انهالت التعليقات عبر مواقع التواصل الاجتماعي التي تتوقف أمام مفارقة أن يوم أمس يوافق تاريخًا مميزًا هو 24 - 04 - 2024. البعض وضع منشورًا مصحوبًا بفنجان قهوة ووردة مع حث المتابعين والأصدقاء على اغتنام الفرصة وعمل شيء مميز يبقى في الذاكرة، والبعض الآخر تساءل في فضول عما إذا كانت هناك «خطط مسبقة» ينتويها أصحاب المبادرات المبتكرة.
ولم يخل الأمر من علامات استفهام ساخرة طرحها بعض خفيفي الظل ممن يخلطون الفكاهة بروح الكسل واليأس: وماذا كنا فعلنا في 1-1- 2001، أو 11- 11- 2011، أو 2-2- 2022، حتى نأتي اليوم ونصنع الفارق؟
اللافت أن شركات السياحة والسفر ومحلات الهدايا دخلت على الخط من زاوية الاستثمار واستغلال الفرصة قبل ذلك التوقيت بوقت كاف لتعلن «عروضا وخصومات مميزة» بهذه المناسبة كما كانت هناك ضغوط شديدة في الحجوزات المسبقة في الفنادق وقاعات الزفاف لإقامة فرح أو الاحتفال بذكرى سنوية لزواج ما حتى لو كان يتبقى عليها أيام أو حتى أسابيع، فليس مهمًّا الدقة الزمنية بقدر اقتناص تاريخ مميز لا يتكرر إلا مرة كل مائة عام.
وبالطبع لا يليق بمحرري باب «حظك اليوم» أو قارئي الطالع ومتنبئي المستقبل أن يصدموا أصحاب الأبراج بشيء مزعج في مثل هذا اليوم المميز. وهكذا جاءت قراءة الطالع اليوم لتصب كلها في سياق طاقة إيجابية وأمل وتفاؤل على صعيد المال والصحة والعمل والمشاكل القديمة المعلقة.
وتعدّ الحكايات عن هوس التواريخ المميزة نوعًا من الدراما الواقعية التي تمزج التشويق بالإثارة، وإن كانت تصل أحيانًا إلى حد «الفانتازيا» والخيال.. منها تلك الفتاة المصرية التي خططت لأن تكون خطبتها في 16 – 6 – 2016 ونجحت في مسعاها ثم خططت لأن يكون زواجها في 7- 7 – 2017 ولم يتكلل الأمر بالنجاح بسبب ضغط الوقت وكثرة التحضيرات. كان الزواج سيتم لاحقًا بعد هذا التاريخ بشهرين أو ثلاثة بحد أقصى، إلا أنها صممت على التأجيل حتى 8 - 8 - 2018 وسط ذهول الأهل والأقارب على الجانبين وكان لها في النهاية ما أرادت.
وهناك الأم التي كانت تخطط لأن تلد في يوم مميز هو 9-9- 2019 وكأنها تحدد نوع البيتزا التي تطلبها من محل شهير، إلا أن حسابات الحمل في 9 أشهر أكدت أنها سوف تلد في شهر 11؛ ما أحزنها للغاية. وحين شعرت بألم شديد في شهرها السابع وخيَّرها الطبيب بين الراحة التامة حتى الولادة الطبيعية بعد شهرين أو إجراء عملية قيصرية والولادة الآن، اختارت الحل الثاني رغم ما فيه من مخاطر مدفوعة بأمل أن تحقق الحلم القديم. وبالفعل تم تسجيل ابنتها بهذا التاريخ المميز رغم أنها حرفيًّا ولدت قبل ذلك ببضعة أيام.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك