العدد : ١٦٩٨٥ - الاثنين ٢٣ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٨٥ - الاثنين ٢٣ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

أخبار البحرين

باحث اجتماعي يحذر من استغلال الألعاب الإلكترونية في التحرش الفكري بالأطفال

كتبت‭: ‬أمل‭ ‬الحامد

الثلاثاء ٢٨ مايو ٢٠٢٤ - 02:00

 

 

حذر‭ ‬باحث‭ ‬اجتماعي‭ ‬من‭ ‬الغزو‭ ‬الفكري‭ ‬للجيل‭ ‬الجديد‭ ‬عبر‭ ‬الفضاء‭ ‬الالكتروني،‭ ‬والألعاب‭ ‬والتطبيقات‭ ‬الالكترونية،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬مخاطر‭ ‬الاستدراج‭ ‬الإلكتروني‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تقتصر‭ ‬على‭ ‬التحرش‭ ‬الجنسي‭ ‬فحسب‭ ‬بل‭ ‬تمتد‭ ‬إلى‭ ‬التأثير‭ ‬على‭ ‬الأفكار‭ ‬والمعتقدات‭ ‬والمبادئ‭ ‬بشكل‭ ‬مسيء‭ ‬وغير‭ ‬صحيح‭.‬

جاء‭ ‬ذلك‭ ‬خلال‭ ‬محاضرة‭ ‬توعوية‭ ‬قدمها‭ ‬زكريا‭ ‬عبدالجبار‭ ‬من‭ ‬مركز‭ ‬حماية‭ ‬الطفل‭ ‬التابع‭ ‬لوزارة‭ ‬التنمية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬بعنوان‭ (‬حماية‭ ‬الطفل‭ ‬من‭ ‬الفضاء‭ ‬الإلكتروني‭ ‬والابتزاز‭) ‬نظمتها‭ ‬لجنة‭ ‬المرأة‭ ‬العاملة‭ ‬والطفل‭ ‬بالاتحاد‭ ‬الحُر‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬نقابة‭ ‬التربويين‭ ‬البحرينية‭ ‬ومركز‭ ‬حماية‭ ‬الطفل‭ ‬بوزارة‭ ‬التنمية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬يوم‭ ‬أمس‭ ‬بمدرسة‭ ‬الروابي‭ ‬الخاصة‭.‬

واستعراض‭ ‬مثالا‭ ‬افتراضيا‭ ‬عن‭ ‬كيفية‭ ‬استدراج‭ ‬طفل‭ ‬يبلغ‭ ‬من‭ ‬العمر‭ ‬15‭ ‬سنة‭ ‬عبر‭ ‬إحدى‭ ‬تطبيقات‭ ‬الألعاب‭ ‬على‭ ‬الهاتف،‭ ‬حيث‭ ‬قام‭ ‬أحد‭ ‬الأشخاص‭ ‬الغرباء‭ ‬بمحاولة‭ ‬التقرب‭ ‬منه‭ ‬وتكوين‭ ‬علاقة‭ ‬صداقة‭ ‬معه‭ ‬ثم‭ ‬تطورت‭ ‬العلاقة‭ ‬إلى‭ ‬الحديث‭ ‬عبر‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬ووصل‭ ‬الأمر‭ ‬إلى‭ ‬ابتزاز‭ ‬الطفل‭ ‬بنشر‭ ‬المحتوى‭ ‬غير‭ ‬الأخلاقي‭ ‬أو‭ ‬استغلاله‭ ‬ضده‭.‬

وشرح‭ ‬عبدالجبار‭ ‬الإجراءات‭ ‬اللازمة‭ ‬لمواجهة‭ ‬حالات‭ ‬الابتزاز‭ ‬الإلكتروني،‭ ‬والتي‭ ‬تبدأ‭ ‬بالتحدث‭ ‬إلى‭ ‬الوالدين‭ ‬وطلب‭ ‬المساعدة،‭ ‬داعيا‭ ‬أولياء‭ ‬الأمور‭ ‬إلى‭ ‬تفهم‭ ‬الأمر‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬كان‭ ‬الأمر‭ ‬صعبًا‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يتفاقم‭ ‬ويصل‭ ‬إلى‭ ‬مستويات‭ ‬أخطر‭ ‬واسوأ‭ ‬حتى‭ ‬يتمكنوا‭ ‬من‭ ‬مساعدة‭ ‬الطفل،‭ ‬وأن‭ ‬عليهم‭ ‬أن‭ ‬يتحدثوا‭ ‬إلى‭ ‬والديهم‭ ‬بصراحة‭ ‬بما‭ ‬حدث‭ ‬وإبلاغهم‭ ‬بطلب‭ ‬المساعدة،‭ ‬وكذلك‭ ‬إبلاغ‭ ‬الخط‭ ‬الساخن‭ ‬للجرائم‭ ‬الإلكتروني‭ ‬992‭ ‬التابع‭ ‬لوزارة‭ ‬الداخلية،‭ ‬أو‭ ‬إبلاغ‭ ‬الخط‭ ‬الساخن‭ ‬لخط‭ ‬نجدة‭ ‬ومساندة‭ ‬الطفل‭ ‬998‭ ‬التابع‭ ‬لوزارة‭ ‬التنمية‭ ‬الاجتماعية‭.‬

وبين‭ ‬عبدالجبار‭ ‬أن‭ ‬الاستدراج‭ ‬الإلكتروني‭ ‬هو‭ ‬محاولة‭ ‬شخص‭ ‬عبر‭ ‬الانترنت‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬علاقة‭ ‬مع‭ ‬أي‭ ‬شخص‭ ‬قاصر‭ ‬لخداعه‭ ‬أو‭ ‬ممارسة‭ ‬الضغط‭ ‬النفسي‭ ‬عليه،‭ ‬وذلك‭ ‬للقيام‭ ‬بشيء‭ ‬قد‭ ‬يؤذيه‭ ‬او‭ ‬يهدد‭ ‬سلامته‭ ‬وبالمعنى‭ ‬المختصر‭ ‬هو‭ (‬الاستغلال‭)‬،‭ ‬لافتًا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الأطفال‭ ‬والبالغين‭ ‬معرضون‭ ‬لخطر‭ ‬الاستدراج‭ ‬الإلكتروني،‭ ‬بغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬العمر‭ ‬أو‭ ‬الجنس‭ ‬أو‭ ‬البلد‭.‬

وعن‭ ‬الأساليب‭ ‬التي‭ ‬يتبعها‭ ‬المجرمون‭ ‬للاستدراج،‭ ‬أوضح‭ ‬الباحث‭ ‬الاجتماعي‭ ‬أن‭ ‬المجرم‭ ‬يتبع‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الطرق‭ ‬مع‭ ‬الشخص‭ ‬الذي‭ ‬يحاول‭ ‬استدراجه‭ ‬فقد‭ ‬ينتحل‭ ‬حسابات‭ ‬شخصية‭ ‬وصورًا‭ ‬مزيفة‭ ‬أو‭ ‬يدعي‭ ‬الاستمتاع‭ ‬بنفس‭ ‬الهوايات‭ ‬أو‭ ‬الاهتمامات‭ ‬وكما‭ ‬يتظاهر‭ ‬بعضهم‭ ‬بأنهم‭ ‬عارضو‭ ‬أزياء‭ ‬أو‭ ‬مدربون‭ ‬رياضيون‭ ‬أو‭ ‬مشاهير‭ ‬عبر‭ ‬شبكات‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬مضيفًا‭ ‬أنه‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬الضروري‭ ‬أن‭ ‬يستخدم‭ ‬المجرم‭ ‬هوية‭ ‬مخفية،‭ ‬حيث‭ ‬قد‭ ‬يستخدم‭ ‬هويته‭ ‬الحقيقية‭ ‬للتقرب‭ ‬من‭ ‬الضحية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬بناء‭ ‬علاقة‭ ‬يوهم‭ ‬فيها‭ ‬بمكانته‭ ‬وقدرته‭ ‬على‭ ‬الاحتواء‭ ‬العاطفي‭ ‬والتأثير‭.‬

وبخصوص‭ ‬أهداف‭ ‬التحرش‭ ‬الجنسي‭ ‬الإلكتروني،‭ ‬قال‭ ‬إن‭ ‬التحرش‭ ‬الجنسي‭ ‬الإلكتروني‭ ‬يتضمن‭ ‬أي‭ ‬سلوك‭ ‬لمحتوى‭ ‬غير‭ ‬أخلاقي‭ ‬أو‭ ‬منافٍ‭ ‬للعادات‭ ‬والتقاليد‭ ‬لغرض‭ ‬الابتزاز‭ ‬أو‭ ‬التنمر‭ ‬على‭ ‬الضحية‭ ‬أو‭ ‬نشر‭ ‬المحتوى‭ ‬المعيب‭ ‬والبذيء‭ ‬أو‭ ‬الأغراض‭ ‬المادية‭.‬

وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الابتزاز‭ ‬الإلكتروني‭ ‬هو‭ ‬تهديد‭ ‬منظم‭ ‬وترويع‭ ‬يستهدف‭ ‬قاصرا‭ ‬ويزاوله‭ ‬شخص‭ ‬أو‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الأشخاص‭ ‬ويستخدمون‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الصور‭ ‬والمقاطع‭ ‬الصوتية‭ ‬والمرئية‭ ‬والنصوص‭ ‬الكتابية‭ ‬المقلقة‭ ‬والمتحركة‭ ‬مع‭ ‬التهديد‭ ‬باستغلالها‭ ‬في‭ ‬ممارسة‭ ‬الضغط‭ ‬على‭ ‬الطفل‭ ‬المستهدف،‭ ‬حيث‭ ‬التهديد‭ ‬بالإرسال‭ ‬إلى‭ ‬الأهل‭ ‬والأصدقاء‭ ‬والمعارف‭ ‬والإرغام‭ ‬على‭ ‬تدبير‭ ‬مقدار‭ ‬معين‭ ‬من‭ ‬المال‭ ‬أو‭ ‬تلبية‭ ‬رغبة‭ ‬معينة‭.‬

وعلى‭ ‬هامش‭ ‬المحاضرة‭ ‬التوعوية‭ ‬صرح‭ ‬زكريا‭ ‬عبدالجبار‭ ‬الباحث‭ ‬الاجتماعي‭ ‬لـ‭ ‬‮«‬أخبار‭ ‬الخليج‮»‬‭ ‬بأن‭ ‬مركز‭ ‬حماية‭ ‬الطفل‭ ‬التابع‭ ‬لوزارة‭ ‬التنمية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬باشر‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬حالات‭ ‬التحرش‭ ‬الجنسي،‭ ‬وذلك‭ ‬تنفيذًا‭ ‬لأوامر‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬التي‭ ‬صدرت‭ ‬مؤخرًا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مشروع‭ ‬‮«‬سؤال‭ ‬الطفل‭ ‬لمرة‭ ‬واحدة‭ ‬في‭ ‬جرائم‭ ‬الاعتداء‭ ‬الجنسي‮»‬،‭ ‬موضحًا‭ ‬أن‭ ‬الوالدين‭ ‬يشرحون‭ ‬تفاصيل‭ ‬الموضوع‭ ‬للمركز،‭ ‬ثم‭ ‬يتم‭ ‬رفعه‭ ‬إلى‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬لاتخاذ‭ ‬الإجراءات،‭ ‬لان‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬هي‭ ‬الجهة‭ ‬الوحيدة‭ ‬المخولة‭ ‬بسؤال‭ ‬الطفل‭ ‬لعدم‭ ‬تأثر‭ ‬نفسيته‭ ‬بالأسئلة‭ ‬المتكررة‭ ‬إليه‭.‬

ولفت‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬يتم‭ ‬سؤال‭ ‬ولي‭ ‬الأمر‭ ‬في‭ ‬حالات‭ ‬التحرش‭ ‬الجنسي‭ ‬فقط،‭ ‬أما‭ ‬في‭ ‬الحالات‭ ‬الأخرى‭ ‬من‭ ‬سوء‭ ‬المعاملة‭ ‬أو‭ ‬الإيذاء‭ ‬الجسدي‭ ‬والنفسي‭ ‬والإهمال‭ ‬والمعرضين‭ ‬للخطر،‭ ‬فإنه‭ ‬يتم‭ ‬دراسة‭ ‬حالتهم‭ ‬من‭ ‬الناحية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والنفسية،‭ ‬ويتم‭ ‬تقديم‭ ‬الخدمات‭ ‬لهم‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬الجهات‭ ‬والخدمات‭ ‬الطبية‭ ‬والتعليمية‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬خدمات‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬الوزارات‭ ‬الأخرى‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا