هاجم ناشط ومدون إسرائيلي معروف الموقف الغربي الداعم لحرب الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل ضد الفلسطينيين في غزة على مدار الشهور الستة الماضية، مشددا على أن الإجراءات الإسرائيلية جعلت من فلسطين رمزًا معترفًا به عالميًّا إلى درجة لم تكن من قبل، وإن إسرائيل، باتت دولة منبوذة في نظر كثير من البشر.
وكتب ألون مزراحي الكاتب الإسرائيلي على حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي «اكس»: «هناك بعض الأشياء التي يجب أن تقال بعد مرور ستة أشهر على هذه الإبادة الجماعية، لقد قامت إسرائيل بإلقاء 100.000 طن (أو نحو ذلك) من المتفجرات على غزة، وقتلت 40.000 شخص في غزة، لكنها لم تكسب أي شيء على الإطلاق من خلال القيام بذلك، وبعد مرور ستة أشهر، أصبحت إسرائيل أقل أمانًا الآن مما كانت عليه في بداية هذا الأمر. لقد فقدت مئات الجنود، وأصيب عشرات الآلاف الآخرون بإعاقات مدى الحياة».
وأضاف: «فقدت إسرائيل كل مصداقيتها وحسن النية على الساحة الدولية. فهي لا تملك سوى القوة الغاشمة الأمريكية التي تعمل لصالحها، وهذا أيضاً آخذ في التآكل. إن إسرائيل، طوال الفترة المتبقية من وجودها، دولة منبوذة في نظر كثير من البشر، لقد أظهرت أنها بلا قلب، ومتهورة، وسادية، وغبية بطريقة مظلمة للغاية».
وتابع مزراحي الذي يكتب مقالات في صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية قائلا: «كان الشعور بالتحرر الفلسطيني أو تمثيله أقوى من أي وقت مضى في القرن الماضي. لقد تم الآن إضفاء الطابع الإنساني على الفلسطينيين كما لم يحدث من قبل، ويتابع جزء كبير من البشرية معاناتهم يوميًّا، وسوف يستمرون في القيام بذلك».
وأردف: «أصبح النضال من أجل فلسطين حرة وجهًا رئيسيًّا لإنهاء الاستعمار كما يراها الجنوب العالمي، وليس ذلك فحسب؛ فالنضال الفلسطيني يعمل على تنشيط وبلورة حركات ومشاعر إنهاء الاستعمار في جميع أنحاء العالم»، مشددا على أن الموقف الأخلاقي للغرب تعرض للخطر بشكل لا رجعة فيه، حيث بات من الواضح أن المؤسسات الغربية لا تعمل لصالح الغربيين، بل لصالح طرف آخر.
واختتم قائلا: «يدفع الفلسطينيون ثمنا باهظا لا يغتفر في هذه الإبادة الجماعية. ولكن هذا ليس عبثا. إنهم، بموتهم ومعاناتهم وإنسانيتهم وبطولاتهم، يمنحون المجتمع العالمي بأكمله فرصة ورؤية واضحة للتحرر، وبعد ستة أشهر من هذا الرعب، أصبحت غزة مرادفا لقضية الحرية».
وفي منشور آخر قال مزراحي: «إن الإبادة الجماعية ارتكبت فظائع ومجازر لا حصر لها. لكن ما حدث في الشفاء يستحق دراسة ودورة جامعية وصفحة ويكيبيديا خاصة بها. لم يسبق لي أن رأيت شيئا مثل ذلك، من أي وقت مضى. لا أعتقد أن داعش قد حققت أي شيء من هذا القبيل».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك