رفح - الوكالات: قصفت الطائرات الحربية والمدفعية الإسرائيلية مختلف أنحاء قطاع غزة من شماله إلى جنوبه في حين تزداد النداءات والضغوط الدولية والشرق أوسطية خشية إفشال خطة لوقف إطلاق النار وافراج متبادل عن الأسرى كشف عنها الرئيس الأمريكي جو بايدن.
ويستمر العدوان الإسرائيلي الغاشم موقعا المزيد من الشهداء والمصابين ولا سيما بين المدنيين في القطاع المدمر الذي يتضور سكانه جوعا ومعظمهم نزحوا عدة مرات بحثا عن أمان هش.
وقال مراسلو وكالة فرانس برس وشهود إن القصف والغارات استهدفت ليلاً مدينة غزة ومنطقة رفح. وقال جهاز الدفاع المدني في غزة إنه تم انتشال أربع جثث من منزل تعرض للقصف في مخيم البريج في الوسط، وثلاث أخرى من تحت أنقاض مبنى مدمر في مدينة غزة. وفي دير البلح، في الوسط، استشهد ثمانية من رجال الشرطة، بحسب المكتب الصحفي لحماس.
واستهدفت غارات الاحتلال الجوية أمس شرق رفح ووسطها بحسب شهود ومسؤول محلي. وأفاد أحد الشهود بإطلاق نيران المدفعية على خان يونس التي دمرها جيش الاحتلال، على بعد بضعة كيلومترات من رفح.
وأعلن جيش الاحتلال أنه استهدف 65 موقعًا بالضربات الجوية والمدفعية وخاض قتالاً بريًا مع مقاتلي الفصائل الفلسطينية.
سيطرت إسرائيل منذ دخولها رفح في 7 مايو على مواقع استراتيجية، مثل معبر رفح ومحور فيلادلفيا الحدودي. لكن القتال استؤنف في عدة قطاعات من شمال قطاع غزة ووسطه كان أكد الجيش سابقا سيطرته عليها. وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على فشل استراتيجية إسرائيل، كما يؤكد مايكل ميلشتين، المتخصص في القضايا الفلسطينية في جامعة تل أبيب. يقول الباحث: «منذ يناير أو فبراير، اتبعت إسرائيل استراتيجية العمليات المحدودة والدقيقة، بدلاً من البقاء في كامل المنطقة.. لقد فشلت هذه الاستراتيجية».
وأعلن مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك أمس تأييده لمقترح بايدن وقال إن «أي مبادرة تؤدي إلى وقف لإطلاق النار يفضي إلى إنهاء ما يحدث الآن هي بالطبع موضع ترحيب». وعن الوضع في غزة قال: «لم نعد نعرف حتى كيف نصفه. إنه أكثر من هش. إنه أكثر من كارثي». وقال إن الأسس والمعايير المتعلقة بإدارة الحرب «تُنتهك بوحشية» و«لا أمان داخل غزة وهو وضع مأساوي للغاية».
كذلك، حث مبعوث الأمم المتحدة للشرق الأوسط تور وينسلاند على قبول مقترح الهدنة وكتب على موقع إكس قائلاً إنه «لا يوجد بديل، وأي تأخير، يكلف كل يوم ببساطة المزيد من الأرواح».
وقالت واشنطن إنها ستسعى إلى استصدار قرار من مجلس الأمن الدولي لدعم الخطة المكونة من ثلاث مراحل والتي لاقت ترحيباً واسعا. وتقترح الخطة التي قدمها بايدن الجمعة على أنها خطة إسرائيلية وقف القتال خلال فترة أولى من ستة أسابيع وتبادل أسرى بين الفصائل الفلسطينية واسرائيل، قبل بدء إعادة إعمار غزة. غير أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أكد أن القتال لن يتوقف إلا مؤقتا للإفراج عن المحتجزين، وأن أحد أهداف إسرائيل الرئيسية يظل تدمير حماس.
وقالت حماس من جانبها إنها تنظر إلى المقترح «بإيجابية».
وأمس، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري: «لم نر بعد موقفاً واضحاً للغاية من الحكومة الإسرائيلية.. قرأنا وشاهدنا التصريحات المتناقضة الصادرة عن الوزراء الإسرائيليين، وهو ما لا يعطينا ثقة كبيرة بوجود موقف موحّد في إسرائيل تجاه هذا المقترح الحالي المطروح على الطاولة».
وأردف المتحدث الذي تشارك بلاده في الوساطة: «لم نر أي تصريحات من الجانبين تمنحنا الكثير من الثقة في العملية»، مع تأكيده استمرارها.
وانتقد بايدن نتنياهو في مقابلة مع مجلة تايم نشرت الثلاثاء، بقوله إن هناك «كل الأسباب» للاستنتاج بأن نتنياهو يطيل أمد حرب غزة لإنقاذ نفسه سياسيا.
من جانبه دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حماس إلى قبول الخطة ودعا إلى إعادة الرهائن وإنهاء معاناة فلسطينيي غزة.
ونعت إسرائيل الثلاثاء أربعة رهائن قتلوا في غزة. لكن جثثهم مازالت لدى حماس.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هغاري إنه يُعتقد أنهم «قتلوا معاً في منطقة خان يونس خلال عمليتنا هناك ضد حماس».
واحتشد المئات في تل أبيب مساء الاثنين متهمين الحكومة بالتخلي عن الرهائن وقالت قريبة أحدهم إن «أيديهم ملطخة بالدم. كان يجب أن يعودوا أحياء وليس في نعوش».
قبل هجومها على رفح أجبرت القوات الإسرائيلية مليون شخص على النزوح شمالا إلى المواصي حيث أعلنت إقامة «منطقة إنسانية». لكن منظمة «أوكسفام» الخيرية تحدثت الثلاثاء عن أوضاع «مروِّعة». وقالت في بيان إن «الظروف المعيشية مروعة لدرجة أنه لا يوجد في المواصي سوى 121 مرحاضًا لكل 500 ألف شخص، ما يعني أنه يتعين على كل 4130 شخصًا أن يتشاركوا مرحاضا واحدا».
ونقلت «أوكسفام» عن ميرا وهي موظفة في المنظمة موجودة في المواصي بعدما اضطرت إلى النزوح سبع مرات قولها إن «الوضع غير إنساني. الظروف لا تطاق، لا توجد مياه نظيفة، ويضطر الناس إلى استخدام مياه البحر».
وقالت «أوكسفام» في التقرير الذي جاء بعنوان «خطر المجاعة يزداد بينما تجعل إسرائيل المساعدات إلى غزة مستحيلة» إنه في حين أن «1,7 مليون نسمة» يتركزون حاليا في «أقل من خُمس قطاع غزة»، فإن «القصف الجوي والبري المتواصل الذي تنفذه إسرائيل والعرقلة المتعمدة للاستجابة الإنسانية يجعلان عملياً وصول المنظمات الإنسانية إلى المدنيين المحاصرين والجائعين مستحيلاً».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك