العدد : ١٦٨٤١ - الخميس ٠٢ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ شوّال ١٤٤٥هـ

العدد : ١٦٨٤١ - الخميس ٠٢ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ شوّال ١٤٤٥هـ

عربية ودولية

شي جيبينغ يؤكد لرئيس تايوان السابق أن «التدخل الخارجي» لن يمنع إعادة توحيد الجزيرة

الخميس ١١ أبريل ٢٠٢٤ - 02:00

بكين‭ - (‬أ‭ ‬ف‭ ‬ب‭): ‬أكد‭ ‬الرئيس‭ ‬الصيني‭ ‬شي‭ ‬جينبيغ‭ ‬خلال‭ ‬لقاء‭ ‬مع‭ ‬رئيس‭ ‬تايوان‭ ‬السابق‭ ‬ما‭ ‬ينغ‭ ‬جيو‭ ‬أمس‭ ‬الأربعاء‭ ‬أن‭ ‬‮«‬التدخلات‭ ‬الخارجية‮»‬‭ ‬لن‭ ‬تستطيع‭ ‬منع‭ ‬إعادة‭ ‬توحيد‭ ‬الجزيرة‭ ‬مع‭ ‬بر‭ ‬الصين‭ ‬الرئيسي‭. ‬وبدأ‭ ‬الرئيس‭ ‬السابق‭ ‬المؤيد‭ ‬لتهدئة‭ ‬مع‭ ‬بكين‭ ‬وتولى‭ ‬السلطة‭ ‬لولايتين‭ ‬من‭ ‬2008‭ ‬إلى‭ ‬2016،‭ ‬زيارته‭ ‬إلى‭ ‬الصين‭ ‬في‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬أبريل‭ ‬ووصفها‭ ‬بأنها‭ ‬‮«‬رحلة‭ ‬سلام‮»‬‭ ‬لخفض‭ ‬التوترات‭ ‬مع‭ ‬بكين‭. ‬

وذكرت‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬الصينية‭ ‬والتايوانية‭ ‬أن‭ ‬شي‭ ‬جينبينغ‭ ‬استقبل‭ ‬الوفد‭ ‬الذي‭ ‬يرئسه‭ ‬ما‭ ‬ينغ‭ ‬جيو‭ ‬بعد‭ ‬ظهر‭ ‬الأربعاء‭. ‬وهذا‭ ‬اللقاء‭ ‬بين‭ ‬الرجلين‭ ‬هو‭ ‬الأول‭ ‬منذ‭ ‬قمتهما‭ ‬التاريخية‭ ‬عام‭ ‬2015‭ ‬في‭ ‬سنغافورة،‭ ‬عندما‭ ‬كان‭ ‬الرئيس‭ ‬التايواني‭ ‬السابق‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬في‭ ‬السلطة‭. ‬وقال‭ ‬شي‭ ‬جينبينغ‭ ‬لضيفه‭ ‬بحسب‭ ‬مقطع‭ ‬فيديو‭ ‬بثته‭ ‬قناة‭ ‬‮«‬تي‭ ‬في‭ ‬بي‭ ‬اس‮»‬‭ ‬التايوانية‭ ‬إن‭ ‬‮«‬الأمة‭ ‬الصينية‭ ‬كتبت‭ ‬تدريجياً‭ ‬التاريخ‭ ‬غير‭ ‬القابل‭ ‬للتجزئة‭ ‬لجانبي‭ ‬مضيق‭ ‬تايوان‭ ‬وحفرت‭ ‬ملحمة‭ ‬تتسم‭ ‬بروابط‭ ‬الدم‮»‬‭. ‬

وأكد‭ ‬أن‭ ‬‮«‬المواطنين‭ ‬على‭ ‬جانبي‭ ‬مضيق‭ ‬تايوان‭ ‬صينيون‮»‬‭ ‬بينما‭ ‬ثقافة‭ ‬الغالبية‭ ‬العظمى‭ ‬من‭ ‬سكان‭ ‬الجزيرة‭ ‬الحاليين‭ ‬هي‭ ‬صينية‭ ‬ويتحدّرون‭ ‬من‭ ‬البرّ‭ ‬الرئيسي‭. ‬وتعتبر‭ ‬الصين‭ ‬جزيرة‭ ‬تايوان‭ ‬التي‭ ‬تتمتع‭ ‬بحكم‭ ‬ذاتي‭ ‬والبالغ‭ ‬عدد‭ ‬سكانها‭ ‬23‭ ‬مليون‭ ‬نسمة،‭ ‬جزءا‭ ‬لا‭ ‬يتجزأ‭ ‬من‭ ‬أراضيها‭ ‬لم‭ ‬تنجح‭ ‬في‭ ‬إعادته‭ ‬منذ‭ ‬انتهاء‭ ‬الحرب‭ ‬الأهلية‭ ‬الصينية‭ ‬في‭ ‬1949‭. ‬وهي‭ ‬تؤكد‭ ‬أنها‭ ‬تفضل‭ ‬إعادة‭ ‬توحيد‭ ‬‮«‬سلمية‮»‬‭ ‬مع‭ ‬الجزيرة‭ ‬لكنها‭ ‬لم‭ ‬تتخل‭ ‬يوما‭ ‬عن‭ ‬احتمال‭ ‬اللجوء‭ ‬إلى‭ ‬القوة‭ ‬إن‭ ‬لزم‭ ‬الأمر‭.  ‬

ويحكم‭ ‬الصين‭ ‬الحزب‭ ‬الشيوعي‭ ‬وفق‭ ‬نظام‭ ‬الحزب‭ ‬الواحد،‭ ‬بينما‭ ‬تعتمد‭ ‬تايوان‭ ‬التي‭ ‬يبلغ‭ ‬عدد‭ ‬سكانها‭ ‬23‭ ‬مليون‭ ‬نسمة،‭ ‬نظاما‭ ‬ديمقراطيا‭ ‬تعدديا‭. ‬وقال‭ ‬شي‭ ‬متوجها‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬بالقول‭: ‬إن‭ ‬‮«‬الاختلافات‭ ‬في‭ ‬الأنظمة‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تغير‭ ‬الحقيقة‭ ‬الموضوعية‭ ‬المتمثلة‭ ‬في‭ ‬أننا‭ ‬ننتمي‭ ‬إلى‭ ‬أمة‭ ‬واحدة‭ ‬وشعب‭ ‬واحد‮»‬‭. ‬ورأى‭ ‬أن‭ ‬‮«‬التدخل‭ ‬الخارجي‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يوقف‭ ‬القضية‭ ‬التاريخية‭ ‬المتعلقة‭ ‬بإعادة‭ ‬توحيدنا‮»‬،‭ ‬بحسب‭ ‬مقطع‭ ‬فيديو‭ ‬للاجتماع‭ ‬نشرته‭ ‬قناة‭ ‬تايوانية‭. ‬وينتمي‭ ‬ما‭ ‬ينغ‭ ‬جيو‭ ‬إلى‭ ‬حزب‭ ‬الكومينتانغ‭ ‬الذي‭ ‬يبدي‭ ‬رغبته‭ ‬في‭ ‬التقارب‭ ‬مع‭ ‬بكين‭ ‬حيث‭ ‬تأسس‭ ‬مطلع‭ ‬القرن‭ ‬العشرين‭. ‬

وقبل‭ ‬مغادرته‭ ‬الصين‭ ‬حيث‭ ‬زار‭ ‬مع‭ ‬وفد‭ ‬مؤلف‭ ‬من‭ ‬نحو‭ ‬عشرين‭ ‬طالبا‭ ‬تايوانيا،‭ ‬شركات‭ ‬تكنولوجيا‭ ‬وجامعات‭ ‬وأماكن‭ ‬تاريخية،‭ ‬أكد‭ ‬أن‭ ‬رحلته‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬تخفيف‭ ‬حدة‭ ‬العداء‮»‬‭ ‬وتوفير‭ ‬مناخ‭ ‬يمهد‭ ‬لـ«حسن‭ ‬نية‮»‬‭ ‬مع‭ ‬بكين‭. ‬ورأى‭ ‬ما‭ ‬ينغ‭ ‬جيو‭ ‬أن‭ ‬تايوان‭ ‬والصين‭ ‬‮«‬تطورتا‭ ‬وبحسب‭ ‬نظامين‭ ‬مختلفين‮»‬‭ ‬لكن‭ ‬سكانهما‭ ‬‮«‬ينتمون‭ ‬إلى‭ ‬أمة‭ ‬صينية‭ ‬واحدة‮»‬،‭ ‬كما‭ ‬ورد‭ ‬في‭ ‬تقرير‭ ‬صدر‭ ‬عن‭ ‬مكتب‭ ‬الرئيس‭ ‬التايواني‭ ‬السابق‭. ‬وأضاف‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬إذا‭ ‬اندلعت‭ ‬حرب‭ ‬بين‭ ‬ضفتي‭ ‬مضيق‭ ‬تايوان،‭ ‬فإنها‭ ‬ستشكل‭ ‬عبئا‭ ‬لا‭ ‬يحتمل‭ ‬على‭ ‬الأمة‭ ‬الصينية‮»‬،‭ ‬داعيا‭ ‬لـ«التصدي‮»‬‭ ‬لتوجهات‭ ‬الاستقلال‭ ‬التايوانية‭. ‬

عمل‭ ‬ما‭ ‬ينغ‭ ‬جيو‭ ‬خلال‭ ‬فترتي‭ ‬ولايته‭ ‬على‭ ‬تحسين‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬تايبيه‭ ‬وبكين‭. ‬وتوترت‭ ‬العلاقات‭ ‬بعد‭ ‬تولي‭ ‬خليفته‭ ‬تساي‭ ‬إنغ‭ ‬وين‭ ‬الرافضة‭ ‬للمقاربة‭ ‬الصينية‭ ‬في‭ ‬ملف‭ ‬السيادة‭ ‬على‭ ‬تايوان،‭ ‬السلطة‭ ‬في‭ ‬2016،‭ ‬ما‭ ‬دفع‭ ‬بكين‭ ‬الى‭ ‬قطع‭ ‬كافة‭ ‬الاتصالات‭ ‬رفيعة‭ ‬المستوى‭ ‬مع‭ ‬الجزيرة‭. ‬وكثفت‭ ‬بكين‭ ‬ضغوطها‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬والعسكرية‭ ‬على‭ ‬الجزيرة،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الطلعات‭ ‬المتكررة‭ ‬لطائراتها‭ ‬الحربية‭ ‬على‭ ‬بعد‭ ‬عشرات‭ ‬الكيلومترات‭ ‬من‭ ‬الساحل‭ ‬التايواني‭. ‬

وعززت‭ ‬تساي‭ ‬الإنفاق‭ ‬الدفاعي‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الثماني‭ ‬من‭ ‬حكمها،‭ ‬واستحوذت‭ ‬على‭ ‬أسلحة‭ ‬وقامت‭ ‬بتطوير‭ ‬معدات‭ ‬تايوانية‭ ‬الصنع،‭ ‬مثل‭ ‬غواصات‭ ‬وسفن‭. ‬ومن‭ ‬غير‭ ‬المرجح‭ ‬أن‭ ‬يؤدي‭ ‬تولي‭ ‬لاي‭ ‬تشينغ‭- ‬تي،‭ ‬نائب‭ ‬الرئيسة‭ ‬المنتهية‭ ‬ولايتها،‭ ‬السلطة‭ ‬بعدما‭ ‬فاز‭ ‬بالانتخابات‭ ‬الرئاسية‭ ‬في‭ ‬يناير،‭ ‬وتعتبره‭ ‬بكين‭ ‬‮«‬انفصاليا‭ ‬خطرا‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬تهدئة‭ ‬الوضع‭. ‬ومن‭ ‬المقرر‭ ‬أن‭ ‬يتسلم‭ ‬السلطة‭ ‬في‭ ‬مايو‭. ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا