العدد : ١٦٩٨٤ - الأحد ٢٢ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٨٤ - الأحد ٢٢ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

أخبار البحرين

«سوق المنامة المركزي» في عدسة «أخبار الخليج»

الأحد ٢٢ سبتمبر ٢٠٢٤ - 02:00

التكييف.. المواقف.. منافسة السوبرماركت.. والعمالة الأجنبية أبرز التحديات


عزوف الأبناء عن مهنة الآباء أسهم في هيمنة الأجانب على السوق


إعداد‭: ‬مروة‭ ‬أحمد

تصوير‭: ‬عبدالأمير‭ ‬السلاطنة

 

سوق‭ ‬المنامة‭ ‬المركزي‭ ‬محل‭ ‬الخضّـار‭ ‬والقصـاب‭ ‬والسمّاك‭ ‬ومحطتهم‭ ‬الرئيسية‭ ‬لبيـع‭ ‬المحصول‭ ‬والاسترزاق،‭ ‬ينطلق‭ ‬صـاحب‭ ‬الفرشة‭ ‬منذ‭ ‬الصبـاح‭ ‬الباكر‭ ‬لتفريغ‭ ‬حمولته‭ ‬في‭ ‬المحطة‭ ‬المخصصة‭ ‬في‭ ‬السوق،‭ ‬وسط‭ ‬اكتظاظها‭ ‬بالبضاعة‭ ‬وبين‭ ‬أصوات‭ ‬العمال‭ ‬والباعة‭ ‬وشاحنات‭ ‬النقل‭ ‬وتفريغ‭ ‬البضائع،‭ ‬ويسير‭ ‬الصيّـاد‭ ‬نحو‭ ‬السوق‭ ‬لترتيب‭ ‬فرشته‭ ‬وصفّ‭ ‬صيده‭ ‬استعدادًا‭ ‬لبيعه،‭ ‬ويتمشى‭ ‬القصّـاب‭ ‬لتعليق‭ ‬اللحوم‭ ‬ومشتقاتها‭ ‬في‭ ‬فرشته‭.. ‬هذا‭ ‬السـوق‭ ‬القديم‭ ‬احتضن‭ ‬في‭ ‬شبابه‭ ‬قامات‭ ‬من‭ ‬التجّار‭ ‬البحرينيين‭ ‬وكان‭ ‬منارة‭ ‬العاصمة‭ ‬في‭ ‬التجارة‭ ‬ومنبعا‭ ‬للمنتج‭ ‬المحلي،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬‮«‬المنامة‭ ‬المركزي‮»‬‭ ‬اليوم‭ ‬يعيش‭ ‬أوضاعا‭ ‬صعبة‭ ‬وهو‭ ‬مثقل‭ ‬بسبب‭ ‬الحـر‭ ‬وتهـالك‭ ‬جدرانه‭ ‬وتكسّر‭ ‬شوارعه‭ ‬وغيـاب‭ ‬روّاده‭ ‬وتقاعس‭ ‬بعض‭ ‬تجاره‭.‬

 

في‭ ‬جولة‭ ‬قامت‭ ‬بها‭ ‬‮«‬أخبار‭ ‬الخليج‮»‬‭ ‬داخل‭ ‬أروقة‭ ‬هذا‭ ‬السوق‭ ‬تعرّفت‭ ‬أبرز‭ ‬احتياجات‭ ‬التجار‭ ‬البحرينيين‭ ‬الموجودين،‭ ‬وأهم‭ ‬مُطالبات‭ ‬المواطنين‭ ‬الذين‭ ‬اعتادوا‭ ‬زيارة‭ ‬هذا‭ ‬السوق‭ ‬منذ‭ ‬أيـام‭ ‬عزّه،‭ ‬حيث‭ ‬اجتمع‭ ‬التجّار‭ ‬والروّاد‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬أهم‭ ‬عامل‭ ‬للبقـاء‭ ‬هو‭ ‬تطوير‭ ‬الخدمات‭ ‬الموجودة‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬وعلى‭ ‬رأسها‭ ‬التكييف‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬توسعة‭ ‬مسـاحة‭ ‬الفرشـات‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬المحطـات،‭ ‬وصيـانة‭ ‬الشوارع‭ ‬المحيطة،‭ ‬وتوفير‭ ‬مواقف‭ ‬للسيارات،‭ ‬وتحدث‭ ‬بعضهم‭ ‬عن‭ ‬تواجد‭ ‬العمالة‭ ‬الاجنبية‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬السوق‭ ‬واصفا‭ ‬وجود‭ ‬بعضهم‭ ‬بالخـانق،‭ ‬وأيّد‭ ‬حضورهم‭ ‬آخرون‭ ‬بسبب‭ ‬عزوف‭ ‬الجيل‭ ‬الجديد‭ ‬عن‭ ‬ممارسة‭ ‬مهنة‭ ‬التجارة‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬المركزي‭ ‬ورفض‭ ‬بعض‭ ‬التجـار‭ ‬توريث‭ ‬هذه‭ ‬المهنة‭ ‬لأبنائهم‭ ‬لرغبتهم‭ ‬في‭ ‬وظائف‭ ‬مرموقة‭ ‬لهم‭.‬

ومن‭ ‬داخل‭ ‬سوق‭ ‬الخضـار‭ ‬والفواكه‭ ‬وقف‭ ‬التاجر‭ ‬محمد‭ ‬حسن‭ ‬فـاضل‭ ‬الذي‭ ‬واكب‭ ‬السوق‭ ‬منذ‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬عشرين‭ ‬سنة‭ ‬عندما‭ ‬كان‭ ‬يعمل‭ ‬مزارعًا‭ ‬يبيع‭ ‬محصوله‭ ‬في‭ ‬السوق،‭ ‬واليوم‭ ‬يعود‭ ‬لشراء‭ ‬مقتضياته‭ ‬وحاجاته‭ ‬المنزلية‭ ‬إلى‭ ‬نفس‭ ‬المكان‭ ‬الذي‭ ‬وقف‭ ‬فيه‭ ‬بائعًا‭ ‬يوما‭ ‬ما،‭ ‬انطلق‭ ‬محمد‭ ‬في‭ ‬حديثه‭ ‬بكلمة‭ ‬‮«‬التكييف‮»‬‭.. ‬كانت‭ ‬هذه‭ ‬الكلمة‭ ‬التي‭ ‬اتفق‭ ‬عليها‭ ‬أغلب‭ ‬التجّار‭ ‬ومرتادي‭ ‬السوق،‭ ‬وأضاف‭ ‬لهذه‭ ‬المشكلة‭ ‬معاناة‭ ‬المواقف‭ ‬التي‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬تنظيم‭ ‬وإلى‭ ‬تكثيف،‭ ‬وتساءل‭ ‬عن‭ ‬سبب‭ ‬اكتظاظ‭ ‬السوق‭ ‬بالعمالة‭ ‬الأجنبية،‭ ‬حيث‭ ‬نوّع‭ ‬الاسباب‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬قوّة‭ ‬تواجدهم‭ ‬وجدّهم‭ ‬في‭ ‬أداء‭ ‬عملهم‭ ‬أو‭ ‬تقاعس‭ ‬بعض‭ ‬التجـار‭ ‬الذي‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬استحواذ‭ ‬هذه‭ ‬الفئة‭ ‬على‭ ‬السوق،‭ ‬وبيّن‭ ‬أن‭ ‬لبّ‭ ‬التقاعس‭ ‬انطلق‭ ‬من‭ ‬تـأجير‭ ‬الفرشات‭ ‬لهم‭.‬

كما‭ ‬أوضح‭ ‬أن‭ ‬الإقبال‭ ‬على‭ ‬سوق‭ ‬المنامة‭ ‬المركزي‭ ‬تراجع‭ ‬بسبب‭ ‬افتتاح‭ ‬البرادات‭ ‬الكبيرة‭ ‬والسوبرماركت‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬بعرض‭ ‬منتجاتها‭ ‬في‭ ‬نقاط‭ ‬مبرّدة‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الأسواق‭ ‬أتاحت‭ ‬مواقف‭ ‬عديدة‭ ‬للمستهلكين،‭ ‬إضافةً‭ ‬إلى‭ ‬كثافة‭ ‬عروضها‭ ‬المرتبطة‭ ‬بنفس‭ ‬المنتجات‭ ‬المتاحة‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬المنامة‭ ‬المركزي،‭ ‬وحتى‭ ‬وإن‭ ‬قامت‭ ‬هذه‭ ‬النقـاط‭ ‬برفع‭ ‬اسعارها‭ ‬عن‭ ‬أسعار‭ ‬المركزي‭ ‬فإنها‭ ‬مازالت‭ ‬محتفظة‭ ‬بمستهلكيها‭ ‬بسبب‭ ‬تطوّر‭ ‬الخدمات‭ ‬المطروحة‭ ‬للمرتادين،‭ ‬وتطرّق‭ ‬محمد‭ ‬إلى‭ ‬نقطة‭ ‬اضافية‭ ‬ساهمت‭ ‬في‭ ‬ضعف‭ ‬الاقبال‭ ‬على‭ ‬المركزي،‭ ‬وهي‭ ‬انتشار‭ ‬هذه‭ ‬البرادات‭ ‬الكبيرة‭ ‬في‭ ‬المناطق‭ ‬السكنية‭ ‬حيث‭ ‬صارت‭ ‬قريبة‭ ‬من‭ ‬بيوت‭ ‬الناس‭ ‬وسهّلت‭ ‬عليهم‭ ‬الوصول‭ ‬بدلًا‭ ‬من‭ ‬القدوم‭ ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬السوق‭.‬

وتحدث‭ ‬محمد‭ ‬يوسف‭ ‬الذي‭ ‬قضـى‭ ‬45‭ ‬سنة‭ ‬من‭ ‬عمره‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬السوق‭ ‬عن‭ ‬التجار‭ ‬الأولين‭ ‬الذين‭ ‬كانوا‭ ‬قد‭ ‬تواجدوا‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬وذاع‭ ‬صيتهم‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬التجارة‭ ‬من‭ ‬خلاله،‭ ‬وأكد‭ ‬خلال‭ ‬حديثه‭ ‬مع‭ ‬‮«‬أخبار‭ ‬الخليج‮»‬‭ ‬أن‭ ‬السوق‭ ‬كان‭ ‬معروفا‭ ‬بتجاره‭ ‬البحرينيين،‭ ‬وبرر‭ ‬محمد‭ ‬عزوف‭ ‬التجار‭ ‬البحرينيين‭ ‬عن‭ ‬البيع‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬بانعدام‭ ‬رغبة‭ ‬الأبناء‭ ‬في‭ ‬السير‭ ‬على‭ ‬نفس‭ ‬خُطى‭ ‬والديهم‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬والبيع،‭ ‬وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تخلي‭ ‬البحريني‭ ‬عن‭ ‬المهنة‭ ‬ساهم‭ ‬في‭ ‬انتشار‭ ‬العمالة‭ ‬الأجنبية‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬سوق‭ ‬الخضار‭ ‬والفواكه‭ ‬يفتقر‭ ‬إلى‭ ‬وجود‭ ‬التاجر‭ ‬البحريني‭.‬

ومن‭ ‬أمام‭ ‬فرشة‭ ‬التمر‭ ‬والرطب‭ ‬جلس‭ ‬عبدالله‭ ‬علي‭ ‬موجهًا‭ ‬مروحته‭ ‬التي‭ ‬غلب‭ ‬عليها‭ ‬الصدأ‭ ‬لتُحاكي‭ ‬سنوات‭ ‬طويلة‭ ‬عملت‭ ‬خلالها‭ ‬على‭ ‬تخفيف‭ ‬حرارة‭ ‬هذا‭ ‬السوق‭ ‬عليه،‭ ‬حيث‭ ‬أكد‭ ‬أنه‭ ‬عمل‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬المركزي‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬1978‭ ‬حتى‭ ‬هذه‭ ‬الساعة‭ ‬وانطلق‭ ‬مشواره‭ ‬من‭ ‬الموقع‭ ‬القديم‭ ‬للسوق‭ ‬وصولًا‭ ‬إلى‭ ‬موقعه‭ ‬الحالي،‭ ‬وأوضح‭ ‬أن‭ ‬أهم‭ ‬احتياج‭ ‬قد‭ ‬يتفق‭ ‬عليه‭ ‬كل‭ ‬التجار‭ ‬المتواجدين‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬هو‭ ‬التكييف،‭ ‬مضيفًا‭ ‬أن‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية‭ ‬قد‭ ‬قامت‭ ‬مؤخرًا‭ ‬بفتح‭ ‬بعض‭ ‬المكيفات‭ ‬وجاء‭ ‬ذلك‭ ‬بعد‭ ‬مرور‭ ‬فترة‭ ‬الصيف‭ ‬الحارّة‭ ‬بدون‭ ‬تبريد‭.‬

وتحدث‭ ‬الحجي‭ ‬سـالم‭ ‬لـ«أخبار‭ ‬الخليج‮»‬‭ ‬عن‭ ‬تاريخه‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬السوق‭ ‬والذي‭ ‬بدأ‭ ‬منذ‭ ‬افتتاحه‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬ويمتد‭ ‬عمر‭ ‬تجارته‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬المنامة‭ ‬المركزي‭ ‬إلى‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬خمسين‭ ‬سنة‭ ‬قضاها‭ ‬في‭ ‬بيع‭ ‬التمر،‭ ‬واليوم‭ ‬يتكلم‭ ‬عن‭ ‬أسوأ‭ ‬أوجه‭ ‬معاناة‭ ‬السوق‭ ‬الذي‭ ‬عاصره‭ ‬منذ‭ ‬أيـام‭ ‬شبابه‭ ‬والتي‭ ‬تمحورت‭ ‬حول‭ ‬الحرارة‭ ‬ونقص‭ ‬المكيفات‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬تـأجير‭ ‬الفرشات‭ ‬ما‭ ‬ساهم‭ ‬في‭ ‬انتشار‭ ‬العمالة‭ ‬الأجنبية‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬التي‭ ‬عملت‭ ‬على‭ ‬تضييق‭ ‬الحركة‭ ‬التجارية‭ ‬على‭ ‬التاجر‭ ‬البحريني‭.‬

ومن‭ ‬المرتادين‭ ‬وقفت‭ ‬إحدى‭ ‬النساء‭ ‬لاسترجاع‭ ‬ذكريات‭ ‬ترددها‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬السوق‭ ‬مع‭ ‬المرحوم‭ ‬زوجها‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬وفاته‭ ‬حالت‭ ‬بينها‭ ‬وبين‭ ‬عودتها‭ ‬وعادت‭ ‬اليوم‭ ‬لترى‭ ‬أوجه‭ ‬التغيير‭ ‬التي‭ ‬طالت‭ ‬هذا‭ ‬السوق‭ ‬منها‭ ‬الحرارة‭ ‬الشديدة‭ ‬وافتقار‭ ‬المكان‭ ‬لأبرز‭ ‬الخدمات‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬شـأنها‭ ‬أن‭ ‬تحافظ‭ ‬على‭ ‬ديمومة‭ ‬قدوم‭ ‬المرتادين‭ ‬والمستهلكين‭.‬

ورشف‭ ‬فاضل‭ ‬بو‭ ‬حمد‭ ‬من‭ ‬استكانة‭ ‬شايه‭ ‬الأحمر‭ ‬الذي‭ ‬اعتاد‭ ‬شربه‭ ‬منذ‭ ‬15‭ ‬عامًا‭ ‬في‭ ‬المقهى‭ ‬الموجود‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬على‭ ‬كرسيه‭ ‬الخشبي‭ ‬المطلي‭ ‬بالأبيض‭ ‬القديم‭ ‬والمكسو‭ ‬بقماش‭ ‬السجاد‭ ‬الأحمر،‭ ‬قائلا‭ ‬إن‭ ‬معضلة‭ ‬السوق‭ ‬الكبرى‭ ‬تكمن‭ ‬في‭ ‬التكييف،‭ ‬وبشـأن‭ ‬وجود‭ ‬العمالة‭ ‬الأجنبية‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬قال‭: ‬هو‭ ‬أمر‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬منه‭ ‬بدءًا‭ ‬من‭ ‬مسـألة‭ ‬غسل‭ ‬السيارات‭ ‬إلى‭ ‬وجودهم‭ ‬في‭ ‬السوق،‭ ‬علاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬تحدث‭ ‬عن‭ ‬رفض‭ ‬الآباء‭ ‬اليوم‭ ‬توريث‭ ‬هذه‭ ‬المهنة‭ ‬لأبنائهم‭ ‬والسبب‭ ‬النظرة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬أو‭ ‬ضعف‭ ‬المدخول‭ ‬المادي‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬المهنة‭ ‬البسيطة،‭ ‬وحول‭ ‬السبب‭ ‬فقد‭ ‬أكد‭ ‬بو‭ ‬حمد‭ ‬رغبته‭ ‬برؤية‭ ‬ابنه‭ ‬طبيبا‭ ‬أو‭ ‬مهندسا‭ ‬وليس‭ ‬هُنـا‭.‬

وقف‭ ‬التاجر‭ ‬ميرزا‭ ‬حسن‭ ‬سلمان‭ ‬في‭ ‬وسط‭ ‬فرشته‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬الخضار‭ ‬والفواكه،‭ ‬بثوبه‭ ‬الأبيض‭ ‬وشماغه‭ ‬الأبيض‭ ‬الملفوف‭ ‬حول‭ ‬رأسه‭ ‬ليمنع‭ ‬قطرات‭ ‬العرق‭ ‬من‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬البضاعة،‭ ‬وقال‭ ‬إن‭ ‬مسيرته‭ ‬انطلقت‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬المركزي‭ ‬منذ‭ ‬أن‭ ‬كان‭ ‬موقعه‭ ‬بالقرب‭ ‬من‭ ‬فندق‭ ‬عذاري،‭ ‬وحين‭ ‬سؤاله‭ ‬عن‭ ‬أبرز‭ ‬تطلعات‭ ‬التجار‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬تحدث‭ ‬عن‭ ‬أولها‭ ‬والتي‭ ‬تمحورت‭ ‬حول‭ ‬كساد‭ ‬البضائع‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬حيث‭ ‬طالب‭ ‬بآليات‭ ‬تسهم‭ ‬في‭ ‬سيرورة‭ ‬عملية‭ ‬البيع‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬شـأنها‭ ‬أن‭ ‬تمنع‭ ‬كساد‭ ‬هذه‭ ‬البضائع،‭ ‬معللًا‭ ‬ذلك‭ ‬بانتشار‭ ‬البرادات‭ ‬الكبيرة‭ ‬في‭ ‬الأحياء‭ ‬السكنية‭ ‬والتي‭ ‬لعبت‭ ‬دورًا‭ ‬مهمًا‭ ‬في‭ ‬كساد‭ ‬بضائع‭ ‬التجار‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬المركزي‭.‬

ومن‭ ‬أسباب‭ ‬كساد‭ ‬بضاعة‭ ‬التاجر‭ ‬البحريني‭ ‬بيع‭ ‬الأجنبي‭ ‬بالجملة‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬بدءًا‭ ‬من‭ ‬محطة‭ ‬تحميل‭ ‬البضائع‭ ‬وتفريغها،‭ ‬وينطلق‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬منذ‭ ‬الصباح‭ ‬الباكر،‭ ‬واستعرض‭ ‬ميرزا‭ ‬أبرز‭ ‬أسماء‭ ‬التجار‭ ‬البحرينيين‭ ‬التي‭ ‬لمعت‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬المركزي‭ ‬مثل‭ ‬صالح‭ ‬الدرازي‭ ‬وحسن‭ ‬محمود‭ ‬وابراهيم‭ ‬القطري،‭ ‬وقد‭ ‬استبدلت‭ ‬هذه‭ ‬الأسماء‭ ‬بشركات‭ ‬الأجانب‭ ‬التي‭ ‬احتكرت‭ ‬الفرشات‭ ‬وانتشروا‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬أروقة‭ ‬هذا‭ ‬السوق‭.‬

ومن‭ ‬سوق‭ ‬الخضـار‭ ‬والفواكه‭ ‬واصلت‭ ‬‮«‬أخبار‭ ‬الخليـج‮»‬‭ ‬الجولة‭ ‬وصولًا‭ ‬إلى‭ ‬سوق‭ ‬السمك،‭ ‬هذا‭ ‬السوق‭ ‬الذي‭ ‬كشف‭ ‬أصحاب‭ ‬فرشاته‭ ‬عن‭ ‬عدد‭ ‬المواطنين‭ ‬الذين‭ ‬صمدت‭ ‬فرشاتهم‭ ‬أمام‭ ‬غياب‭ ‬مقومات‭ ‬البقاء،‭ ‬وأمام‭ ‬انتشار‭ ‬العمالة‭ ‬الأجنبية‭ ‬الذين‭ ‬جاؤوا‭ ‬بسبب‭ ‬تأجير‭ ‬الآخرين‭ ‬لفرشاتهم‭ ‬حيث‭ ‬قال‭ ‬يوسف‭ ‬خلف‭ ‬من‭ ‬أمام‭ ‬فرشته‭ ‬التي‭ ‬توسطتها‭ ‬ثلاجات‭ ‬الروبيان‭ ‬والسمك‭ ‬الصافي‭ ‬وقضي‭ ‬فيها‭ ‬حوالي‭ ‬سبع‭ ‬سنوات‭ ‬أن‭ ‬عدد‭ ‬البحرينيين‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬السمك‭ ‬قد‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬عشرة‭ ‬فقط‭ ‬استطاعوا‭ ‬البقاء‭ ‬والبيع‭ ‬شخصيًا‭ ‬في‭ ‬فرشاتهم‭ ‬أمام‭ ‬عشرات‭ ‬الأجانب‭ ‬الذين‭ ‬يتوسطون‭ ‬السوق،‭ ‬حيث‭ ‬قال‭ ‬إن‭ ‬عدد‭ ‬الفرشات‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬السوق‭ ‬قد‭ ‬يفوق‭ ‬الخمسين‭ ‬فرشة‭ ‬هيمن‭ ‬عليها‭ ‬الأجانب،‭ ‬وبشـأن‭ ‬مطالباتهم‭ ‬أكد‭ ‬ضرورة‭ ‬تهوئة‭ ‬هذا‭ ‬المبنى‭ ‬الذي‭ ‬تحتكره‭ ‬رائحة‭ ‬السمك‭ ‬وملوحة‭ ‬مـاء‭ ‬البحر‭ ‬مما‭ ‬قد‭ ‬يؤذي‭ ‬بعض‭ ‬الزوار‭ ‬الذين‭ ‬لا‭ ‬يفضلون‭ ‬أن‭ ‬تعلق‭ ‬هذه‭ ‬الرائحة‭ ‬بملابسهم‭.‬

كما‭ ‬أضاف‭ ‬خلـف‭ ‬أن‭ ‬سوق‭ ‬السمك‭ ‬في‭ ‬المركزي‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬تمديد‭ ‬ساعات‭ ‬عمله‭ ‬لأن‭ ‬الأوقات‭ ‬التي‭ ‬يفتح‭ ‬فيها‭ ‬أبوابه‭ ‬ويغلقها‭ ‬تصادف‭ ‬أوقات‭ ‬عمل‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المستهلكين‭ ‬والزوار‭ ‬الذين‭ ‬لا‭ ‬يستطيعون‭ ‬ترك‭ ‬عملهم‭ ‬والقدوم‭ ‬لشراء‭ ‬السمك،‭ ‬ومن‭ ‬هذا‭ ‬المنطلق‭ ‬دعـا‭ ‬لأن‭ ‬يكون‭ ‬وقت‭ ‬إغلاق‭ ‬السوق‭ ‬نحو‭ ‬العاشرة‭ ‬ليلًا‭ ‬ليستفيد‭ ‬الباعة‭ ‬الموجودون‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬بدلًا‭ ‬من‭ ‬اغلاقه‭ ‬في‭ ‬الساعة‭ ‬الرابعة‭ ‬عصرًا‭.‬

وتطرّق‭ ‬السمّاك‭ ‬علي‭ ‬المطوع‭ ‬إلى‭ ‬أبرز‭ ‬أوجه‭ ‬الضعف‭ ‬التي‭ ‬يعاني‭ ‬منها‭ ‬سوق‭ ‬الأسماك‭ ‬المركزي‭ ‬بالمنامة‭ ‬والتي‭ ‬يعود‭ ‬أبرزها‭ ‬إلى‭ ‬غياب‭ ‬المواقف‭ ‬المخصصة‭ ‬للزوار‭ ‬والمستهلكين‭ ‬حيث‭ ‬تقوم‭ ‬الشاحنات‭ ‬الكبيرة‭ ‬باستغلال‭ ‬هذه‭ ‬المواقف‭ ‬لصالحها،‭ ‬وبسبب‭ ‬ذلك‭ ‬يواجه‭ ‬الزائر‭ ‬مشكلة‭ ‬في‭ ‬النزول‭ ‬والتبضع،‭ ‬ويعود‭ ‬ذلك‭ ‬إلى‭ ‬شح‭ ‬المواقف‭ ‬وكثرة‭ ‬المخالفات‭ ‬المرورية‭ ‬التي‭ ‬سببت‭ ‬عزوفا‭ ‬عن‭ ‬حضور‭ ‬الزوار‭ ‬والمشترين‭ ‬بسبب‭ ‬الخوف‭ ‬من‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬مخالفة‭ ‬مرورية‭ ‬لعدم‭ ‬وجود‭ ‬مواقف‭ ‬مخصصة‭ ‬لهم‭.‬

وفي‭ ‬ختام‭ ‬الجولة‭ ‬التقت‭ ‬‮«‬أخبار‭ ‬الخليج‮»‬‭ ‬أقدم‭ ‬الباعة‭ ‬البحرينيين‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬اللحم‭ ‬والذي‭ ‬مضى‭ ‬على‭ ‬تواجده‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬السوق‭ ‬حوالي‭ ‬55‭ ‬سنة،‭ ‬عبد‭ ‬علي‭ ‬رجب‭ ‬صـاحب‭ ‬النصيب‭ ‬الأكبر‭ ‬من‭ ‬فرشات‭ ‬السوق‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬كونه‭ ‬البحريني‭ ‬المتواجد‭ ‬في‭ ‬فرشته‭ ‬مع‭ ‬عماله‭ ‬الأجانب،‭ ‬أكد‭ ‬أن‭ ‬أهم‭ ‬مطلب‭ ‬لصاحب‭ ‬فرشة‭ ‬اللحم‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬السوق‭ ‬هو‭ ‬توسعتها‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬تغيير‭ ‬الثلاجات‭ ‬الموجودة‭ ‬لحفظ‭ ‬اللحم‭ ‬واستبدالها‭ ‬بالنوع‭ ‬الأجدّ‭ ‬حفاظًا‭ ‬على‭ ‬اللحوم‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬وللزوار‭.‬

وكشف‭ ‬رجب‭ ‬أن‭ ‬سوق‭ ‬اللحم‭ ‬يفتقر‭ ‬للقصاب‭ ‬والبائع‭ ‬البحريني‭ ‬ويعود‭ ‬السبب‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬السوق‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬كبر‭ ‬مساحته‭ ‬فإن‭ ‬عدد‭ ‬التجار‭ ‬البحرينيين‭ ‬لا‭ ‬يتجاوز‭ ‬الستـة‭ ‬أمام‭ ‬العشرات‭ ‬من‭ ‬الأجانب‭ ‬الذين‭ ‬تواجدوا‭ ‬بسبب‭ ‬تأجير‭ ‬البحريني‭ ‬فرشته‭ ‬لهذه‭ ‬الفئة،‭ ‬كما‭ ‬أكد‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬عددا‭ ‬من‭ ‬الأجانب‭ ‬المتسيبين‭ ‬موجودين‭ ‬في‭ ‬السوق‭.‬

على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬مطالبة‭ ‬التجار‭ ‬والزوار‭ ‬بحل‭ ‬أزمة‭ ‬الحر‭ ‬وتجديد‭ ‬التكييف‭ ‬في‭ ‬السوق،‭ ‬رصدت‭ ‬‮«‬أخبار‭ ‬الخليج‮»‬‭ ‬تعميمًا‭ ‬صادرًا‭ ‬من‭ ‬أمانة‭ ‬العاصمة‭ ‬ينص‭ ‬على‭ ‬أنهم‭ ‬بصدد‭ ‬تركيب‭ ‬دفعة‭ ‬جديدة‭ ‬من‭ ‬المكيفات‭ ‬في‭ ‬مبنى‭ ‬السوق‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬المقاول‭ ‬المسؤول،‭ ‬وخلال‭ ‬التعميم‭ ‬تم‭ ‬التـأكيد‭ ‬على‭ ‬ارتفاع‭ ‬نسبي‭ ‬مؤقت‭ ‬في‭ ‬درجة‭ ‬الحرارة‭ ‬نتيجة‭ ‬لأعمال‭ ‬التركيب‭ ‬والصيانة‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬الموعد‭ ‬المقرر‭ ‬للانتهاء‭ ‬من‭ ‬الصيانة‭ ‬والتركيب‭. ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا