العدد : ١٦٩٨٤ - الأحد ٢٢ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٨٤ - الأحد ٢٢ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

أخبار البحرين

الأمين العام للأمم المتحدة يدعو الدول العربية إلى الاتحاد

أنطونيو غوتيريش.

الجمعة ١٧ مايو ٢٠٢٤ - 02:00

الحرب في غزة جرحٌ مفتوحٌ قد يتسبب بعدوى في جسد المنطقة بأسرها


أكد‭ ‬أنطونيو‭ ‬غوتيريش‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬أن‭ ‬العالم‭ ‬اليوم‭ ‬يتغيّر‭ ‬من‭ ‬جديد،‭ ‬وإنني‭ ‬أرى‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬العربية‭ ‬إمكانات‭ ‬هائلة،‭ ‬فلديكم‭ ‬الموارد،‭ ‬ولديكم‭ ‬الثقافة،‭ ‬ولديكم‭ ‬البشر،‭ ‬ولكن‭ ‬ثمة‭ ‬شرطٌا‭ ‬أساسيا‭ ‬وحيدا‭ ‬للنجاح‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬اليوم،‭ ‬ألا‭ ‬وهو‭ ‬الاتحاد،‭ ‬مضيفا‭ ‬أن‭ ‬التاريخ‭ ‬أظهر‭ ‬مرارا‭ ‬وتكرارا‭ ‬أن‭ ‬الانقسامات‭ ‬تفسح‭ ‬المجال‭ ‬لتدخل‭ ‬أطراف‭ ‬خارجية‭ - ‬مما‭ ‬يغذّي‭ ‬الصراعات‭ ‬ويؤجج‭ ‬التوترات‭ ‬الطائفية،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬يشعل‭ ‬فتيل‭ ‬الإرهاب‭ ‬ولو‭ ‬بغير‭ ‬قصد‭. ‬جاء‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬الكلمة‭ ‬التي‭ ‬ألقاها‭ ‬خلال‭ ‬الجلسة‭ ‬الافتتاحية‭ ‬للقمة‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬البحرين‭.‬

وهذا‭ ‬نص‭ ‬الكلمة‭:‬

صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬ملك‭ ‬البحرين،‭ ‬أشكركم‭ ‬على‭ ‬دعوتكم‭ ‬الكريمة‭ ‬وكرم‭ ‬ضيافتكم،‭ ‬أصحاب‭ ‬الجلالة‭ ‬والسمو‭ ‬الملكي‭ ‬والفخامة‭ ‬والسعادة،‭ ‬معالي‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬السيد‭ ‬أبو‭ ‬الغيط،

لقد‭ ‬وُلدتُ‭ ‬في‭ ‬لشبونة‭ - ‬وهي‭ ‬مدينة‭ ‬كانت‭ ‬جزءا‭ ‬من‭ ‬الأندلس‭ ‬لقرون،‭ ‬وفي‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت‭ ‬كانت‭ ‬قرطبة‭ ‬مركز‭ ‬الثقافة‭ ‬والحضارة‭ ‬في‭ ‬شبه‭ ‬الجزيرة‭ ‬الأيبيرية،‭ ‬مثلما‭ ‬كانت‭ ‬بغداد‭ ‬مركز‭ ‬الثقافة‭ ‬والحضارة‭ ‬في‭ ‬العالم‭ - ‬وكانت‭ ‬آثارها‭ ‬ممتدة‭ ‬من‭ ‬حدود‭ ‬الصين‭ ‬إلى‭ ‬سواحل‭ ‬المحيط‭ ‬الأطلسي‭.‬

وقد‭ ‬تحرّكت‭ ‬عجلة‭ ‬التاريخ‭. ‬وعدة‭ ‬تحولات‭ - ‬في‭ ‬الميادين‭ ‬الثقافية،‭ ‬والاقتصادية،‭ ‬والتكنولوجية،‭ ‬والعسكرية‭ ‬‭ ‬غيرت‭ ‬العالم‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬الشعب‭ ‬العربي،‭ ‬واستُعمرت‭ ‬غالبية‭ ‬البلدان‭ ‬العربية‭.‬

ولم‭ ‬يأت‭ ‬التحرّر‭ ‬إلا‭ ‬بعد‭ ‬عقود‭ ‬من‭ ‬النضال‭ - ‬وبعد‭ ‬حروب‭ ‬دموية‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الحالات،‭ ‬وحقب‭ ‬طويلة‭ ‬من‭ ‬الاستغلال‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬منها‭ - ‬وبعد‭ ‬إرث‭ ‬خلّفه‭ ‬الاستعمار‭ ‬في‭ ‬شكل‭ ‬خطوط‭ ‬رُسمت‭ ‬على‭ ‬الرمل‭ ‬كحدود‭ ‬تعسّفية‭ ‬تفصل‭ ‬بين‭ ‬البلدان‭.‬

بيد‭ ‬أن‭ ‬العالم‭ ‬اليوم‭ ‬يتغيّر‭ ‬من‭ ‬جديد،‭ ‬وإنني‭ ‬أرى‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬العربية‭ ‬إمكانات‭ ‬هائلة،‭ ‬فلديكم‭ ‬الموارد‭. ‬ولديكم‭ ‬الثقافة‭. ‬ولديكم‭ ‬البشر،‭ ‬ولكن‭ ‬ثمة‭ ‬شرطٌا‭ ‬أساسيا‭ ‬وحيدا‭ ‬للنجاح‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬اليوم،‭ ‬ألا‭ ‬وهو‭ ‬الاتحاد‭.‬

لقد‭ ‬أظهر‭ ‬التاريخ‭ ‬مرارا‭ ‬وتكرارا‭ ‬أن‭ ‬الانقسامات‭ ‬تفسح‭ ‬المجال‭ ‬لتدخل‭ ‬أطراف‭ ‬خارجية‭ - ‬مما‭ ‬يغذّي‭ ‬الصراعات‭ ‬ويؤجج‭ ‬التوترات‭ ‬الطائفية،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬يشعل‭ ‬فتيل‭ ‬الإرهاب‭ ‬ولو‭ ‬بغير‭ ‬قصد‭.‬

وهذه‭ ‬عقبات‭ ‬تحول‭ ‬دون‭ ‬تحقيق‭ ‬التنمية‭ ‬السلمية‭ ‬وتعيقكم‭ ‬عن‭ ‬ضمان‭ ‬رفاه‭ ‬شعوبكم‭.‬

ويتطلب‭ ‬التغلب‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬العقبات‭ ‬كسر‭ ‬الحلقة‭ ‬المفرغة‭ ‬من‭ ‬الانقسام‭ ‬وتلاعب‭ ‬الأطراف‭ ‬الأجنبية‭ - ‬ويتطلب‭ ‬المضي‭ ‬قدما‭ ‬معاً‭ ‬لبناء‭ ‬مستقبل‭ ‬أكثر‭ ‬سلما‭ ‬وازدهارا‭ ‬لشعوب‭ ‬المنطقة‭ ‬العربية‭ ‬وخارجها‭.‬

أصحاب‭ ‬الجلالة‭ ‬والسمو‭ ‬والفخامة‭ ‬والسعادة،‭ ‬إننا‭ ‬نجتمع‭ ‬هنا‭ ‬وقلوبنا‭ ‬تنفطر‭ ‬لما‭ ‬يحدث‭ ‬للفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬غزة‭.‬

إن‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬جرحٌ‭ ‬مفتوحٌ‭ ‬قد‭ ‬يتسبب‭ ‬بعدوى‭ ‬في‭ ‬جسد‭ ‬المنطقة‭ ‬بأسرها‭.‬

وهذا‭ ‬النزاع،‭ ‬بمعدّله‭ ‬وحجمه‭ ‬هذين،‭ ‬هو‭ ‬الأكثر‭ ‬فتكاً‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬شهدتُه‭ ‬من‭ ‬نزاعات‭ ‬كأمين‭ ‬عام‭ ‬‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬المدنيين‭ ‬وعمال‭ ‬الإغاثة‭ ‬والصحفيين‭ ‬وزملائنا‭ ‬في‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭.‬

وبطبيعة‭ ‬الحال،‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬تبرير‭ ‬الهجمات‭ ‬الإرهابية‭ ‬الشنعاء‭ ‬التي‭ ‬نفّذتها‭ ‬حماس‭ ‬في‭ ‬7‭ ‬تشرين‭ ‬الأول‭/‬أكتوبر‭.‬

وإنني‭ ‬أكرّر‭ ‬الدعوة‭ ‬إلى‭ ‬الإفراج‭ ‬الفوري‭ ‬وغير‭ ‬المشروط‭ ‬عن‭ ‬جميع‭ ‬الرهائن‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬كذلك‭ ‬تبرير‭ ‬العقاب‭ ‬الجماعي‭ ‬للشعب‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬بيد‭ ‬أن‭ ‬الخسائر‭ ‬في‭ ‬صفوف‭ ‬المدنيين‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬تتصاعد‭.‬

وقد‭ ‬اميحت‭ ‬عائلات‭ ‬بأسرها‭ ‬عن‭ ‬بكرة‭ ‬أبيها‭. ‬وأصيب‭ ‬الأطفال‭ ‬بصدمات‭ ‬نفسية‭ ‬ولحق‭ ‬بهم‭ ‬أذى‭ ‬سيلازمهم‭ ‬مدى‭ ‬الحياة‭. ‬ويُحرم‭ ‬الناس‭ ‬من‭ ‬أبسط‭ ‬المقومات‭ ‬الأساسية‭ ‬للبقاء،‭ ‬وثمة‭ ‬مجاعة‭ ‬تلوح‭ ‬في‭ ‬الأفق‭.‬

لا‭ ‬يمكن‭ ‬قبول‭ ‬أي‭ ‬هجوم‭ ‬على‭ ‬رفح‭. ‬إذ‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬إحداث‭ ‬موجة‭ ‬أخرى‭ ‬من‭ ‬الألم‭ ‬والبؤس‭ ‬بينما‭ ‬نحن‭ ‬في‭ ‬حاجة‭ ‬إلى‭ ‬موجة‭ ‬من‭ ‬المساعدات‭ ‬المنقذة‭ ‬للأرواح‭.‬

لقد‭ ‬حان‭ ‬الوقت‭ ‬لإعلان‭ ‬وقف‭ ‬فوري‭ ‬لإطلاق‭ ‬النار‭ ‬لأسباب‭ ‬إنسانية‭ ‬وإتاحة‭ ‬وصول‭ ‬المساعدات‭ ‬الإنسانية‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬عوائق‭ ‬إلى‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬غزة‭.‬

ولا‭ ‬تزال‭ ‬الأونروا‭ ‬هي‭ ‬العمود‭ ‬الفقري‭ ‬لعملياتنا‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬وشريان‭ ‬الحياة‭ ‬للاجئي‭ ‬فلسطين‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬أرجاء‭ ‬المنطقة‭. ‬وهي‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬الدعم‭ ‬والتمويل‭ ‬الكاملين‭.‬

وإنني‭ ‬منزعج‭ ‬بشدة‭ ‬لما‭ ‬يحدث‭ ‬من‭ ‬توترات‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬المحتلة‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬القدس‭ ‬الشرقية،‭ ‬حيث‭ ‬تُشهد‭ ‬طفرات‭ ‬في‭ ‬إقامة‭ ‬المستوطنات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬غير‭ ‬القانونية،‭ ‬وعنف‭ ‬المستوطنين،‭ ‬والاستخدام‭ ‬المفرط‭ ‬للقوة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬جيش‭ ‬الدفاع‭ ‬الإسرائيلي،‭ ‬وعمليات‭ ‬الهدم‭ ‬والإخلاء‭.‬

وما‭ ‬من‭ ‬وسيلة‭ ‬دائمة‭ ‬لإنهاء‭ ‬مسلسل‭ ‬العنف‭ ‬والاضطرابات‭ ‬سوى‭ ‬الحل‭ ‬القائم‭ ‬على‭ ‬وجود‭ ‬دولتين،‭ ‬إسرائيل‭ ‬وفلسطين،‭ ‬تعيشان‭ ‬جنبا‭ ‬إلى‭ ‬جنب‭ ‬في‭ ‬سلام‭ ‬وأمن،‭ ‬مع‭ ‬القدس‭ ‬عاصمة‭ ‬لكلتا‭ ‬الدولتين‭.‬

ويجب‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬الطابع‭ ‬الديمغرافي‭ ‬والتاريخي‭ ‬للقدس،‭ ‬ويجب‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬الوضع‭ ‬الراهن‭ ‬في‭ ‬الأماكن‭ ‬المقدّسة،‭ ‬تماشيا‭ ‬مع‭ ‬الدور‭ ‬الخاص‭ ‬للمملكة‭ ‬الأردنية‭ ‬الهاشمية‭.‬

أصحاب‭ ‬الجلالة‭ ‬والسمو‭ ‬والفخامة‭ ‬والسعادة،‭ ‬أودّ‭ ‬أن‭ ‬أتطرق‭ ‬إلى‭ ‬السودان،‭ ‬حيث‭ ‬جعلت‭ ‬الحرب‭ ‬المدمّرة‭ ‬نصف‭ ‬سكان‭ ‬البلد‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬سقوط‭ ‬حرّ‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الوضع‭ ‬الإنساني‭. ‬فبعد‭ ‬مرور‭ ‬عام،‭ ‬قُتل‭ ‬آلاف‭ ‬الأشخاص‭ ‬وبات‭ ‬خطر‭ ‬المجاعة‭ ‬المفجع‭ ‬يحدق‭ ‬بـ‭ ‬18‭ ‬مليون‭ ‬شخص،‭ ‬وإنني‭ ‬أحث‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬على‭ ‬تكثيف‭ ‬جهوده‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إحلال‭ ‬السلام،‭ ‬وأدعو‭ ‬الأطراف‭ ‬المتحاربة‭ ‬إلى‭ ‬الاتفاق‭ ‬على‭ ‬وقف‭ ‬دائم‭ ‬لإطلاق‭ ‬النار‭.‬

وينبغي‭ ‬أن‭ ‬يُتْبَع‭ ‬ذلك‭ ‬بعملية‭ ‬سياسية‭ ‬تشمل‭ ‬المجموعات‭ ‬النسائية‭ ‬والشبابية،‭ ‬وإنني‭ ‬أتعهد‭ ‬بأن‭ ‬تقدّم‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬دعمها‭ ‬الكامل‭ ‬لهذا‭ ‬المسعى،‭ ‬ويجب‭ ‬علينا‭ ‬أيضا‭ ‬حماية‭ ‬العملية‭ ‬السياسية‭ ‬الهشّة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬ليبيا‭ ‬واليمن‭.‬

وإنني‭ ‬كنت‭ ‬شاهدا،‭ ‬إبّان‭ ‬خدمتي‭ ‬كمفوض‭ ‬سام‭ ‬لشؤون‭ ‬اللاجئين،‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يتّسم‭ ‬به‭ ‬الشعب‭ ‬السوري‭ ‬من‭ ‬كرم‭ ‬عظيم‭. ‬ويؤلمني‭ ‬أن‭ ‬أرى‭ ‬وضع‭ ‬سوريا‭ ‬الآن‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬المعاناة،‭ ‬ومع‭ ‬بقاء‭ ‬أجزاء‭ ‬كاملة‭ ‬من‭ ‬أراضيها‭ ‬محتلة،‭ ‬حيث‭ ‬تتدخل‭ ‬أطراف‭ ‬فاعلة‭ ‬خارجية‭ ‬متعددة،‭ ‬وإنني‭ ‬أدعو‭ ‬جميع‭ ‬السوريين‭ ‬إلى‭ ‬العمل‭ ‬معا‭ ‬بروح‭ ‬تصالحية،‭ ‬وإلى‭ ‬الاحتفاء‭ ‬بالتنوع‭ ‬الثري‭ ‬للشعب‭ ‬السوري‭ ‬واحترام‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬الواجبة‭ ‬للناس‭ ‬كافة‭.‬

أصحاب‭ ‬الجلالة‭ ‬والسمو‭ ‬والفخامة‭ ‬والسعادة،‭ ‬إننا‭ ‬نواجه‭ ‬أزمات‭ ‬عالمية‭ ‬طاحنة‭ ‬أخرى،‭ ‬فهناك‭ ‬حالة‭ ‬الطوارئ‭ ‬المناخية؛‭ ‬وتزايد‭ ‬اللامساواة‭ ‬والفقر‭ ‬والجوع؛‭ ‬ومستويات‭ ‬المديونية‭ ‬التي‭ ‬تقسم‭ ‬الظهر؛‭ ‬والتكنولوجيات‭ ‬الجديدة‭ - ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ - ‬التي‭ ‬تعجز‭ ‬ضوابط‭ ‬الحوكمة‭ ‬وضمانات‭ ‬الحماية‭ ‬عن‭ ‬مواكبتها‭.‬

إننا‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬إصلاحات‭ ‬عميقة‭ ‬للنظام‭ ‬العالمي‭ ‬المتعدد‭ ‬الأطراف‭ - ‬من‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬إلى‭ ‬الهيكل‭ ‬المالي‭ ‬الدولي‭ - ‬لكي‭ ‬يصبح‭ ‬عالمي‭ ‬الطابع‭ ‬بحق‭ ‬ويكون‭ ‬ممثلا‭ ‬للواقع‭ ‬المعاش‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬العصر‭.‬

ويمثل‭ ‬مؤتمر‭ ‬القمة‭ ‬المعني‭ ‬بالمستقبل،‭ ‬الذي‭ ‬سيُعقد‭ ‬في‭ ‬أيلول‭/‬سبتمبر،‭ ‬فرصة‭ ‬ثمينة‭ ‬لتوليد‭ ‬زخم‭ ‬نحو‭ ‬إقامة‭ ‬نظام‭ ‬لتعددية‭ ‬الأطراف‭ ‬يكون‭ ‬أكثر‭ ‬اتساما‭ ‬بالترابط‭ ‬الشبكي‭ ‬والشمول،‭ ‬وإنني‭ ‬أتطلع‭ ‬قدما‭ ‬إلى‭ ‬الترحيب‭ ‬بكم‭ ‬في‭ ‬مؤتمر‭ ‬القمة‭ ‬في‭ ‬نيويورك‭ ‬في‭ ‬أيلول‭/‬سبتمبر‭.‬

أصحاب‭ ‬الجلالة‭ ‬والسمو‭ ‬والفخامة‭ ‬والسعادة،‭ ‬ما‭ ‬من‭ ‬وقت‭ ‬أفضل‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬اللحظة‭ ‬لكي‭ ‬تقف‭ ‬المنطقة‭ ‬العربية‭ ‬صفّا‭ ‬واحدا‭. ‬فمن‭ ‬شأن‭ ‬الاتحاد‭ ‬والتضامن‭ ‬على‭ ‬كامل‭ ‬نطاق‭ ‬العالم‭ ‬العربي‭ ‬إسماع‭ ‬صوت‭ ‬منطقتكم‭ ‬ذات‭ ‬الأهمية‭ ‬الحيوية‭ ‬بمزيد‭ ‬من‭ ‬القوة،‭ ‬وتعزيز‭ ‬تأثيركم‭ ‬على‭ ‬الساحة‭ ‬العالمية‭.‬

ويمكن‭ ‬بذلك‭ ‬مساعدة‭ ‬هذه‭ ‬المنطقة‭ ‬على‭ ‬الاهتداء‭ ‬إلى‭ ‬سبيل‭ ‬السلام،‭ ‬وتعظيم‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬إمكاناتها‭ ‬الهائلة،‭ ‬والمساهمة‭ ‬بشكل‭ ‬أكبر‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬ما‭ ‬فيه‭ ‬الخير‭ ‬للعالم‭.‬

وفي‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬العمل،‭ ‬يمكنكم‭ ‬التعويل‭ ‬على‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬وعليّ‭ ‬أنا‭ ‬شخصيا،‭ ‬مدّكم‭ ‬بالدعم‭ ‬والشراكة‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا