دبي - (رويترز): أعلنت شركة أرامكو السعودية العملاقة للنفط أمس أن المملكة تستعد لجمع 11.2 مليار دولار من طرح ثانوي لأسهم في الشركة، بعد تسعير السهم في الطرح قرب الحد الأدنى للنطاق السعري.
وجرى تسعير السهم عند 27.25 ريالا (7.27 دولارات) قرب الحد الأدنى للنطاق السعري المعلن في الترويج للطرح وكان يتراوح بين 26.7 و29 ريالا.
وقال مصدر مطلع إنه تمت تغطية الطرح بما بين أربع وخمس مرات.
وذكر المصدر ومصدران آخران مطلعان أن الطلب من الخارج كان أقوى من المتوقع. وأوضح مصدران منهم أن الطلب الخارجي جاء أعلى من نظيره خلال الطرح العام الأولي القياسي لأرامكو في 2019. وذكر أحد المصادر أن الطرح شهد إقبالا من الصين ومناطق أخرى في آسيا، فيما تحدث آخر عن إقبال من أوروبا ولندن.
ولم ترد الحكومة السعودية ولا أرامكو بعد على طلب للتعقيب بشأن الطلب.
وتسعى السعودية إلى جذب استثمارات دولية لضخ عشرات المليارات من الدولارات في مشروعات تهدف إلى تنويع مواردها بعيدا عن الاعتماد على النفط.
ويتبنى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان خطة تحمل اسم رؤية 2030. ويجري تمويل المشاريع المتنوعة للخطة، والتي تشمل السيارات الكهربائية وإقامة مدن جديدة في الصحراء، عبر صندوق الاستثمارات العامة بشكل رئيسي.
ووفقا لرويترز، تقدر قيمة الصندوق بنحو 925 مليار دولار، وذلك بعد تقليص بعض «مشاريعه الكبرى» الرئيسية بهدف زيادة تركيز أعماله بشكل أفضل.
وقال محللون ومصادر إنه سيتم على الأرجح ضخ عوائد من الطرح في صندوق الاستثمارات العامة، رغم إشارة البعض إلى أن الأموال قد تسد جزئيا أيضا العجز المحتمل في موازنة المملكة هذا العام في ظل تراجع أسعار النفط.
وقال إدوارد الحسيني رئيس أبحاث الدخل الثابت بالأسواق الناشئة لدى كولومبيا ثريدنيدل عن سبب البيع: «ليس من الواضح ما إذا كانت أسعار النفط ستستمر في الارتفاع بنفس الطريقة التي شهدتها على مدى السنوات الماضية».
وجرى تداول خام برنت عند ما يقل قليلا عن 80 دولارا للبرميل أمس، ويتجه لتسجيل خسارة للأسبوع الثالث على التوالي. وأشارت توقعات لصندوق النقد الدولي في أبريل إلى أن السعودية تحتاج أن يكون سعر النفط عند 96.2 دولارا لتحقيق توازن في ميزانيتها.
واتفق تحالف أوبك+، الذي يضم منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وآخرين من بينهم روسيا، في الآونة الأخيرة على تمديد معظم تخفيضات الإنتاج التي يتبناها التحالف حتى نهاية عام 2025، لكنه وضع خطة مفصلة لثمانية أعضاء لإلغاء بعض التخفيضات الطوعية على مدى عام اعتبارا من أكتوبر إذا كانت ظروف السوق مواتية.
وجاء التسعير أقل أربعة بالمئة تقريبا عن سعر تداول السهم عند الإغلاق الخميس، ويجعل قيمة أرامكو حوالي 1.76 تريليون دولار.
وتبيع الحكومة السعودية 0.64 بالمئة تقريبا من أرامكو. وقد يصل الطرح إلى 0.7 بالمئة من أسهم أكبر شركة مصدرة للنفط في العالم فيما يسمى بخيار بيع المزيد من الأسهم الذي يسمح للمصرفيين باستخدام الأسهم لتحقيق الاستقرار في سعر الطرح.
وإذا جرى تفعيل هذا الخيار، ستجمع أرامكو 12.36 مليار دولار تقريبا. ومارست الشركة هذا الخيار بعد طرح عام أولي في عام 2019 لجمع 29.4 مليار دولار، والذي لا يزال أكبر طرح عام أولي في العالم.
وسيبدأ تداول الأسهم غدا الأحد في البورصة السعودية بالرياض.
وقالت مصادر إن الطرح، الذي يحمل الاسم الرمزي «بروجكت بوند» لدى البنوك المشاركة في الترتيب، قيد الإعداد منذ شهور.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك