومي‭. ‬

وقبل‭ ‬إعلان‭ ‬النتائج،‭ ‬اتخذت‭ ‬الصحف‭ ‬صباح‭ ‬أمس‭ ‬موقفا‭ ‬يعكس‭ ‬خياراتها‭ ‬السياسية،‭ ‬فنشرت‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬سازندكي‮»‬‭ ‬الإصلاحية‭ ‬على‭ ‬صفحتها‭ ‬الأولى‭ ‬صورة‭ ‬لمسعود‭ ‬بيزشكيان‭ ‬مع‭ ‬عنوان‭ ‬‮«‬يحيا‭ ‬الأمل‮»‬،‭ ‬فيما‭ ‬دعت‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬إيران‮»‬‭ ‬الحكومية‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬التصويت‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬هيبة‭ ‬إيران‮»‬‭. ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا