العدد : ١٧٠٥٣ - السبت ٣٠ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٨ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٥٣ - السبت ٣٠ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٨ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

الصفحة الأخيرة

«24-04-2024» ليس الأول.. ماذا فعل بنا هوس التواريخ المميزة؟

الخميس ٢٥ أبريل ٢٠٢٤ - 02:00

انهالت‭ ‬التعليقات‭ ‬عبر‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬التي‭ ‬تتوقف‭ ‬أمام‭ ‬مفارقة‭ ‬أن‭ ‬يوم‭ ‬أمس‭ ‬يوافق‭ ‬تاريخًا‭ ‬مميزًا‭ ‬هو‭ ‬24‭ - ‬04‭ - ‬2024‭. ‬البعض‭ ‬وضع‭ ‬منشورًا‭ ‬مصحوبًا‭ ‬بفنجان‭ ‬قهوة‭ ‬ووردة‭ ‬مع‭ ‬حث‭ ‬المتابعين‭ ‬والأصدقاء‭ ‬على‭ ‬اغتنام‭ ‬الفرصة‭ ‬وعمل‭ ‬شيء‭ ‬مميز‭ ‬يبقى‭ ‬في‭ ‬الذاكرة،‭ ‬والبعض‭ ‬الآخر‭ ‬تساءل‭ ‬في‭ ‬فضول‭ ‬عما‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬‮«‬خطط‭ ‬مسبقة‮»‬‭ ‬ينتويها‭ ‬أصحاب‭ ‬المبادرات‭ ‬المبتكرة‭.‬

ولم‭ ‬يخل‭ ‬الأمر‭ ‬من‭ ‬علامات‭ ‬استفهام‭ ‬ساخرة‭ ‬طرحها‭ ‬بعض‭ ‬خفيفي‭ ‬الظل‭ ‬ممن‭ ‬يخلطون‭ ‬الفكاهة‭ ‬بروح‭ ‬الكسل‭ ‬واليأس‭: ‬وماذا‭ ‬كنا‭ ‬فعلنا‭ ‬في‭ ‬1‭-‬1‭- ‬2001،‭ ‬أو‭ ‬11‭- ‬11‭- ‬2011،‭ ‬أو‭ ‬2‭-‬2‭- ‬2022،‭ ‬حتى‭ ‬نأتي‭ ‬اليوم‭ ‬ونصنع‭ ‬الفارق؟

اللافت‭ ‬أن‭ ‬شركات‭ ‬السياحة‭ ‬والسفر‭ ‬ومحلات‭ ‬الهدايا‭ ‬دخلت‭ ‬على‭ ‬الخط‭ ‬من‭ ‬زاوية‭ ‬الاستثمار‭ ‬واستغلال‭ ‬الفرصة‭ ‬قبل‭ ‬ذلك‭ ‬التوقيت‭ ‬بوقت‭ ‬كاف‭ ‬لتعلن‭ ‬‮«‬عروضا‭ ‬وخصومات‭ ‬مميزة‮»‬‭ ‬بهذه‭ ‬المناسبة‭ ‬كما‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬ضغوط‭ ‬شديدة‭ ‬في‭ ‬الحجوزات‭ ‬المسبقة‭ ‬في‭ ‬الفنادق‭ ‬وقاعات‭ ‬الزفاف‭ ‬لإقامة‭ ‬فرح‭ ‬أو‭ ‬الاحتفال‭ ‬بذكرى‭ ‬سنوية‭ ‬لزواج‭ ‬ما‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬كان‭ ‬يتبقى‭ ‬عليها‭ ‬أيام‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬أسابيع،‭ ‬فليس‭ ‬مهمًّا‭ ‬الدقة‭ ‬الزمنية‭ ‬بقدر‭ ‬اقتناص‭ ‬تاريخ‭ ‬مميز‭ ‬لا‭ ‬يتكرر‭ ‬إلا‭ ‬مرة‭ ‬كل‭ ‬مائة‭ ‬عام‭.‬

وبالطبع‭ ‬لا‭ ‬يليق‭ ‬بمحرري‭ ‬باب‭ ‬‮«‬حظك‭ ‬اليوم‮»‬‭ ‬أو‭ ‬قارئي‭ ‬الطالع‭ ‬ومتنبئي‭ ‬المستقبل‭ ‬أن‭ ‬يصدموا‭ ‬أصحاب‭ ‬الأبراج‭ ‬بشيء‭ ‬مزعج‭ ‬في‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬اليوم‭ ‬المميز‭. ‬وهكذا‭ ‬جاءت‭ ‬قراءة‭ ‬الطالع‭ ‬اليوم‭ ‬لتصب‭ ‬كلها‭ ‬في‭ ‬سياق‭ ‬طاقة‭ ‬إيجابية‭ ‬وأمل‭ ‬وتفاؤل‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬المال‭ ‬والصحة‭ ‬والعمل‭ ‬والمشاكل‭ ‬القديمة‭ ‬المعلقة‭.‬

وتعدّ‭ ‬الحكايات‭ ‬عن‭ ‬هوس‭ ‬التواريخ‭ ‬المميزة‭ ‬نوعًا‭ ‬من‭ ‬الدراما‭ ‬الواقعية‭ ‬التي‭ ‬تمزج‭ ‬التشويق‭ ‬بالإثارة،‭ ‬وإن‭ ‬كانت‭ ‬تصل‭ ‬أحيانًا‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬‮«‬الفانتازيا‮»‬‭ ‬والخيال‭.. ‬منها‭ ‬تلك‭ ‬الفتاة‭ ‬المصرية‭ ‬التي‭ ‬خططت‭ ‬لأن‭ ‬تكون‭ ‬خطبتها‭ ‬في‭ ‬16‭ ‬‭ ‬6‭ ‬2016‭ ‬ونجحت‭ ‬في‭ ‬مسعاها‭ ‬ثم‭ ‬خططت‭ ‬لأن‭ ‬يكون‭ ‬زواجها‭ ‬في‭ ‬7‭- ‬7‭ ‬‭ ‬2017‭ ‬ولم‭ ‬يتكلل‭ ‬الأمر‭ ‬بالنجاح‭ ‬بسبب‭ ‬ضغط‭ ‬الوقت‭ ‬وكثرة‭ ‬التحضيرات‭. ‬كان‭ ‬الزواج‭ ‬سيتم‭ ‬لاحقًا‭ ‬بعد‭ ‬هذا‭ ‬التاريخ‭ ‬بشهرين‭ ‬أو‭ ‬ثلاثة‭ ‬بحد‭ ‬أقصى،‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬صممت‭ ‬على‭ ‬التأجيل‭ ‬حتى‭ ‬8‭ - ‬8‭ - ‬2018‭ ‬وسط‭ ‬ذهول‭ ‬الأهل‭ ‬والأقارب‭ ‬على‭ ‬الجانبين‭ ‬وكان‭ ‬لها‭ ‬في‭ ‬النهاية‭ ‬ما‭ ‬أرادت‭.‬

وهناك‭ ‬الأم‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تخطط‭ ‬لأن‭ ‬تلد‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬مميز‭ ‬هو‭ ‬9‭-‬9‭- ‬2019‭ ‬وكأنها‭ ‬تحدد‭ ‬نوع‭ ‬البيتزا‭ ‬التي‭ ‬تطلبها‭ ‬من‭ ‬محل‭ ‬شهير،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬حسابات‭ ‬الحمل‭ ‬في‭ ‬9‭ ‬أشهر‭ ‬أكدت‭ ‬أنها‭ ‬سوف‭ ‬تلد‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬11؛‭ ‬ما‭ ‬أحزنها‭ ‬للغاية‭. ‬وحين‭ ‬شعرت‭ ‬بألم‭ ‬شديد‭ ‬في‭ ‬شهرها‭ ‬السابع‭ ‬وخيَّرها‭ ‬الطبيب‭ ‬بين‭ ‬الراحة‭ ‬التامة‭ ‬حتى‭ ‬الولادة‭ ‬الطبيعية‭ ‬بعد‭ ‬شهرين‭ ‬أو‭ ‬إجراء‭ ‬عملية‭ ‬قيصرية‭ ‬والولادة‭ ‬الآن،‭ ‬اختارت‭ ‬الحل‭ ‬الثاني‭ ‬رغم‭ ‬ما‭ ‬فيه‭ ‬من‭ ‬مخاطر‭ ‬مدفوعة‭ ‬بأمل‭ ‬أن‭ ‬تحقق‭ ‬الحلم‭ ‬القديم‭. ‬وبالفعل‭ ‬تم‭ ‬تسجيل‭ ‬ابنتها‭ ‬بهذا‭ ‬التاريخ‭ ‬المميز‭ ‬رغم‭ ‬أنها‭ ‬حرفيًّا‭ ‬ولدت‭ ‬قبل‭ ‬ذلك‭ ‬ببضعة‭ ‬أيام‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا