رفح – الوكالات: واصلت إسرائيل غاراتها الجوية وقصفها المدفعي المكثّف على مدينة رفح جنوب قطاع غزة أمس، غداة طرح الرئيس الأمريكي جو بايدن «خريطة طريق» إسرائيلية لوقف إطلاق النار مع حركة حماس، بعد نحو ثمانية أشهر من بدء العدوان الإسرائيلي على القطاع في أعقاب عملية «طوفان الأقصى» التي نفذتها حركة حماس ضد إسرائيل في أكتوبر.
وتركّزت العمليات العسكرية الإسرائيلية في رفح في غرب المدينةً، تحديداً في حي تل السلطان، حيث أفاد سكان عن غارات جوية وقصف مدفعي.
وقال أحد السكان لوكالة فرانس برس: «منذ ساعات الليل الأولى حتى الصباح، القصف الجوي والمدفعي متواصل ولم يتوقف للحظة واحدة في هذه المناطق غرب رفح ويمنع تحرك المواطنين بشكل عام».
وأشار إلى «وجود عدد من قناصة الاحتلال في المباني المرتفعة في هذه المنطقة التي تكشف كل مناطق حي تل السلطان.. الوضع خطير جداً».
بالتوازي مع ذلك، أفاد شهود عن قصف مدفعي مكثّف في شرق ووسط رفح.
وفي وسط قطاع غزة، استهدف قصف جوي مخيّم النصيرات، كما أفاد مراسل فرانس برس عن استهداف القصف المدفعي حي الزيتون في مدينة غزة شمالاً.
وخلال الساعات الـ 24 الأخيرة حتى صباح أمس استشهد 95 شخصاً على الأقل في مختلف أنحاء القطاع، وفقاً لوزارة الصحة بغزة.
منذ بداية العدوان على مدينة رفح في السابع من مايو، نزح مليون شخص إلى منطقة المواصي الساحلية التي تزعم إسرائيل أنّها «منطقة إنسانية» لاستقبال النازحين.
غير أنّ الأمم المتحدة حذّرت الجمعة من أنّ الوضع «مروّع» في بعض مناطق جنوب قطاع غزة، مشيرة إلى أنّ الوضع في الشمال يتحسن.
وممّا يزيد من مستوى الكارثة الإنسانية، إغلاق معبر رفح أمام دخول المساعدات الدولية منذ سيطرة الجيش الإسرائيلي عليه من الجانب الفلسطيني في السابع من مايو.
وفي هذا السياق، أفادت قناة القاهرة الإخبارية المقرّبة من المخابرات المصرية أمس، بأنّ مصر تستضيف اجتماعاً اليوم مع إسرائيل والولايات المتحدة للبحث في إعادة المعبر مع غزة.
ونقلت القناة عن «مسؤول رفيع المستوى» قوله إن القاهرة متمسّكة بمطلب «الانسحاب الإسرائيلي الكامل» من معبر رفح بين مصر وغزة والذي يعد منفذاً رئيسياً للمساعدات الإنسانية إلى القطاع الفلسطيني الذي دمّرته الحرب.
وأعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن الجمعة أنّ إسرائيل عرضت «خريطة طريق» جديدة نحو سلام دائم في غزّة، مطالباً حركة حماس بقبوله لأنّ «الوقت حان لإنهاء هذه الحرب».
وتتضمّن المرحلة الأولى من المقترح «وقفاً كاملاً وتاماً لإطلاق النار» لستة أسابيع مع انسحاب القوات الإسرائيلية من كلّ «المناطق السكنية في غزة».
وسيترافق وقف المعارك مع الإفراج عن عدد من الرهائن الإسرائيليين الذين اختُطفوا خلال هجوم السابع من أكتوبر، «بمن فيهم النساء والمسنّون والجرحى، مقابل إطلاق سراح مئات من المساجين الفلسطينيّين».
واحتُجز خلال هجوم حماس 252 رهينة ونقلوا إلى غزة. ولا يزال 121 رهينة في القطاع، بينهم 37 لقوا حتفهم، بحسب الجيش الإسرائيلي.
وأوضح الرئيس الأمريكي أنّ وقف إطلاق النار «المؤقت» قد يصبح «دائماً... في حال وفت حماس بالتزاماتها». وتتضمن المرحلة التالية انسحاب الجيش من غزة وإطلاق سراح الرهائن المتبقين الأحياء.
من جهتها، قالت حماس ليل الجمعة، إنّها «تنظر بإيجابيّة إلى ما تضمّنه خطاب الرئيس الأمريكي جو بايدن اليوم من دعوته لوقف إطلاق نار دائم، وانسحاب قوّات الاحتلال من قطاع غزّة، وإعادة الإعمار، وتبادل للأسرى».
غير أنّ مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أكد أمس أنّ «شروط إسرائيل لوقف الحرب لم تتبدّل»، مشدّداً على ضرورة «القضاء على قدرات حماس العسكرية وعلى الحكم، تحرير كل الرهائن وضمان أن غزة لم تعدّ تشكّل تهديداً لإسرائيل».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك