السويمة - الوكالات: دعا القادة المشاركون في قمة حول الاستجابة للأزمة الإنسانية في غزة أمس إلى تيسير دخول المساعدات وبكميات أكبر إلى القطاع الذي دمره العدوان الإسرائيلي، معربين عن دعمهم لوقف إطلاق النار الذي طرحته الولايات المتحدة.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش في كلمته أمام المؤتمر: «المجازر وأعمال القتل المرتكبة في غزة لا تضاهي من حيث سرعة وتيرتها وحجمها أي أعمال ارتكبت خلال السنوات التي قضيتها كأمين عام». وتابع: «لقد آن أوان وقف إطلاق النار والإفراج غير المشروط عن الرهائن... يجب أن تتوقف هذه الفظاعات». وأضاف: «أرحب بمبادرة السلام التي عرض الرئيس بايدن مؤخرا خطوطها العريضة، وأحث جميع الأطراف على اغتنام هذه الفرصة والتوصل إلى اتفاق».
ورأى جوتيريش أن «السبيل الوحيد للمضي قدما يكمن في إيجاد تسوية سياسية تمهد الطريق أمام السلام المستدام، على أساس حل الدولتين، فلسطين وإسرائيل تعيشان جنبا إلى جنب في سلام وأمن، على أساس خطوط ما قبل عام 1967... على ان تكون القدس عاصمة للدولتين».
يُنظم المؤتمر المنعقد في السويمة على شاطئ البحر الميت، بدعوة من العاهل الاردني والرئيس المصري والأمين العام للأمم المتحدة في مركز الملك حسين بن طلال للمؤتمرات، وبمشاركة 75 دولة.
ووصف منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن جريفيث العدوان على غزة بأنه «وصمة عار على جبين الإنسانية»، ودعا إلى جمع 2,5 مليار دولار لتلبية احتياجات سكان غزة حتى ديسمبر المقبل.
وشدد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الذي وصل إلى الأردن قادماً من إسرائيل على أنه في انتظار التوصل إلى اتفاق بين اسرائيل وحماس، ليس هناك وقت نضيعه لمساعدة سكان غزة، وأعلن أن الولايات المتحدة ستقدم أكثر من 400 مليون دولار كمساعدات جديدة.
من جهته، أعلن رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز أن بلاده ستقدم 16 مليون يورو.
وقال الرئيس الإندونيسي المنتخب برابوو سوبيانتو إن إندونيسيا مستعدة لإرسال فرق طبية ومستشفى ميداني وسفينة مستشفى إلى غزة، قائلاً إنها تستطيع إجلاء 1000 شخص ممن هم بحاجة إلى علاج طبي.
وقال جوتيريش إن «أكثر من 50 ألف طفل في حاجة إلى العلاج من سوء التغذية الحاد». واوضح ان «تدفق المساعدات الإنسانية الحيوية الموجهة لسكان غزة انخفض بمقدار الثلثين منذ الهجوم على معبر رفح الحدودي قبل شهر واحد».
واتهم الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إسرائيل التي تحاصر قطاع غزة باستخدام الجوع سلاح حرب.
من جهته، أكد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني ان «أهل غزة لا يتطلعون إلينا من أجل الكلام المنمق والخطابات، بل إنهم يريدون إجراءات فعلية على أرض الواقع، وهم بحاجة لذلك الآن». وأضاف: «يجب أن نكون مستعدين الآن لنشر عدد كاف من الشاحنات لتوصيل المساعدات بشكل يومي، وهناك حاجة إلى مئات الشاحنات داخل غزة، والمزيد من المساعدات لضمان تدفقها المستمر بشكل فاعل عبر الطرق البرية إلى غزة، ولا يمكننا أن ننتظر شهورا لحشد هذه الموارد، فما لدينا اليوم هو ببساطة بعيد كل البعد عما نحتاجه». وأكد ان «الأردن سيواصل أيضا عمليات الإنزال الجوي، وسينظر في إمكانية استخدام طائرات عمودية ثقيلة لتأمين المساعدات على المدى القصير، وبمجرد التوصل إلى وقف لإطلاق النار». وخلص: «لا يمكننا أن نتخلى عن غزة، فيجب أن تكون أولوية الجميع. التاريخ سيحكم علينا من خلال أفعالنا. إنه اختبار لإنسانيتنا وإخلاصنا».
من جانبه، قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس: «تبقى مسؤولية مجلس الأمن وأطراف المجتمع الدولي كافة كبيرة في الضغط على إسرائيل، من أجل فتح جميع المعابر البرية، وتسليمها للحكومة الجديدة». وأضاف: «فوق كل ذلك وقبله، لا بد من مواصلة بذل الجهود لوقف إطلاق النار بشكل فوري ودائم وانسحاب جميع القوات الإسرائيلية من قطاع غزة، لفتح المجال لقيام دولة فلسطين واستلامها مهامها كاملة».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك